كارثة تنس الطاولة.. انهيار شامل يهدد المنتخبات

تُعاني تنس الطاولة المصرية من تراجع غير مسبوق على المستويين الفني والإداري، حيث تُظهر النتائج الأخيرة للمنتخبات واللاعبين في البطولات الدولية بمختلف الفئات العمرية أداءً مخيباً للآمال، الأمر الذي يثير قلقاً متزايداً بشأن مستقبل هذه الرياضة. فقد جاءت خسارة اللاعبة دينا مشرف المفاجئة في بطولة “كونتندر اسطنبول” بمثابة جرس إنذار، لتكشف عن عمق الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وتلقي بظلالها على الاستعدادات المصرية للاستحقاقات القارية والدولية الكبرى.

تراجع مباغت يضرب تنس الطاولة المصرية

بالأمس، تلقت نجمة المنتخب الوطني الأول دينا مشرف خسارة غير متوقعة أمام لاعبة أرمينية مصنفة رقم ٣٥٠ عالمياً، وذلك بنتيجة (٠-٣) في الدور ربع النهائي من بطولة “كونتندر اسطنبول”، وهو ما يؤكد تدهور المستوى الفني للاعبين المصريين بشكل لا يدع مجالاً للشك. هذه الهزيمة المفاجئة أمام منافسة أقل خبرة، شكلت صدمة كبيرة للمتابعين، ودفعت للتساؤل عن أسباب هذا الأداء، الذي لا يتناسب مع إمكانيات لاعبة بحجم مشرف.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. دبا يتعاقد مع هداف العراق

نتائج مخيبة في البطولات الأفريقية للشباب

لم تقتصر النتائج المخيبة على مستوى الكبار فقط، بل امتدت لتشمل فئات الناشئين والشباب، حيث حققت المنتخبات الوطنية أداءً متواضعاً خلال مشاركتها الأخيرة في البطولة الأفريقية التي استضافتها نيجيريا، الأمر الذي يثير القلق بشأن قاعدة اللعبة المستقبلية. فقد فشلت الفرق في تحقيق الصدارة في عدة فئات، مما يعكس تحديات كبيرة تواجه عملية إعداد الأجيال الجديدة.

وجاءت نتائج المنتخبات الوطنية في منافسات الفرق على النحو التالي:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. الزمالك يسدد مستحقات جوميز على 3 أقساط

  • فئة الشباب تحت ١٩ عاماً (فرق):
    • ١- نيجيريا
    • ٢- تونس
    • ٣- مصر
    • ٤- الجزائر
  • فئة الناشئين تحت ١٥ عاماً (فرق):
    • ١- نيجيريا
    • ٢- مصر
    • ٣- غانا
    • ٤- الجزائر
  • فئة الشابات تحت ١٩ عاماً (فرق):
    • ١- مصر
    • ٢- نيجيريا
    • ٣- جنوب أفريقيا
    • ٤- مدغشقر
  • فئة الناشئات تحت ١٥ عاماً (فرق):
    • ١- أوغندا
    • ٢- تونس
    • ٣- الجزائر
    • ٤- مصر

غياب مؤثر عن البطولة العربية لتنس الطاولة

شهدت الساعات الماضية انتقادات واسعة لاتحاد تنس الطاولة بسبب غياب مصر عن المشاركة في البطولة العربية للمنتخبات، التي تُقام حالياً بالمغرب خلال الفترة من ١٠ وحتى ١٨ سبتمبر هذا الشهر، وهو ما أثار استياء كبيراً في الأوساط الرياضية. هذا الغياب يعتبر سابقة خطيرة، ويُفقد اللاعبين فرصة احتكاك مهمة، الأمر الذي ينعكس سلباً على تطور مستواهم. وكان مجلس إدارة الاتحاد قد اشترط الحصول على دعم من وزارة الشباب والرياضة للمشاركة، وهو ما لم يتحقق، ليفاجئ اللاعبين بقرار إمكانية المشاركة على نفقتهم الخاصة، حيث بلغت تكاليف السفر والإقامة حداً دفع جميع اللاعبين لعدم الذهاب. هذا الشرط المفاجئ يعكس أزمة مالية وإدارية عميقة داخل الاتحاد، الأمر الذي يضع اللاعبين في موقف صعب، ويحرمهم من تمثيل بلادهم.

صراعات إدارية واستقالات تضرب اتحاد تنس الطاولة

لم تكن الأزمات فنية ومالية فحسب، بل امتدت لتشمل الجانب الإداري، حيث شهدت الفترة الماضية استقالة كل من المستشار خالد الحفني، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد تنس الطاولة، ومحمود أباظة أمين صندوق الاتحاد، اعتراضا على سياسات وقرارات رئيس الاتحاد. هذه الاستقالات لكوادر ذات ثقل، تشير إلى وجود خلافات عميقة وصدامات داخل المجلس، مما يؤثر على استقرار اللعبة. أحد الأسباب الرئيسية لهذه الاستقالات كان الخلاف حول عقد الملابس الخاص بالمنتخبات الوطنية، الذي وُقع مع إحدى الشركات لتوريد الزي الرياضي، حيث اعترض الثنائي المستقيل على وجود مخالفات في العقد، خاصة بعد استلام الملابس في قطر خلال بطولة العالم في ٢ مايو الماضي. هذا العقد المثير للجدل، يكشف عن تفاصيل إدارية تحتاج إلى مراجعة دقيقة وشفافة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار داخل الاتحاد.

اقرأ أيضًا: هل تأثرت الصدارة؟.. ترتيب مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم بعد نتيجة مباراة غينيا بيساو وجيبوتي

ورغم إعلان الشركة تجديد التعاقد على موقعها في ٨ أبريل الماضي، إلا أن مجلس إدارة الاتحاد قرر لاحقًا في محضر صدر في يونيو الماضي، تجديد التعاقد بذات الشروط، وذلك في جلسة لم يحضرها العضوان المستقيلان، وهو ما يعني موافقة المجلس بعد إعلان الشركة واستلام الملابس. هذا الإجراء يعد مخالفة إجرائية صريحة، ويزيد من الشكوك حول شفافية القرارات، ويؤجج الصراع الداخلي، الأمر الذي يهدد استقرار إدارة اللعبة.

مستقبل تنس الطاولة المصرية يواجه تحديات مصيرية

في ظل هذه الأزمات المتلاحقة التي تحاصر اللعبة، بات مستقبل تنس الطاولة المصرية يواجه شبحاً حقيقياً يهدد مسيرتها وتطورها، خاصة مع الاستعدادات الجارية للرياضة المصرية للمشاركة في البطولات الدولية الكبرى، مثل أولمبياد لوس أنجلوس. هذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً وحلولاً جذرية، لإنقاذ اللعبة من تدهور قد يؤثر على مكانة مصر الرياضية على الصعيدين القاري والدولي.

اقرأ أيضًا: ماذا حدث حقًا؟.. إداري بيراميدز يروي تفاصيل مشاجرته مع محمد شوقي عقب مباراة الأهلي