موقف واضح من قمة الدوحة.. مشروع البيان يدين العدوان الإسرائيلي على دولة قطر
تُواصل القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في الدوحة التأكيد على إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر وتعلن عن تضامنها الكامل معها، مشددة على الالتزام الثابت بسيادة وأمن واستقلال جميع الدول الأعضاء. وقد رحبت القمة بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أدان الهجوم، مؤكدة ضرورة احترام سيادة قطر وسلامة أراضيها بما يتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة.
غياب المساءلة الدولية وتشجيع العدوان الإسرائيلي
يُحذر بيان القمة من أن غياب المساءلة الدولية المستمرة وصمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة قد شجع إسرائيل على التمادي في اعتداءاتها وتعميق انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. ويؤكد أن هذا الوضع يرسخ سياسة الإفلات من العقاب ويضعف منظومة العدالة العالمية، مما يهدد بتدمير النظام العالمي القائم على القواعد ويشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار والسلام الإقليميين والدوليين.
القمة تدين العدوان على قطر وجهود الوساطة
وشدد البيان على الدعم المطلق لدولة قطر وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، مؤكدًا تضامن القمة ووقوفها التام مع كل الإجراءات التي تتخذها الدوحة للرد على العدوان الإسرائيلي الغادر وذلك بما يكفله لها ميثاق الأمم المتحدة. وأدانت القمة بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي غير الشرعي الذي شنته إسرائيل على مقر استضافة الوفود التفاوضية ضمن جهود الوساطة التي تقوم بها قطر لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى والرهائن. ووصف هذا الهجوم بأنه اعتداء صارخ على دولة عربية وإسلامية، وتصعيد خطير يكشف عدوانية الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. وأشار البيان إلى أن العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والحصار والأنشطة الاستيطانية والتوسعية تقوض فرص تحقيق السلام والتعايش السلمي في المنطقة وتهدد العلاقات القائمة والمستقبلية مع إسرائيل. كما أعربت القمة عن دعمها لجهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية بهدف وقف العدوان على قطاع غزة.
القمة ترفض تبرير العدوان والتهديدات الإسرائيلية
ورفضت القمة بشكل قاطع أي محاولات لتبرير العدوان الإسرائيلي تحت أي ذريعة كانت، مؤكدة أنه يشكل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ويهدف هذا العدوان بشكل مباشر إلى تقويض جهود الوساطة الهادفة لوقف العدوان على قطاع غزة وإفشال المساعي الجادة للتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل ينهي الاحتلال ويصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وشدد البيان على الرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف دولة قطر مجددًا أو أي دولة عربية أو إسلامية، واعتبرها استفزازًا وتصعيدًا خطيرًا يهدد السلم والأمن الدوليين، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدانتها بأشد العبارات واتخاذ الإجراءات الرادعة اللازمة لوقفها.
دعوة لتعزيز الأمن الإقليمي ودعم الدولة الفلسطينية
رحبت القمة بإصدار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قرار “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة”، مؤكدة على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية. وشددت على ضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية وضع آليات تنفيذية لهذه الرؤية. وأكدت القمة أن محددات أي ترتيبات إقليمية مستقبلية يجب أن تراعى الآتي:
- تكريس مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
- علاقات حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
- المساواة في الحقوق والواجبات دون تفضيل دولة على أخرى.
- تسوية النزاعات بالطرق السلمية وعدم اللجوء للقوة.
- إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية.
- تجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
- إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
ودعت القمة إلى الوقوف بحزم ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
مطالب بوقف التهجير وإعادة إعمار غزة
وأكدت القمة إدانتها القاطعة لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه المحتلة عام 1967 تحت أي ذريعة، معتبرة ذلك جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وسياسة تطهير عرقي مرفوضة تمامًا. واستنكرت القمة السياسات الإسرائيلية التي تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث يُستخدم الحصار والتجويع وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء كسلاح حرب، مما يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون قيود إلى جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وشدد البيان على ضرورة تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار بشقيها السياسي والفني والشروع في إعادة إعمار قطاع غزة بأسرع وقت، داعيًا المانحين الدوليين إلى تقديم الدعم اللازم والمشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر استضافته في القاهرة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
تحذير من ضم الأراضي الفلسطينية وتصاعد العدوان الإقليمي
وحذرت القمة من التبعات الكارثية لأي قرار إسرائيلي بضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، معتبرة ذلك اعتداءً سافرًا على الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني وانتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ونسفًا لجهود تحقيق السلام العادل والشامل. وطالبت القمة بتحرك المجتمع الدولي العاجل لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة ووقف انتهاكاتها المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها، محذرة من التبعات الخطيرة لاستمرار عجز المجتمع الدولي عن لجم العدوانية الإسرائيلية. وأشار البيان إلى أن هذا يشمل العدوان الأخير على دولة قطر وتصعيد عدوانها الوحشي على قطاع غزة المحتل وممارساتها الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى اعتداءاتها المتواصلة على لبنان وسوريا، والتي تشكل خروقات فاضحة للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لسيادة هذه الدول.
تأكيد على حل الدولتين ومسؤولية المجتمع الدولي
ورحبت القمة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة “إعلان نيويورك” بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة إياه تعبيرًا واضحًا عن الإرادة الدولية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشاد البيان بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية والتي أسهمت في اعتماد هذا الإعلان. ولفتت القمة إلى أن السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق بتجاوز القضية الفلسطينية أو تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني أو من خلال العنف واستهداف الوسطاء، بل من خلال الالتزام بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وفي هذا السياق، دعت القمة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووضع جدول زمني ملزم لذلك.