زيادة 32%.. الفضة تصبح ملاذ المصريين مع تراجع القوة الشرائية
شهدت أسعار الفضة المحلية تراجعًا طفيفًا بنسبة 1.9% الأسبوع الماضي، بينما واصلت الأوقية العالمية صعودها القوي لترتفع 2.4% وتسجل أعلى مستوياتها منذ عام 2011. هذا التباين يعكس جاذبية المعدن الأبيض المتزايدة كخيار استثماري بديل، خصوصًا مع قفزات تاريخية في الأسعار منذ بداية العام الحالي.
تباين في أسعار الفضة: نظرة على الأداء المحلي والعالمي
كشف تقرير حديث صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث عن تباين واضح في أداء أسعار الفضة الأسبوع الماضي. ففي الوقت الذي شهدت فيه الأسواق المحلية انخفاضًا، سجلت الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا. يعود هذا الارتفاع جزئيًا إلى توقعات بخفض الفائدة الأمريكية منتصف سبتمبر المقبل.
المؤشر | سعر بداية الأسبوع | سعر نهاية الأسبوع (الحالي) | التغير الأسبوعي | التغير منذ بداية العام |
جرام الفضة عيار 800 (محليًا) | 55 جنيهًا | 54 جنيهًا | -1.9% | +32% (+13 جنيهًا) |
أوقية الفضة (عالميًا) | غير محدد | 42 دولارًا | +2.4% | من 29 دولارًا إلى 45 دولارًا (+16 دولارًا) |
لماذا يتجه المستثمرون نحو المعدن الأبيض؟
مع الارتفاع المستمر في أسعار الذهب وتراجع القوة الشرائية، أوضح التقرير أن الفضة أصبحت ملاذًا استثماريًا جذابًا. يشهد سوق الفضة طفرة في المبيعات، حيث يتجه المستثمرون والأفراد على حد سواء نحو المعدن الأبيض كبديل استثماري واعد. هذا التحول شجع دخول مستثمرين جدد إلى السوق للمرة الأولى، مدعومًا بتوفر سبائك بأوزان متنوعة ووسائل تغليف متطورة، مما يسهل على الجميع الانخراط في استثمار الفضة.
توقعات صعود الفضة: هل تصل إلى 50 دولارًا للأوقية؟
يُتوقع أن يشهد الطلب الاستثماري على الفضة زيادة كبيرة قد تؤدي إلى نفاد مخزوناتها في بورصة لندن خلال فترة تتراوح بين أربعة وسبعة أشهر. يتوقع محللو TD Securities أن تصل أسعار الفضة إلى مستوى 50 دولارًا للأوقية، وهو ما لم يحدث منذ أبريل 2011. هذا النقص المحتمل انعكس بالفعل على الفجوة السعرية بين عقود COMEX وسوق لندن الفوري، حيث تجاوز الفارق 55 سنتًا. تشير هذه التوقعات إلى مستقبل مشرق لأسعار الفضة العالمية.
عوامل اقتصادية أمريكية تدعم ارتفاع أسعار الفضة
جاء الارتفاع الأخير في أسعار الفضة مدعومًا ببيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤًا في سوق العمل. فقد ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، بينما لم يضف الاقتصاد الأمريكي سوى 22 ألف وظيفة في أغسطس. بالإضافة إلى ذلك، استقر معدل التضخم الأساسي عند 3.1%. هذه المؤشرات الاقتصادية تعزز التوقعات بنسبة 88% لخفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، وهو ما يدعم عادة أسعار المعادن الثمينة.
الفضة: أهمية متزايدة في الصناعة والاستثمار
على الرغم من أن الذهب يظل الخيار المفضل للبنوك المركزية، إلا أن الفضة تكتسب أهمية متزايدة ومكانة فريدة في الأسواق. فبخلاف دورها كملاذ آمن، تُستخدم الفضة بشكل مكثف في قطاعات صناعية حيوية مثل الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة. هذا الطلب الصناعي المتنامي، بالإضافة إلى الطلب الاستثماري، يعزز فرص صعود أسعار الفضة على المدى المتوسط، ويجعلها أكثر من مجرد معدن ثمين.
تحديات ومخاوف في سوق الفضة
يواجه سوق الفضة بعض التحديات التي قد تؤثر على مساره المستقبلي. لم يشمل القرار التنفيذي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الفضة ضمن قائمة المعادن المستثناة من الرسوم الجمركية، مما أثار مخاوف بشأن مستقبلها التجاري. كما شهدت معدلات إقراض الفضة ارتفاعًا غير مسبوق، وصلت إلى -1.2%، بينما قفزت العوائد على الإقراض لثلاثة أشهر إلى 5.5%. هذه العوامل تفرض ضغوطًا إضافية على سوق المعدن الأبيض.
الفضة: إعادة تموضع استراتيجي في المحافظ الاستثمارية
يخلص تقرير «الملاذ الآمن» إلى أن الفضة تتجه نحو مستويات سعرية تاريخية جديدة. يعود هذا الزخم إلى مجموعة من العوامل، أبرزها ضعف الدولار، تراجع سوق العمل الأمريكي، والزيادة المستمرة في الطلب الصناعي. يرى الخبراء أن السنوات القادمة قد تشهد إعادة تموضع استراتيجي للمعدن الأبيض داخل المحافظ الاستثمارية على مستوى العالم، مما يؤكد دوره المتنامي كأصل لا غنى عنه في ظل المتغيرات الاقتصادية الراهنة.