تحذير عاجل للسائقين.. مقابض أبواب معيبة تحول سيارتك إلى فخ مميت وتمنعك من الخروج لحظة الخطر
تصميم مقابض أبواب السيارات الكهربائية الحديثة، الذي يتبناه العديد من المصنعين مثل تسلا وريفيان، بهدف تعزيز الأناقة وتقليل مقاومة الهواء، بات يثير قلقًا بالغًا حول سلامة الركاب. فقد كشف تحقيق صحفي أن هذه المقابض، التي تعمل بالكهرباء، يمكن أن تتحول إلى عائق مميت عند انقطاع التيار عن السيارة، مما يجعل فتح الأبواب تحديًا شبه مستحيل في حالات الحوادث أو الطوارئ.
حوادث مأساوية تكشف خطورة مقابض أبواب السيارات الكهربائية
لم تكن القضية مجرد تخمينات، بل ارتبطت بحوادث مفجعة بالفعل. ففي عام 2015، فقد جيمس روجرز، 72 عامًا، حياته مع كلبته داخل سيارته من طراز شيفروليه كورفيت، بعد أن نفدت بطارية المركبة بشكل كامل. لم يتمكن روجرز من فتح الأبواب، ولم يكن يعلم بوجود مقبض يدوي مخفي على بعد بضع بوصات كان بإمكانه إنقاذه. وفي حادث آخر، علقت قائدة سيارة ريفيان R1S داخل مركبتها لمدة 45 دقيقة بعد تعطلها على الطريق وتصاعد الدخان في المقصورة، قبل وصول فرق الإنقاذ بصعوبة. أما الراكبة سوسميتا مادي، فقد تعرضت لإصابات خطيرة وحروق من الدرجة الثالثة، بسبب عجز من حاولوا إنقاذها عن فتح الأبواب في الوقت المناسب. تلك المشكلة تفاقمت في حوادث أخرى، مثل حادث احتراق سيارة تسلا موديل واي مؤخرًا، حيث وجد الركاب صعوبة بالغة في الوصول إلى مقابض الفتح اليدوي أو معرفة مكانها، مما يعكس الخطر الحقيقي الذي يواجهه مستخدمو هذه السيارات.
مقابض الأبواب المخفية: معضلة التصميم والوعي بالسلامة
يبرز التحدي الأكبر في أن معظم السيارات الكهربائية، بما في ذلك طرازات تسلا وريفيان، تحتوي على مقابض يدوية لفتح الأبواب في حالات الطوارئ، لكنها غالبًا ما تكون مخفية عن الأنظار أو غير معروفة لمعظم المستخدمين. هذا النقص في الوعي بكيفية فتح أبواب السيارات الكهربائية يدويًا، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليها بعد وقوع الحوادث حيث قد يكون الركاب عالقين أو مصابين، يضاعف من حجم المخاطر في اللحظات الحرجة التي تتطلب استجابة سريعة لإنقاذ الأرواح.
توجهات عالمية لتعزيز أمان مقابض السيارات الكهربائية
في محاولة لضمان سلامة الركاب، تشير تقارير حديثة إلى أن الصين تدرس حاليًا فرض حظر على مقابض الأبواب المسطحة في السيارات الكهربائية. ويهدف هذا التحرك المحتمل إلى إلزام شركات صناعة السيارات بتركيب مقابض خارجية بارزة، بالإضافة إلى مفاتيح يدوية واضحة ومتاحة داخل مقصورة القيادة. ورغم أن هذا القرار قد لا يمثل الحل الأمثل لكافة المشكلات، إلا أن تأثيره المتوقع كبير جدًا، نظرًا للمكانة المحورية التي يحتلها السوق الصيني كأحد أكبر وأهم أسواق السيارات في العالم، مما قد يدفع الصناعة بأكملها لإعادة النظر في معايير تصميم وسلامة السيارات الكهربائية.
في ظل التطور المتسارع للسيارات الكهربائية، ومع غياب تشريعات موحدة وواضحة حتى الآن، يبقى من الضروري لكل مالك لمركبة بمقابض أبواب كهربائية أن يكون على دراية تامة بكيفية وآليات الفتح اليدوي لأبواب سيارته. ففي المواقف الحرجة، قد تكون هذه المعرفة البسيطة هي الفارق بين النجاة من خطر محدق أو التعرض لعواقب وخيمة لا تُحمد عقباها.