توضيح حاسم: أمين الفتوى يعلن رسمياً أن الكلب طاهر شرعاً وفق هذا المذهب | رسالة قوية ضد القسوة على الحيوان
أكدت دار الإفتاء المصرية، على لسان أمين الفتوى الدكتور عمرو الورداني، أن موقفها الرسمي يتماشى مع مذهب السادة المالكية الذي لا يرى نجاسة في الكلاب، وأنها تعتبر طاهرة. وشدد الورداني على أن غسل الإناء بعد ولوغ الكلب يعد أمراً تعبدياً بحتاً، لا يرتبط بوجود نجاسة مادية، وذلك في سياق دعوته لتعزيز الرحمة بالحيوان كقيمة إسلامية أصيلة.
موقف دار الإفتاء المصرية من طهارة الكلاب
أوضح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الموقف المعتمد لدى الدار يستند إلى رؤية مذهب السادة المالكية، الذي يعتبر الكلب كائناً طاهراً. وأضاف خلال حديثه في برنامج “ستوديو إكسترا” على قناة إكسترا نيوز، أن مسألة غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب هي عبادة وطاعة لله، وليست دليلاً على نجاسة الكلب نفسه. وأشار إلى أن حتى المذاهب التي تحدثت عن نجاسة الكلاب كانت تمارس تنظيف أوعية الكلاب كجزء من التعبد، مؤكداً أن هذه الفروق الفقهية لم تكن يوماً مبرراً للقسوة أو البعد عن الحيوانات، بل ترتبط بالنية والقصد في العبادة.
الرحمة بالحيوان: جوهر الإسلام في مواجهة القسوة
نبه الورداني إلى أن مظاهر القسوة تجاه الحيوانات، بما في ذلك الكلاب، لا تمثل الروح الحقيقية للإسلام وتعاليمه السمحة. وأرجع السبب في تفشي هذه الظواهر إلى تصاعد القسوة على مستوى العالم بشكل عام، وهو ما تسلل تدريجياً إلى مجتمعاتنا العربية. وذكر أن المجتمع المصري، على وجه الخصوص، يتسم بتاريخ طويل من الرحمة، والتي كانت تتجسد في صورة الأم كرمز للرقة والاحتواء داخل البيوت، وهي ذات الصورة التي كرمها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
التدين المصري الأصيل وسيرة النبي كنموذج للرفق
أكد أمين الفتوى أن التدين المصري الأصيل مبني على الرحمة وحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء بجمال أخلاقه، وليس على التشدد أو العنف. ودعا إلى العودة الصادقة إلى سيرة النبي الكريم، والإكثار من الصلاة عليه، والتدبر في تفاصيل حياته. ووصف النبي بأنه كان مثالاً للرحمة واللطف، فلم يرفع صوته على أحد ولم يضرب شيئاً بيده قط، بل كان يتمتع بحنان وعطف كبيرين تجاه الجميع.
خطوات مقترحة لتعزيز قيم الرحمة في المجتمع
لتحقيق هذا الفهم العميق للرحمة وإعادة إحيائها في نسيج المجتمع، سواء تجاه البشر أو الحيوانات، اقترح الدكتور عمرو الورداني عدة إجراءات هامة:
- إطلاق مبادرات شبابية تهدف إلى ترسيخ وتفعيل قيم الرحمة في شتى المجالات.
- دعم وتشجيع الجمعيات والمؤسسات التي تعمل بنشاط في مجال رعاية الحيوانات وحمايتها.
- العمل على تضمين خطاب الرحمة والرفق في خطب الجمعة والدروس الدينية بشكل مستمر وفعال.