بشرى سارة للجميع.. استعدادات غير مسبوقة بمديريات التربية لنجاح الدخول المدرسي
تستعد وزارة التربية الوطنية بالجزائر لاستقبال أكثر من 11 مليون تلميذ في الموسم الدراسي 2025-2026، في سباق مع الزمن لإنجاز إصلاحات شاملة تهدف إلى الارتقاء بأداء المدرسة الجزائرية. تركز الجهود على رقمنة الملفات، جاهزية المؤسسات التعليمية، توفير بيئة مدرسية آمنة وصحية، بالإضافة إلى وضع ترتيبات جديدة لتسجيل تلاميذ الأقسام التحضيرية والسنة الأولى ابتدائي.
استعدادات مكثفة للدخول المدرسي 2025-2026
تجري مديريات التربية عبر ولايات الجزائر سلسلة من اللقاءات والاجتماعات الدورية مع كافة الفاعلين في القطاع، من مفتشين ومديرين ونظار ومقتصدين وإداريين، بهدف رصد النقائص ومعالجتها قبل الدخول المدرسي المقبل. تهدف هذه الاجتماعات التحضيرية لضمان انطلاقة سلسة ومنظمة للسنة الدراسية الجديدة، وتجسيد الإصلاحات التي باشرها القطاع تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للارتقاء بمستوى التعليم.
إصلاحات تربوية وتفعيل الرقمنة في التعليم
وفقاً لما أكده الناشط التربوي يوسف رمضاني، تركز الاجتماعات التحضيرية على عدة محاور أساسية. من هذه المحاور، استكمال التنظيم التربوي بما يتوافق مع المستجدات الواردة في النصوص التنظيمية الأخيرة، والتي تشمل المواقيت الرسمية والتغييرات المسجلة على مستوى بعض المواد التعليمية. شدد مديرو التربية على ضرورة التنسيق المحكم بين المفتشين ومديري المؤسسات التعليمية لإتمام هذه العملية في الآجال المحددة، مما يضمن انسجام السير العام للدروس منذ أول يوم دراسي.
من جانب آخر، تولي الوزارة أهمية بالغة لتفعيل الرقمنة في تسيير الملفات وتحيين المعطيات الخاصة بالتلاميذ والأساتذة على الأرضية الرقمية للقطاع. يشمل ذلك السهر على التكفل التام بالجانب المالي والتسيير المادي، بإشراف المقتصدين، لضمان التوزيع المبكر للكتب المدرسية، لا سيما المجانية منها. كما يتم دراسة ملفات تسجيل التلاميذ وتحويلهم بين المؤسسات في الآجال المحددة ضمن القوانين والإجراءات المعمول بها، ومتابعة وضعية الأقسام المكتظة وإيجاد حلول عاجلة لها.
ضمان بيئة مدرسية آمنة وصحية للتلاميذ
تعد تهيئة المؤسسات التربوية بشكل كامل وتوفير بيئة مدرسية صحية وآمنة محوراً رئيسياً في التحضيرات. أكدت الوزارة على ضرورة إيلاء جانب النظافة اهتماماً خاصاً، واستكمال تجهيز المؤسسات التربوية، خصوصاً تلك التي تتوفر على مطاعم مدرسية، والتي من المقرر أن توفر وجبات ساخنة للتلاميذ بداية من اليوم الأول للدخول المدرسي. كما أمرت مصالح الوزارة مفتشيها عبر الوطن بالقيام بزيارات تفتيشية مكثفة إلى المؤسسات التربوية للوقوف على جاهزيتها من مختلف الجوانب، سواء البيداغوجية أو الإدارية أو اللوجستية، والإبلاغ عن أي نقائص مسجلة لمعالجتها فوراً.
ترتيبات تسجيل الأقسام التحضيرية والأولى ابتدائي
كشفت وزارة التربية الوطنية عن الترتيبات التنظيمية لعملية التسجيل في أقسام التربية التحضيرية والتسجيل الاستثنائي في السنة الأولى ابتدائي للعام الدراسي 2025/2026. وتضمنت هذه الترتيبات تحديد أعداد التلاميذ في كل قسم، ومعايير السن، وآلية التسجيل.
- عدد الأطفال في الأقسام التحضيرية: لا يتجاوز 25 طفلاً في الفوج التربوي الواحد.
- عدد التلاميذ في السنة الأولى ابتدائي: لا يتجاوز 34 تلميذاً في كل فوج تربوي.
- أهلية التسجيل في الأقسام التحضيرية: الأطفال المولودون بين أول يناير و31 ديسمبر 2020.
- أهلية التسجيل الاستثنائي في السنة الأولى ابتدائي: الأطفال المولودون بين أول يناير و31 مارس 2020، ويتم ذلك حسب عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة في كل مدرسة ابتدائية وبشرط ألا يؤثر على نظام الدراسة.
- نظام التدريس التناوبي: يمكن اللجوء إلى اعتماد نظام التمدرس التناوبي بين أقسام التربية التحضيرية في المدارس الابتدائية، كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
جدول زمني مهم لعملية التسجيل الإلكتروني
أعلنت وزارة التربية الوطنية عن جدول زمني محدد لعملية التسجيل الإلكتروني في أقسام التربية التحضيرية والسنة الأولى ابتدائي، وذلك لضمان سير سلس وشفاف للعملية:
**العملية** | **التاريخ** | **ملاحظات** |
انطلاق التسجيلات | 28 سبتمبر 2025 | حصرياً عبر فضاء الأولياء ضمن النظام المعلوماتي لقطاع التربية. |
نهاية التسجيلات | 11 أكتوبر 2025 | آخر موعد لتقديم طلبات التسجيل. |
الإعلان عن نتائج المعالجة الآلية | 14 أكتوبر 2025 | عبر الحساب الشخصي للولي في فضاء الأولياء، وتعلق القوائم في المدارس المعنية. |
التحاق الأطفال المقبولين | ابتداءً من 15 أكتوبر 2025 | في أقسام التربية التحضيرية أو السنة الأولى ابتدائي. |
إلغاء التسجيل | بعد شهر واحد من إعلان النتائج | يُلغى تسجيل أي طفل معني بالتسجيل الاستثنائي في السنة الأولى ابتدائي إذا لم يلتحق بالمؤسسة التربوية في هذا الأجل. |
أهمية الرقمنة في إدارة العملية التعليمية
تؤكد هذه الإجراءات الجديدة على التوجه نحو رقمنة القطاع، حيث يتم التسجيل في هذه الأقسام حصرياً عبر “فضاء الأولياء” ضمن النظام المعلوماتي لقطاع التربية. هذا التوجه يسهل على أولياء الأمور عملية التسجيل ويضمن الشفافية والسرعة في معالجة الطلبات والإعلان عن النتائج، مما يعكس حرص الوزارة على تجسيد رؤية إصلاحية شاملة تجعل المدرسة الجزائرية فضاءً للتعليم النوعي، ومؤسسة رائدة في تكوين أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.