يوم ميلادها نفسه.. أيقونة الدراما ناهد رشدي “سنية” رحلت في مفارقة مؤثرة

تحل اليوم الأحد، الرابع عشر من سبتمبر، ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة ناهد رشدي الأولى، التي رحلت عن عالمنا في يوم ميلادها بعد صراع مع المرض. تركت رشدي إرثًا فنيًا غنيًا، أبرزته شخصية “سنية” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، والتي ظلت محفورة في ذاكرة الجمهور العربي لعقود.

ناهد رشدي: نجمة الدراما العربية التي عشقتها الجماهير

ولدت الفنانة ناهد رشدي في الرابع عشر من سبتمبر عام 1956، وبعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1982، بدأت مسيرتها الفنية التي امتدت لعقود طويلة. أظهرت رشدي موهبة فنية مميزة منذ بداياتها، مما جعلها من أبرز نجمات جيلها في الدراما المصرية. شاركت الفنانة الراحلة في ما يقارب 200 عمل فني، تنوعت بين الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح، لكن اسمها ارتبط بشكل وثيق بشخصية “سنية” ابنة الحاج عبد الغفور البرعي في المسلسل الشهير “لن أعيش في جلباب أبي”. ورغم أدوارها المتنوعة في مسلسلات مثل “أرابيسك” و”ساكن قصادي” و”هوانم غاردن سيتي” و”واحة الغروب” و”الزيني بركات”، إلا أن مشهد زفافها في “لن أعيش في جلباب أبي” بقي واحدًا من أكثر المشاهد رسوخًا في الذاكرة الجمعية للدراما المصرية.

اقرأ أيضًا: بتوفير كبير؟.. شيفروليه 7 راكب أعلى فئة “كسر زيرو” تطرح بسعر يثير التساؤلات.

مسيرة ناهد رشدي الفنية: تنوع وإبداع على مدار عقود

تميزت الفنانة ناهد رشدي بتنوع كبير في الأدوار التي قدمتها، فقد جسدت شخصيات رومانسية ودرامية وكوميدية ببراعة. وقفت رشدي على خشبة المسرح إلى جانب عمالقة الفن أمثال عبد المنعم مدبولي ومحسنة توفيق وجميل راتب.

من أبرز أعمالها المسرحية:

اقرأ أيضًا: تطور غير مسبوق.. الكشف عن مواصفات وسعر iPhone 17 Pro Max وموعد طرحه بالأسواق

  • مع خالص تحياتي
  • الأستاذ
  • الشريك المخالف
  • عريس بالكريمة
  • مجنون بأمر الحب

في السينما، كان لها حضور في أفلام مثل “الحب فوق هضبة الهرم” و”فاكهة محرمة” و”الأشقياء” و”جبابرة الميناء”. ومع ذلك، كانت ناهد رشدي مقلة في أعمالها السينمائية، إذ فضلت التركيز على التلفزيون والمسرح حيث وجدت مجالًا أوسع لإظهار موهبتها.

شخصية سنية: الدور الأيقوني في “لن أعيش في جلباب أبي”

يصعب الحديث عن مسيرة ناهد رشدي الفنية دون التوقف عند شخصية “سنية” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”. هذا الدور الذي جسدته عام 1996 إلى جانب النجمين نور الشريف وعبلة كامل، تحول إلى علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية وأصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المشاهد العربي. كانت الفنانة الراحلة قد كشفت في برنامج “صاحبة السعادة” مع إسعاد يونس عن ترددها الأولي في قبول الدور. أوضحت أنها لم تكن مقتنعة في البداية بمدى ملاءمة الشخصية لها، خاصة وأنها كانت قريبة في العمر من الفنانة عبلة كامل التي جسدت دور والدتها في المسلسل. لكنها أدركت لاحقًا أهمية الدور وتأثيره. أكدت ناهد رشدي أن كواليس تصوير المسلسل كانت مليئة بالود والمحبة والروح الأسرية، لدرجة أن طاقم العمل شعر وكأنهم عائلة حقيقية.

