11 ساعة متواصلة تنقذ حياة.. “سلمان الطبية” تكشف تفاصيل عملية استئصال ورم كبير أنقذت طفلة

نجح فريق طبي متخصص بجراحة المخ والأعصاب في مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الطبية بالمدينة المنورة في إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، وذلك بعد إجرائه عملية جراحية معقدة استمرت 11 ساعة لاستئصال ورم كبير وخطير في المخيخ الأيسر. كان الورم يضغط على جذع الدماغ ومصحوبًا بوذمة شديدة، ما هدد حياة الطفلة بشكل مباشر وتسبب في تدهور حالتها الصحية بسرعة.

أعراض الطفلة وتحديد الورم الخطير

بدأت القصة عندما وصلت الطفلة إلى قسم الطوارئ بمستشفى الولادة والأطفال وهي تعاني من صداع حاد وقيء متكرر وفقدان للاتزان، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في مستوى وعيها. استدعت هذه الأعراض تدخلًا فوريًا من الكوادر الطبية المتخصصة. كشفت الفحوصات الطبية والأشعة عن وجود ورم كبير في المخيخ الأيسر للطفلة، مع وذمة شديدة وضغط مباشر على جذع الدماغ، بالإضافة إلى نزوح في اللوزة المخيخية اليسرى. جعلت هذه المعطيات الحالة حرجة للغاية ولا تحتمل أي تأخير.

التخطيط للتدخل الجراحي الدقيق وإنقاذ حياة الطفلة

بناءً على خطورة الوضع، درس الأطباء الحالة بشكل عاجل لوضع الخطة العلاجية الأنسب، خاصة وأن الورم كان يتسبب في مضاعفات عصبية تهدد وظائف الدماغ الأساسية. تقرر إجراء عملية جراحية كبرى بمشاركة فريق طبي متكامل من مستشفى المدينة الرئيسي ومستشفى الولادة والأطفال، مما عكس مستوى التكامل في المنظومة الصحية بالمنطقة لمواجهة الحالات المعقدة.

الفريق الطبي المتكامل الذي شارك في العملية:
* أطباء جراحة المخ والأعصاب الذين قادوا الجراحة.
* أطباء التخدير والعناية المركزة.
* فريق متخصص في المراقبة العصبية لمتابعة المؤشرات الحيوية خلال الجراحة.

عملية جراحية استمرت لساعات طويلة وجهود فريق طبي متكامل

استغرقت العملية الجراحية 11 ساعة متواصلة من العمل الدقيق والمتخصص، تخللتها مراحل متعددة من الاستئصال والفحص المباشر لضمان إزالة الورم بالكامل دون التأثير على الوظائف الحيوية للمخيخ وجذع الدماغ. بفضل دقة الفريق الطبي وتكاتف جميع التخصصات، تكللت العملية بالنجاح التام، حيث تمكن الأطباء من استئصال الورم بالكامل وسط مؤشرات مستقرة لوظائف الدماغ أثناء الجراحة. بعد ذلك، أُرسلت العينة المستأصلة إلى الفحص النسيجي لتحديد طبيعة الورم، وذلك ضمن الإجراءات المتبعة لتحديد الخطة العلاجية المستقبلية وضمان المتابعة الدقيقة لحالة الطفلة.

التعافي والرعاية اللاحقة للطفلة بعد الجراحة

أكد تجمع المدينة الصحي أن الطفلة نُقلت بعد العملية إلى العناية الطبية المتخصصة لمتابعتها عن كثب. وقد أظهرت المؤشرات الأولية تحسنًا ملحوظًا في مستوى وعيها واستقرارًا تدريجيًا في وضعها الصحي، مما يبشر بالخير في رحلة تعافيها.

إنجاز طبي يعزز مكانة المدينة المنورة الصحية

يُعد هذا الإنجاز واحدًا من النجاحات الطبية البارزة التي تحققها كوادر مدينة الملك سلمان الطبية، وقد أثبتت هذه الكوادر قدرتها العالية على التعامل مع أدق وأصعب العمليات العصبية للأطفال. كما يعكس هذا النجاح المستوى المتطور الذي وصلت إليه المنظومة الصحية في المدينة المنورة، سواء من حيث البنية التحتية المتطورة والتجهيزات الحديثة أو الكفاءات الطبية عالية التأهيل.

يؤكد المختصون أن التدخل السريع للحالات العصبية المعقدة يعد عاملًا رئيسيًا في إنقاذ الأرواح وتقليل نسب الإعاقة الدائمة، وهو ما تحقق في هذه الحالة بفضل سرعة الاستجابة والتنسيق الفعال بين الفرق الطبية المختلفة. يشكل هذا الإنجاز رسالة طمأنينة للمجتمع بشأن جاهزية المستشفيات السعودية لمواجهة التحديات الطبية المعقدة، خاصة تلك المتعلقة بجراحة المخ والأعصاب للأطفال. كما يبرز هذا النجاح قيمة التكامل بين المستشفيات التخصصية في المنطقة، مما يعزز من فرص نجاح التدخلات الطبية الكبرى التي تتطلب تعاونًا متعدد التخصصات. من شأن هذه النجاحات أن ترفع مستوى الثقة في الخدمات الصحية المقدمة، وتعزز من مكانة المملكة في مجالات الطب المتقدم، خصوصًا في التخصصات الدقيقة التي تتطلب أعلى مستويات الخبرة والاحترافية. كما أن استمرار تسجيل مثل هذه الإنجازات يسهم في دعم أهداف التحول الصحي الوطني الذي يركز على رفع جودة الرعاية وتوسيع القدرة الاستيعابية لمستشفيات المملكة. يعكس هذا التدخل الجراحي المعقد مدى التزام الكفاءات الطبية في المملكة بإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المرضى، وهو ما يترجم على أرض الواقع بتجارب إنسانية مؤثرة كقصة هذه الطفلة.