الأنظار تتجه للسماء الليلة.. “الجمعية الفلكية بجدة” تدعو لمشاهدة حدث فلكي بديع يضيء ليل المملكة

زين قمر شهر ربيع الأول 1447هـ، سماء مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية مساء اليوم، في مشهد فلكي بديع لمرحلة التربيع الأخير، ليظهر كنصف دائرة مضيئة بشكل واضح. تمكن سكان المنطقة وهواة الفلك من مشاهدة هذه الظاهرة الساحرة بالعين المجردة، والتي تعكس دورة القمر الشهرية المنتظمة. هذا المنظر البديع قدم فرصة فريدة لمراقبة تفاصيل سطح القمر المضاء جزئياً.

فهم ظاهرة التربيع الأخير للقمر

يُعد التربيع الأخير للقمر واحداً من الأطوار الهامة التي يمر بها القمر كل شهر قمري، ويأتي بعد مرحلة اكتمال القمر بدرًا وقبل تحوله إلى هلال متناقص ثم محاق. تحدث هذه الظاهرة الفلكية بدقة متناهية عندما يشكل القمر زاوية قائمة مقدارها تسعون درجة مع الشمس، وذلك من منظور الراصد على سطح الأرض. هذه العلاقة الهندسية المميزة هي ما يجعل أشعة الشمس تسقط مباشرة على النصف الشرقي من القمر، في حين يبقى نصفه الغربي غارقًا في الظلام، مما يمنحه مظهراً فريداً.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. السعودية تفتح أبوابها: وزراء المملكة يرحبون بالعالم في الصفوف الأولى

مرحلة التربيع: فرصة ذهبية لهواة الفلك

تمثل مرحلة التربيع الأخير للقمر توقيتاً مثالياً لهواة الفلك والتصوير الفلكي في جميع أنحاء العالم، وذلك لما تتيحه من فرصة استثنائية لرصد تفاصيل دقيقة على سطح القمر. في هذه المرحلة، يكون الخط الفاصل بين الجزء المضاء والجزء المظلم من القمر، والذي يُعرف بـ “خط الغلس”، هو الأفضل لتوجيه التلسكوبات. تسقط أشعة الشمس بزاوية منخفضة على هذا الخط، مما يُحدث ظلالاً طويلة وواضحة تبرز تضاريس سطح القمر بشكل مذهل. هذا الوضع يسمح بظهور فوهات البراكين، وسلاسل الجبال، والأودية القمرية بوضوح وعمق أكبر، مما يمكن الراصدين من دراستها وتصويرها بأدق التفاصيل الممكنة.

عرعر والحدود الشمالية: وجهة مثالية للرصد الفلكي

تتمتع منطقة الحدود الشمالية، ومدينة عرعر بشكل خاص، بميزة فريدة تجعلها موقعاً مثالياً لرصد الظواهر الفلكية المختلفة. يعود الفضل في ذلك إلى صفاء سمائها الطبيعي، وبعدها عن مصادر التلوث الضوئي الكثيف الذي يميز المدن الكبرى. هذه الظروف الجوية والنقية تتيح للمهتمين بالفلك، سواء بالعين المجردة أو باستخدام المعدات الفلكية المتخصصة، تجربة رصد ممتعة وواضحة. إن متابعة مثل هذه الظواهر السماوية لا يقتصر على كونها هواية ممتعة فحسب، بل تمثل نشاطاً علمياً يساهم بفاعلية في نشر الثقافة الفلكية وزيادة وعي المجتمع بعجائب الكون الواسع.

اقرأ أيضًا: عاجل من الأرصاد.. أمطار رعدية ورياح قوية الأحد: هذه المناطق تتأهب!

سيستمر القمر في تناقصه خلال الأيام المقبلة، ليتحول إلى هلال رفيع، قبل أن يختفي تماماً عن الأنظار في مرحلة المحاق، معلناً بذلك نهاية شهر ربيع الأول. بعد ذلك، سيبدأ القمر دورة جديدة بولادة هلال شهر ربيع الآخر، في تكرار أبدي يؤكد النظام الدقيق الذي يسير به هذا الكون الفسيح.

اقرأ أيضًا: قرار جريء.. عمال ميناء جنوة يمنعون تفريغ شحنة أسلحة إسرائيلية من سفينة سعودية