لأول مرة في ذكرى ميلاده الـ 72.. ما لم يُروَ عن ثابت البطل أسطورة الأهلي والمنتخب
تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الحارس الأسطوري ثابت البطل، أحد أبرز رموز النادي الأهلي والكرة المصرية، الذي خط مسيرة حافلة بالإنجازات كلاعب وإداري. وُلد البطل عام 1953، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الساحرة المستديرة، سواء ببراعته في حراسة المرمى أو بجهوده الكبيرة في المناصب الإدارية التي تولاها، مساهمًا في تحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية.
ثابت البطل: رحلة أسطورية في حراسة مرمى النادي الأهلي
بدأ ثابت البطل مسيرته الكروية من مركز شباب قريته الحوامدية بمحافظة الجيزة، قبل أن يكتشفه الكشاف الشهير عبده البقال وينضم إلى النادي الأهلي في عام 1972، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ حراس المرمى المصريين. تميز البطل بمهاراته الفائقة في الذود عن مرماه وسرعة رد الفعل، مما جعله أحد الأعمدة الأساسية للفريق لمدة ثمانية عشر عامًا متواصلة. خلال هذه الفترة الذهبية، نجح ثابت البطل في حصد ثلاثة وعشرين لقبًا مع الأهلي، كان آخرها كأس مصر عام 1991 بعد فوز تاريخي على أسوان، مؤكدًا بذلك مكانته كأحد ألمع الحراس في تاريخ القلعة الحمراء.
إنجازات ثابت البطل الدولية: قيادة مصرية نحو البطولات القارية والعالمية
لم تتوقف إسهامات ثابت البطل عند حدود ناديه، بل امتدت لتشمل المنتخب الوطني، حيث كان له دور بارز في العديد من الإنجازات الدولية. ساهم الحارس الكبير في تتويج منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية عام 1986 التي أقيمت على أرض الكنانة، وذلك بعد تصديه لركلة ترجيحية حاسمة في المباراة النهائية أمام منتخب الكاميرون، ليصبح بطلاً قوميًا. كما شارك ثابت البطل في تأهيل المنتخب المصري لأولمبياد موسكو عام 1980 ولوس أنجلوس عام 1984، وأحرز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الإفريقية التي استضافتها نيروبي عام 1987. ولم يغب اسمه عن قائمة منتخب مصر في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث كان قائدًا للفريق خارج المستطيل الأخضر، مسجلاً بذلك حضورًا تاريخيًا بعد غياب دام ستة وخمسين عامًا عن المحفل العالمي.
من الملاعب إلى الإدارة: ثابت البطل صانع الأمجاد خلف الكواليس
بعد اعتزاله اللعب، لم يبتعد ثابت البطل عن كرة القدم، بل اتجه إلى العمل الإداري، ليثبت جدارته في مجال جديد. تولى منصب مدير الكرة بالنادي الأهلي على فترتين ناجحتين، الأولى من عام 1995 حتى عام 2000، والثانية بدأت في عام 2004 بالتزامن مع قدوم المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، واستمرت حتى وفاته. خلال هاتين الفترتين، ساهم البطل بفكره وخبرته الإدارية في تحقيق النادي الأهلي لأحد عشر لقبًا محليًا وعربيًا، ليؤكد بذلك تأثيره الكبير وقدرته على صناعة الإنجازات داخل وخارج الملعب.
إرث خالد: لماذا يبقى ثابت البطل أيقونة في قلوب الجماهير؟
يبقى ثابت البطل أكثر من مجرد حارس مرمى سابق، فهو أيقونة حقيقية في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية بأكملها، ومثال يُحتذى به في التفاني والإخلاص والاحترافية. لقد ترك إرثًا كرويًا وإداريًا ضخمًا، سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة من جماهير الكرة المصرية، وستبقى بصمته محفورة كرمز للعزيمة والإصرار على تحقيق البطولات والأمجاد.