لماذا سيبقى المعلمون؟.. وزارة التعليم تكشف تفاصيل “الزمن الجديد” في المدارس بعد انصراف الطلاب

نظام “حضوري” التابع لوزارة التعليم السعودية تعرّض لعطل تقني مفاجئ اليوم الأحد، مما أحدث إرباكًا واسعًا بين المعلمين والمعلمات في جميع المدارس. واجه الكادر التعليمي صعوبات كبيرة في تسجيل الدخول وتوثيق الحضور إلكترونيًا، ما أدى إلى توقف شبه تام لعملية التوثيق وتعطيل متابعة التزامهم اليومي بالدوام الرسمي، وسط قلق من تأثير ذلك على سجلات الحضور.

إرباك واسع في المدارس وتعطّل التوثيق الرقمي للمعلمين

أكد العديد من المعلمين والمعلمات أن محاولاتهم المتكررة لتسجيل حضورهم عبر نظام “حضوري” باءت بالفشل، فيما اشتكى آخرون من بطء شديد في استجابة التطبيق، الأمر الذي جعل عملية توثيق الحضور والانصراف معقدة وغير ممكنة لفترات طويلة. يكتسب هذا التعطل أهمية خاصة كون “حضوري” أداة أساسية تعتمد عليها وزارة التعليم في متابعة انضباط الكادر التعليمي بالدوام بشكل لحظي ودقيق.

اقرأ أيضًا: قرار المرور الجديد.. 6 ضوابط حاسمة لسلامة راكبي الدراجات الهوائية على الطرق

جدل متصاعد حول “حضوري” وساعات الدوام الإلزامية

جاء إطلاق نظام “حضوري” في إطار خطط التحول الرقمي للوزارة، إلا أنه أثار جدلاً واسعًا منذ تطبيقه، خصوصًا مع إلزام المعلمين بالبقاء في المدارس لمدة سبع ساعات يوميًا. يشتكي المعلمون من أن هذا الإجراء، الذي يلزمهم بالبقاء حتى الساعة الواحدة والربع أو الواحدة والنصف ظهرًا رغم انتهاء اليوم الدراسي للطلاب أحيانًا عند الثانية عشرة ظهرًا، يمثل عبئًا غير مبرر ويقلل من فاعلية وقتهم. يطالب المعلمون وزارة التعليم بمراجعة هذا الإجراء الذي يجعلهم يمكثون في المدرسة دون وجود طلاب، معتبرين ذلك هدراً للوقت والموارد التعليمية.

تقنيات متطورة ومخاوف من تأثير العطل التقني

يعتمد نظام “حضوري” على تقنيات حديثة ومتطورة لتحديد الموقع الجغرافي (GPS) لضمان وجود الموظف داخل المدرسة، إلى جانب استخدام السمات الحيوية للتوثيق بدقة. تهدف هذه التقنيات إلى استبدال الإجراءات الورقية التقليدية، وتوفير بيانات فورية تساعد القيادات التعليمية في متابعة الانضباط وتقييم الأداء. كما يهدف النظام إلى دعم البيئة المدرسية بحلول رقمية تتماشى مع رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز الحوكمة والشفافية في القطاع التعليمي. بسبب العطل المفاجئ، اضطرت المدارس المتضررة اليوم إلى اعتماد طرق تسجيل حضور بديلة مؤقتة، وسط مخاوف من أن يؤثر هذا الخلل التقني على احتساب ساعات الدوام في سجلات وزارة التعليم.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد إجازة المولد النبوي في الإمارات للقطاعين العام والخاص

صمت الوزارة وتوقعات خبراء التقنية حول معالجة الأعطال

لم تصدر وزارة التعليم السعودية أي بيان رسمي حتى الآن يوضح أسباب هذا العطل التقني أو المدة المتوقعة لإصلاحه، ما زاد من حدة التوتر والقلق بين المعلمين والإدارات التعليمية. يرى الخبراء التقنيون أن مثل هذه الأعطال واردة في الأنظمة الرقمية الحديثة التي تعتمد على البنية التحتية المتطورة. ويشددون على أهمية وجود خطط طوارئ واضحة وبدائل تضمن استمرارية الخدمة وعدم تعطيل العملية التعليمية. كما يؤكدون أن التوسع في الاعتماد على الحلول الذكية يتطلب بنية تحتية رقمية قوية قادرة على استيعاب الضغط العالي، خصوصًا في أوقات الذروة الصباحية عند تسجيل الدخول.

مستقبل نظام “حضوري” ومطالب المراجعة الشاملة

يعكس الجدل الدائر حول تطبيق “حضوري” صراعاً بين متطلبات الإدارة الحديثة ورؤية المعلمين لواقعهم العملي والتربوي. فبينما ترى الوزارة في “حضوري” أداة مهمة لضبط الانضباط وتحسين كفاءة العمل، يرى المعلمون أنه يفرض قيوداً إضافية على طبيعة عملهم دون مراعاة الجانب التربوي الخاص بمهنة التعليم. من المرجح أن تفتح هذه الأزمة الباب أمام مراجعة شاملة لآلية تطبيق النظام، سواء بتحسين بنيته التقنية لضمان استقراره، أو عبر إعادة النظر في ساعات الدوام الإلزامية للمعلمين والمعلمات. يبقى نجاح نظام “حضوري” مرهوناً بقدرة وزارة التعليم على معالجة الأعطال المتكررة وتبديد المخاوف المهنية للمعلمين، بما يضمن تحقيق التوازن بين الانضباط والمرونة في بيئة العمل التعليمي. يتطلع المعلمون إلى معالجة سريعة وشاملة للمشكلة، بما يحفظ وقتهم وجهدهم، ويعزز ثقتهم في جهود التحول الرقمي للتعليم.

اقرأ أيضًا: تحديات جديدة.. هل يعبر الكتاب المغربي “دخولاً ثقافياً” معطوباً؟