لم يعد مستحيلاً.. نظام ذكاء اصطناعي ثوري يمنح الروبوتات القدرة على الرؤية واللمس بدقة البشر

كشف فريق بحث دولي عن تطوير نظام ذكاء اصطناعي متقدم يُدعى “TactileAloha” يمنح الروبوتات القدرة على دمج حاستي الرؤية واللمس ببراعة ودقة تحاكي القدرات البشرية. يمثل هذا الإنجاز خطوة هائلة نحو تطوير روبوتات قادرة على أداء مهام معقدة في العالم الحقيقي مثل المساعدة في الأعمال المنزلية والرعاية الصحية بكفاءة غير مسبوقة.

تطوير الروبوتات: دمج الرؤية واللمس لمهام أكثر دقة

تعتمد معظم الروبوتات الحالية بشكل أساسي على الرؤية الحاسوبية للتفاعل مع محيطها وهو ما يحد من قدرتها على التعامل مع الأجسام التي تتطلب إحساسًا دقيقًا. يأتي نظام “TactileAloha” ليتجاوز هذا القصور عبر دمج المعلومات المرئية مع البيانات اللمسية الدقيقة التي تُجمع من مستشعرات متطورة مثبتة على مقابض الروبوت.
ووفقًا للبحث الذي نُشر مؤخرًا تم تدريب النظام الجديد على التعامل مع أجسام يصعب على الروبوتات التي تعتمد على الرؤية فقط التعامل معها مثل أشرطة الفيلكرو اللاصقة وربطات العنق البلاستيكية (zip ties). وقد أظهرت النتائج تفوقًا واضحًا لنظام “TactileAloha” حيث تمكن الروبوت من التمييز بين الجانبين المختلفين للفيلكرو والتعامل معه بمرونة وهو ما يتطلب حكمًا حسيًا يشبه إلى حد كبير ما يقوم به البشر مما يفتح آفاقًا واسعة لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي للروبوتات.

اقرأ أيضًا: صدمة حظر روبلوكس بالأردن: حقيقة توقفها ومنعها مستقبلاً؟

آلية عمل نظام TactileAloha المتطور

يعتمد نظام “TactileAloha” على دمج ثلاثة أنواع رئيسية من البيانات لتمكين الروبوتات من التفاعل بذكاء مع البيئة المحيطة. هذه البيانات تشمل:

  • المعلومات المرئية المستمدة من الكاميرات المثبتة على الروبوت.
  • المعلومات الحسية الحركية المستخلصة من مفاصل الروبوت.
  • الإشارات اللمسية الدقيقة الواردة من المستشعرات المثبتة على أطراف أصابع الروبوت.

تُعالج هذه البيانات المدمجة بعد ذلك عبر شبكة عصبية متقدمة تُسمى (Transformer-based policy) التي تتنبأ بالحركة التالية المطلوبة. هذا النهج يسمح للروبوت بتكييف قوة قبضته وحركته بشكل فوري وديناميكي بناءً على ما “يراه” و”يشعر به” مما يعزز قدرات الروبوتات المتقدمة في التعامل مع مختلف المواد والأجسام.

اقرأ أيضًا: هام.. تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025: موعد التسجيل والحد الأدنى للقبول

الذكاء الاصطناعي الجسدي: آفاق جديدة للروبوتات المساعدة

يأتي هذا التطور في سياق اهتمام عالمي متزايد بتطوير “الذكاء الاصطناعي الجسدي” (Physical AI) حيث تسعى شركات كبرى ومراكز أبحاث رائدة مثل “ميتا” وجامعة “ديوك” إلى تطوير تقنيات مشابهة. ففي وقت سابق من هذا العام كشفت “ميتا” عن مستشعرات لمس فائقة الحساسية كما أعلنت جامعة “ديوك” عن إطار عمل يسمى “WildFusion” يدمج الرؤية واللمس والاهتزاز لمساعدة الروبوتات على التنقل في التضاريس الصعبة.
يمهد هذا الإنجاز الطريق لجيل جديد من روبوتات الخدمة المنزلية والرعاية الصحية التي يمكنها أداء مهام كانت حكرًا على البشر مثل الطهي والترتيب والتنظيف وذلك بفضل قدرتها على الإحساس بالعالم من حولها والتفاعل معه بطريقة أكثر ذكاءً وطبيعية مما يمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا الروبوتات المتقدمة.

اقرأ أيضًا: أسعار اليوم.. قائمة أسعار الخضروات في أسواق الأقصر الخميس 7 أغسطس 2025