اقرأ أيضًا: صراخ داخل الاجتماع.. مصدر إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة حول اجتماع قيادة الجيش بشأن غزة

آخر أعمال الفنانة ناهد رشدي قبل وفاتها

استمرت ناهد رشدي في العطاء الفني حتى سنواتها الأخيرة، حيث شاركت في عدة أعمال تركت بصمة واضحة في قلوب الجمهور.

من أبرز أعمالها الأخيرة:

اقرأ أيضًا: لأول مرة على الهواء.. علي رؤوف يبدع في ارتجال أغنية “يلا يا أصحاب”

  • مسلسلا “الصندوق” و”سره الباتع” في موسم رمضان 2023.
  • مسلسل “سفاح الجيزة”.
  • دور مؤثر في مسلسل “الاختيار” عام 2020، حيث جسدت شخصية والدة والدة الشهيد البطل أحمد منسي.

وفاة ناهد رشدي: صراع مع المرض ورحيل مؤثر في يوم ميلادها

قبل رحيلها، ظهرت ناهد رشدي في لقاءات تلفزيونية تحدثت فيها عن فترة مرضها التي استمرت أربع سنوات. أوضحت أنها لم ترغب في الإعلان عن تفاصيل مرضها حتى لا تكون مادة للشماتة من البعض، مؤكدة أن محنتها الصحية كشفت لها عن وجود حاقدين لم يتمنوا لها الخير. وفي الرابع عشر من سبتمبر، وهو نفس اليوم الذي وُلدت فيه، رحلت الفنانة ناهد رشدي عن عالمنا عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع مرير مع مرض السرطان. هذا التزامن بين يوم ميلادها ويوم وفاتها جعل خبر رحيلها صدمة كبيرة للجمهور والوسط الفني. وقد نعَتها الفنانة وفاء صادق عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”، مؤكدة أنها رحلت في يوم عيد ميلادها.

طفولة ناهد رشدي: نشأة صعبة صقلت شخصيتها

ولدت ناهد رشدي في محافظة بني سويف، وعاشت طفولة مليئة بالتحديات بعد انفصال والديها، حيث نشأت في بيت جدتها. هذه الظروف فرضت عليها طفولة اتسمت بالقيود والصرامة، مما جعلها أكثر تعلقًا بالحياة الأسرية وتقديرها لدور العائلة في حياتها لاحقًا. انعكست هذه التجربة القاسية على العديد من أدوارها الفنية، حيث جسدت فيها مشاعر الألم والحرمان بصدق وعمق. وفي الوقت ذاته، ساهمت هذه النشأة في بناء شخصية قوية وبسيطة، حافظت على بعدها عن صراعات الوسط الفني وتنافساته.

اقرأ أيضًا: هام.. تنسيق 2025: تعرف على الحدود الدنيا للثانوية العامة أنظمة حديث وقديم

ناهد رشدي: فنانة بعيدة عن الأضواء ومخلصة لفنها

عُرفت الفنانة ناهد رشدي بمسيرتها الهادئة وابتعادها عن الأضواء الصاخبة. لم تكن من الفنانات اللواتي يسعين وراء الشهرة أو يتواجدن بكثرة في المناسبات الفنية والاجتماعية. بل اكتفت بالعمل الجاد والإبداع، واعتبرت دائمًا أن “الكيف أهم من الكم” في الفن. ولذلك، ظلت أولوياتها هي بيتها وزوجها وأولادها، حيث كرست حياتها لأسرها بجانب التزامها الفني.

إرث ناهد رشدي الفني: أعمال درامية خالدة في ذاكرة الأمة

قدمت الفنانة ناهد رشدي رصيدًا غنيًا من الأعمال الدرامية التلفزيونية التي ما زالت حاضرة وبقوة في ذاكرة الجمهور العربي.

من أبرز هذه الأعمال:

  • الحب وأشياء أخرى
  • رحلة العمر
  • سفر الأحلام
  • نار ودخان
  • سنوات الغضب
  • الطوفان

وبرغم رحيلها، سيظل مشهد زفاف “سنية” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” أيقونة خالدة من أيقونات الدراما المصرية. هذا المشهد لا يزال يتداوله الجمهور جيلًا بعد جيل، باعتباره أحد أبرز وأجمل مشاهد الفرح التي قُدمت على شاشة التلفزيون في تاريخ الدراما العربية.