لأول مرة.. علماء يكتشفون نقطة ضعف قاتلة داخل الحمض النووي للخلايا السرطانية باستخدام «نفايات الجينوم» | كشف علمي حاسم

كشف باحثون في كلية كينغز بلندن عن طريقة مبتكرة لاستهداف الخلايا السرطانية، مستفيدين من أجزاء داخل الحمض النووي البشري كان يُعتقد سابقًا أنها بلا قيمة أو وظيفة. يعتمد هذا الاكتشاف على تحويل ما يُعرف بـ”نفايات الجينوم” إلى نقطة ضعف قاتلة للخلايا السرطانية، مما يفتح آمالًا واسعة لعلاج متلازمة خلل التنسج النقوي وسرطان الدم الليمفاوي المزمن، وربما أنواع أخرى من الأورام الخبيثة.

اكتشاف علمي يعيد تعريف “نفايات الجينوم” في علاج السرطان

لِفترة طويلة، ساد الاعتقاد العلمي بأن ما يقرب من نصف الحمض النووي البشري يتكون مما يُسمى بـ “الحمض النووي غير المشفر” أو “القمامة الوراثية”، وهي أجزاء لم يُعرف لها دور محدد في وظائف الخلية الحيوية. لكن دراسة حديثة نشرتها مجلة Advanced Science جاءت لتكشف النقاب عن دور خفي لهذه المناطق، المعروفة علميًا بـ “العناصر الوراثية المتحركة” أو “Transposons”، ودورها المحتمل في تطور السرطان، وربما لتكون المفتاح للقضاء عليه. يركز هذا التطور الجديد في أبحاث السرطان بشكل خاص على حالات مثل متلازمة خلل التنسج النقوي وسرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهما مرضان ينشآن نتيجة اضطراب في الجينات المسؤولة عن النمو الطبيعي للخلايا، مما يقود إلى انقسام خلوي غير منضبط وتكون الأورام.

اقرأ أيضًا: دبلوماسية ثقافية.. سفير الاتحاد الأوروبي يزور مهرجان بيت حائل 2025

كيف تستغل الطريقة الجديدة نقطة ضعف الخلايا السرطانية؟

تعتمد هذه الطريقة المبتكرة على استغلال نشاط هذه العناصر المتحركة داخل الخلايا السرطانية. فقد أظهرت التجارب أن هذه العناصر يمكن أن “تستيقظ” وتتحرك عشوائيًا داخل الخلايا السرطانية، مما يتسبب في تلف الحمض النووي لهذه الخلايا. استغل العلماء هذا الاضطراب البيولوجي الحيوي باستخدام أدوية تُعرف بـ مثبطات PARP، وهي مركبات دوائية تُستخدم بالفعل في علاج بعض أنواع السرطان. تعمل هذه المثبطات على منع الخلايا من إصلاح الحمض النووي التالف. وفي الخلايا السرطانية التي تتميز بوجود عناصر متحركة نشطة، أدى هذا التداخل إلى ما يُوصف بـ “انهيار داخلي” للخلية، حيث لم تتمكن الخلايا السرطانية من تحمل الضغط الجيني المتزايد، مما دفعها إلى الموت الخلوي المبرمج.

آمال واعدة لعلاج أنواع متعددة من الأورام الخبيثة

يُعد هذا الاكتشاف العلمي فارقًا ومثيرًا للآمال بشكل خاص نظرًا لإمكانية تطبيقه على أنواع أخرى من الأورام التي تشترك في نفس العيوب والخصائص الجينية. فبدلًا من تجاهل ما كان يُعتقد أنه مجرد “نفايات جينية” عديمة الفائدة، أصبح بالإمكان الآن استهدافه كنقطة ضعف بيولوجية رئيسية في الخلايا السرطانية. هذا التحول في فهم وظائف الجينوم البشري يفتح الأبواب أمام استراتيجيات علاجية جديدة محتملة، قد تمهد الطريق لتطوير علاجات فعالة لمجموعة واسعة من الأمراض السرطانية.

اقرأ أيضًا: بشرى عاجلة للموظفين.. لا داعي لانتظار نهاية الشهر | اعرف وين وصل مرتبك الآن مع تطبيق “راتبك لحظي”