46 تلميذاً بالقسم الواحد.. هكذا تبدو مدارس سلا تحت وطأة الاكتظاظ | والوزارة مطالبة بالتحرك الفوري
كشفت نائبة برلمانية عن تفاقم ظاهرة الاكتظاظ بشكل مقلق في عدد من المؤسسات التعليمية بمدينة سلا، مؤكدة أن هذه المشكلة باتت تحديًا بنيويًا يعيق جودة التعليم. وطالبت البرلمانية الوزارة المعنية بتدخلات عاجلة لمعالجة هذه الأزمة التي تؤثر على آلاف التلاميذ في عدد من المقاطعات والجماعات التابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالمدينة.
تنامي ظاهرة الاكتظاظ في مدارس سلا
أوضحت النائبة البرلمانية أن العديد من المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسلا تعاني في السنوات الأخيرة من تنامي ظاهرة الاكتظاظ بشكل مقلق. هذه الأزمة تتجلى بوضوح خاص في مقاطعات العيايدة واحصين وتابريكت، بالإضافة إلى جماعتي عامر وبوقنادل، مما يضع ضغوطًا كبيرة على الفصول الدراسية والمعلمين ويؤثر على جودة المخرجات التعليمية.
أرقام صادمة تكشف حجم تكدس الطلاب
أشارت البرلمانية إلى أن مشكلة الاكتظاظ المدرسي ليست مجرد تحدٍ عابر، بل أصبحت معضلة بنيوية تتكرر مع كل دخول مدرسي. ويكفي الإشارة إلى مستويات التكدس التي وصلت إلى 44 و46 تلميذًا في الفصل الواحد بمدارس ابتدائية معروفة مثل البحتري وأبي بكر الصديق. الوضع لا يختلف كثيرًا في المؤسسات الثانوية كأحمد شوقي وابن هاني وأحمد الحنصالي، حيث يتجاوز عدد تلاميذ القسم الواحد أربعين تلميذًا، وهو ما ينعكس سلبًا على استيعاب الطلاب وفعالية العملية التعليمية. كما أن مقاطعتي احصين وتابريكت، وجماعتي عامر وبوقنادل، تعيش الوضعية ذاتها وإن كانت بحدة أقل قليلاً، لكنها تظل مؤثرة على جودة التعلم.
انتقاد للمقاربة الحكومية في معالجة الاكتظاظ
وجهت النائبة البرلمانية انتقادًا لاذعًا للقطاع الحكومي المسؤول، مبرزة أن المقاربة الحالية لم تعد ترتكز على البحث عن حلول عميقة وناجعة لأزمة الاكتظاظ في الفصول الدراسية. بل، وبحسب البرلمانية، تحول الأمر إلى مجرد الاكتفاء بتبرير الواقع والقبول به، أو في أحسن الأحوال، محاولة تدبير هذه الأزمة بشكل مؤقت وجزئي. هذه المقاربة العملية، تضيف النائبة، تعني أن مشكلة الاكتظاظ في المدارس ستظل معضلة قائمة تثار مع كل دخول مدرسي جديد، دون الوصول إلى حلول جذرية تضمن بيئة تعليمية مناسبة.
مطالب برلمانية عاجلة لتحسين جودة التعليم بسلا
طالبت البرلمانية وزارة التربية الوطنية بالكشف عن التدابير والإجراءات الملموسة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لخفض الاكتظاظ بالفصول الدراسية المعنية على مستوى عمالة سلا. وشددت على ضرورة تحسين ظروف تمدرس التلاميذ وضمان الحد الأدنى من تكافؤ الفرص التعليمية، مؤكدة أن هذه الخطوات تمثل مدخلاً أساسيًا لتحقيق الإنصاف والارتقاء بجودة العملية التعليمية في البلاد بشكل عام، وفي مدينة سلا على وجه الخصوص.