قرار جديد من الموارد البشرية نهاية حظر العمل تحت الشمس.. هل عادت الحياة لطبيعتها؟

أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية اختتام فترة حظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة، والتي استمرت لثلاثة أشهر بين 15 يونيو و15 سبتمبر، يوميًا من الثانية عشرة ظهرًا حتى الثالثة عصرًا. وقد أظهرت هذه الفترة نسبة التزام عالية بلغت 94% من قبل المنشآت، مما يعكس نجاح الجهود الرقابية والتوعوية في حماية صحة العمال من مخاطر الإجهاد الحراري.

حظر العمل في الظهيرة: صمام أمان لصحة العمال

يأتي قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة كجزء أساسي من التزام المملكة بحماية سلامة وصحة العاملين في المواقع المكشوفة، خاصة خلال أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة. ينسجم هذا القرار بشكل مباشر مع معايير السلامة والصحة المهنية المعمول بها، ويهدف إلى توفير بيئة عمل آمنة تحد من الإصابات المرتبطة بالحرارة الشارقة. وقد تم تطبيق هذا الإجراء الحيوي بالتنسيق الكامل مع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، الذي يسعى لترسيخ ثقافة وقائية شاملة.

رقابة مكثفة وتجاوب مجتمعي لحماية العاملين

خلال فترة سريان الحظر، كثفت فرق الرقابة الميدانية التابعة لوزارة الموارد البشرية زياراتها لمواقع العمل المختلفة في كافة مناطق المملكة. هدفت هذه الزيارات للتأكد من التزام المنشآت بالقرار الوزاري ومتابعة مستوى الامتثال الميداني للتعليمات الصادرة. ولم تقتصر الجهود على المراقبة فقط، بل شملت أيضًا استجابة الوزارة لبلاغات وردتها عبر قنواتها الرسمية، ما يؤكد على الدور الفاعل للمجتمع في دعم جهود حماية حقوق العمال.

حملات توعوية لتعزيز ثقافة السلامة المهنية

بالتوازي مع جهود الرقابة، أطلق المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية حملة توعوية موسعة شملت مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. هدفت هذه الحملات إلى نشر الوعي بأهمية تطبيق قرار منع العمل تحت أشعة الشمس المباشرة، وتقديم الإرشادات اللازمة لأصحاب العمل والعاملين.

* إنتاج ونشر مواد إرشادية حول مخاطر العمل تحت أشعة الشمس.
* التعريف بسبل الوقاية من ضربة الشمس والإجهاد الحراري.
* التأكيد على أن القرار أداة أساسية لحماية الأرواح وليس مجرد التزام نظامي.

استراتيجية متكاملة لبيئة عمل آمنة ومستدامة

تؤكد وزارة الموارد البشرية أن هذه المبادرات تمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ ثقافة السلامة في بيئات العمل وتعزيز الامتثال الطوعي لدى القطاع الخاص. يندرج هذا القرار ضمن الجهود الوطنية لتحسين معايير العمل بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تضع صحة الإنسان ورفاهيته ضمن الأولويات القصوى في خطط التنمية المستدامة. تسعى الوزارة من خلال هذه السياسات إلى إيجاد توازن محكم بين متطلبات الإنتاج وظروف العمل، بما يكفل حماية العاملين ورفع مستوى كفاءة العمل وجودته.

استمرارية الرقابة لضمان التزام دائم

على الرغم من انتهاء فترة حظر العمل تحت أشعة الشمس، شددت الوزارة على استمرار جهودها الرقابية في جميع فصول السنة، لضمان الالتزام بأنظمة السلامة والصحة المهنية في مختلف القطاعات. وأكدت أن انتهاء فترة الحظر لا يعني التهاون مع أي ممارسات قد تهدد سلامة العمال، مؤكدة استمرارها في استقبال البلاغات واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين. هذا التوجه يؤكد أن سلامة العاملين تعد حجر الزاوية في خطط التنمية، وأن حماية الإنسان تظل أولوية قصوى تتقدم على أي اعتبارات أخرى، مما يسهم في بناء بيئة عمل مستدامة وآمنة تعزز الإنتاجية وتحقق أهداف التنمية الوطنية.