حل مبتكر لأزمة المياه.. جامعة الملك خالد تكشف تقنية جديدة بمكون لم يخطر ببال أحد.

نجح فريق بحثي من جامعة الملك خالد في تحقيق إنجاز علمي بارز، بعد ابتكار تقنية جديدة تعتمد على قشور التين الشوكي لتنقية المياه الملوثة بالمخلفات الصناعية بكفاءة عالية. حصل هذا الابتكار البيئي على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ما يؤكد أهميته وجدواه العملية في معالجة تحديات المياه وتلوثها.

فريق بحثي سعودي متعدد التخصصات يقود الابتكار

توضح رئيسة الفريق البحثي الدكتورة فاطمة الزهراني أن فكرة هذه التقنية المبتكرة جاءت نتيجة تعاون مثمر بين باحثين من عدة مؤسسات أكاديمية سعودية رائدة. شاركت الدكتورة بدرية الشهري من الكلية التطبيقية بمحايل عسير، والدكتور رضا الششتاوي من كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز، ليشكّلوا معًا فريقًا بحثيًا يجمع تخصصات علمية متنوعة. انطلق المشروع من رؤية استثمار المخلفات الزراعية المنتشرة في البيئة المحلية، مثل قشور التين الشوكي، وتحويلها إلى مواد فعالة يمكنها معالجة الملوثات الصناعية والكيميائية التي تشكل خطرًا على الموارد المائية.

اقرأ أيضًا: خصومات 60% قياسية.. في اليوم الوطني السعودي 95 بأسعار لم تتوقعها | على السيارات والطيران والمزيد

قشور التين الشوكي: حل بيئي مبتكر لتنقية المياه

يعتمد جوهر هذا الاختراع المبتكر على آلية متطورة تزيد من قدرة قشور التين الشوكي على امتصاص الملوثات من المياه. تتمثل هذه الآلية في:

  • تعريض القشور لموجات فوق صوتية دقيقة.
  • معالجتها بمحاليل كحولية خاصة.

هذه الخطوات مجتمعة تزيد من مسامية القشور وتعزز قدرتها الامتزازية بشكل كبير في مختلف البيئات المائية، ما يجعلها مادة مثالية لمعالجة المياه.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تأكيد موعد صرف دعم برنامج حساب المواطن لشهر سبتمبر 2025 بالسعودية

كفاءة عالية وفوائد اقتصادية للتقنية الجديدة

أثبتت النتائج المخبرية لهذه التقنية قدرة فائقة على إزالة أكثر من 98% من الملوثات الموجودة في المياه، ما يؤكد فعاليتها العالية في الوصول إلى مستويات متقدمة جدًا من تنقية المياه. ليس هذا فحسب، بل أظهرت الدراسة كذلك إمكانية إعادة استخدام قشور التين الشوكي المعالجة عدة مرات دون أن تفقد جزءًا كبيرًا من كفاءتها. هذه الميزة الاقتصادية تجعلها خيارًا عمليًا ومستدامًا للمؤسسات الصناعية والمجتمعية التي تبحث عن بدائل فعالة واقتصادية لحلول معالجة المياه التقليدية.

مكاسب بيئية واقتصادية متعددة

تتجاوز هذه التقنية الجديدة كونها مجرد حل لمعالجة المياه، إذ تقدم نموذجًا رائدًا لإعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة ذات قيمة مضافة عالية. أكدت الدكتورة الزهراني أن هذه التكنولوجيا موفرة للطاقة مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة حاليًا، ما يعزز من جدواها للاستخدام واسع النطاق في البيئات الصناعية التي تسعى لتطبيق بدائل مستدامة. كما يساهم استخدام مخلفات زراعية محلية في تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية المكلفة، ويدعم الاقتصاد الدائري، ويوفر فرصًا جديدة للمزارعين والمناطق الزراعية عبر استثمار المخلفات التي كانت في السابق تُعد عبئًا بيئيًا.

اقرأ أيضًا: رسميًا الآن.. تحديد موعد Apple Event 2025 والكشف عن سعر وموعد نزول iPhone 17 في الأسواق

تأثير الابتكار على رؤية المملكة 2030 والاستدامة

يأتي هذا الإنجاز العلمي الهام في ظل تصاعد الحاجة العالمية الملحة إلى حلول مبتكرة لمواجهة مشاكل ندرة المياه وتلوثها، خصوصًا مع ازدياد الطلب على الموارد المائية وتوسع الأنشطة الصناعية. يرى الخبراء أن هذا الابتكار السعودي يعكس توجهًا استراتيجيًا يتماشى تمامًا مع أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تركز على دعم البحث العلمي وتعزيز الاستدامة البيئية في كافة القطاعات. يفتح هذا الاختراع أيضًا آفاقًا واسعة أمام استثمارات مستقبلية في قطاع التقنيات الخضراء، ويعزز من مكانة السعودية كمركز إقليمي رائد في مجال الابتكارات البيئية.

آفاق مستقبلية واعدة للتقنية الجديدة

يؤكد الباحثون أن الخطوة التالية بعد نجاح هذه التجارب المعملية تتمثل في توسيع نطاق التطبيقات لتشمل الاستخدامات الصناعية واسعة النطاق. يهدف ذلك إلى تمهيد الطريق لاعتماد هذه التقنية المبتكرة في محطات معالجة المياه الكبرى، لتوفير حلول عملية يستفيد منها المجتمع والقطاع الصناعي على حد سواء. وقد يشكل هذا الابتكار نموذجًا ملهمًا للجامعات السعودية الأخرى، ما يعزز من روح التعاون البحثي بين المؤسسات الأكاديمية المختلفة ويشجع على المزيد من الابتكارات البيئية. تظل براءة الاختراع هذه شاهدًا على قدرة الكفاءات الوطنية السعودية على تقديم حلول عملية وفعالة للتحديات البيئية الملحة التي يواجهها العالم اليوم.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. الخطوط السعودية “الأفضل عالميًا” في تجربة الضيف بجوائز APEX 2025