انتصار عربي جديد في كندا.. سعاد بشناق تحصد جائزة الشاشة الكندية لأفضل شارة رئيسية أصلية عن «البطل»

حققت المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق إنجازاً جديداً بفوزها بجائزة الشاشة الكندية لأفضل شارة رئيسية أصلية لمسلسل ناطق بلغة أجنبية عن مسلسل “البطل” للمخرج الليث حجو، وذلك للسنة الثانية على التوالي. بهذا الفوز، تسجل بشناق رقماً قياسياً بخمسة ترشيحات إجمالية منذ إطلاق الجائزة، لتبرهن على حضورها القوي وتألقها المتواصل في عالم التأليف الموسيقي للشاشة.

سعاد بشناق تتألق مجدداً بجائزة الشاشة الكندية

لم يكن فوز سعاد بشناق هذا العام وليد الصدفة، فقد جاء استكمالاً لسلسلة نجاحاتها، إذ كانت قد حصدت الجائزة نفسها العام الماضي عن المسلسل الوثائقي “عالم الصوت السري” (Secret World of Sound) الذي أخرجه ديفيد أتينبورو. يؤكد هذا التتويج المتتالي على مكانتها كقوة إبداعية مؤثرة في مجال الموسيقى التصويرية، ويعزز رصيدها الذي يضم خمسة ترشيحات لهذه الجائزة المرموقة، وهو رقم قياسي لم يحققه غيرها من المؤلفين.

موسيقى “البطل”: إبداع يعكس الصراع الدرامي

عرض مسلسل “البطل” خلال شهر رمضان لهذا العام، وحظي بشعبية واسعة في سوريا والعالم العربي. نجحت موسيقى سعاد بشناق ببراعة في تجسيد الصراع العميق الذي يخوضه بطل المسلسل، الأستاذ يوسف، الذي يجسد دوره النجم السوري بسام كوسا. بعد أن يصبح يوسف بطلاً في قريته بإنقاذه مراهقاً من خطر مميت، يجد نفسه في مواجهة شرسة ضد بلطجي ماكر. وقد أثنى النقاد والمشاهدون والملحنون العرب المخضرمون على موسيقى بشناق، واصفين إياها بـ “اختراق حقيقي في موسيقى الدراما السورية”، وذلك بفضل موضوعاتها المبتكرة وتوزيعها الأوركسترالي الذي يضيف عمقاً عاطفياً وكثافة درامية فريدة للقصة.

مسيرة فنية حافلة وإنجازات عالمية

تتمتع سعاد بشناق بجنسيتين، الكندية والأردنية، وتنحدر من خلفية ثقافية غنية تجمع بين الجذور البوسنية والسورية والفلسطينية. تقيم سعاد في تورونتو الكندية، وتتنقل بانتظام بين الدول لإنجاز أعمالها. حصلت على شهادة البكالوريوس في تأليف الموسيقى من جامعة ماكغيل المرموقة في كندا، كما درست في المعهد العالي للموسيقى بسوريا. مع رصيد يتجاوز ستين عملاً في السينما والتلفزيون، عُرضت مؤلفاتها الموسيقية في أرقى المهرجانات الدولية مثل برليناله، فينيسيا، لوكارنو، هوت دوكس، وإدنبرة. وقد وصفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) موسيقاها بأنها “تأملية وملامسة للمشاعر”، بينما أشاد بها المؤلف الموسيقي العالمي هانز زيمر، واصفاً إياها بأنها نتاج “فنانة مذهلة”.

تُبرز أعمال بشناق الأخيرة حجم حضورها الدولي المتزايد، ومن أبرزها:

• موسيقى فيلم “يونان”، الذي كان العمل العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.
• المسلسل الوثائقي “عالم الصوت السري” (Secret World of Sound) للمخرج ديفيد أتينبورو، الفائز بجائزتي إيمي وبافتا، والذي رُشّحت عنه سعاد لجائزة أفضل موسيقى أصلية في جوائز هوليوود للموسيقى في الإعلام (HMMA)، إلى جانب الفائز بالأوسكار مرتين هانز زيمر.
• ثلاثة أعمال من إنتاج نتفليكس: “جايبة العيد”، “جرس إنذار”، و”بسمة”.
• ظهورها الأول في السينما المصرية من خلال فيلم “رحلة 404″، الذي فازت عنه بجائزة أفضل موسيقى تصويرية من جمعية النقاد والكتاب المصريين.
• الفيلم السعودي “هوبال” الذي عُرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
• حصولها على جائزة هوليوود للموسيقى في الإعلام (HMMA) عن أفضل موسيقى عنوان رئيسي لمسلسل أجنبي عن مسلسل “أوتيل بيروت”.
• ترشيحها خمس مرات من قبل أكاديمية السينما والتلفزيون الكندية لجوائز الشاشة الكندية المرموقة، التي تُعد المعادل الكندي لجائزة بافتا، في إنجاز قياسي لمؤلفة عربية-كندية.

كما اختيرت سعاد بشناق للمشاركة في برنامج “Spot The Composer” بمهرجان كان عام 2021، وفي إقامة تأليف موسيقى الأفلام التابعة لـ “SESAC” في لوس أنجلوس عام 2019، حيث تلقت توجيهات من المؤلف العالمي كريستوف بيك. ومع فوزها الأخير في جوائز الشاشة الكندية للموسيقى، تتطلع سعاد بشناق إلى مواصلة دفع حدود الإبداع قدماً، وتعمل حالياً بنشاط على مشاريع جديدة واعدة بمزيد من التأثير والانتشار الفني.

جائزة الشاشة الكندية للموسيقى: تقدير رفيع للمبدعين

تُعد جوائز الشاشة الكندية للموسيقى احتفالية سنوية تُقيمها رابطة ملحني الشاشة الكندية، وتتألف من تسع فئات مختلفة. تسلط هذه الجوائز الضوء على أفضل المؤلفات الموسيقية الأصلية للأعمال المعروضة على الشاشة في جميع أنحاء كندا. تأسست هذه الجوائز في عام 2022 من قِبل نقابة مؤلفي الموسيقى للشاشة في كندا (SCGC)، وهي تكرم الأعمال الاستثنائية للمواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين في مجالات السينما والتلفزيون والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية وألعاب الفيديو والمحتوى التفاعلي. وبفضل اختيار الفائزين من قِبل زملائهم الملحنين، تُعد جوائز الشاشة الكندية للموسيقى واحدة من أكثر جوائز التقدير احتراماً في هذا المجال. وبفضل ترشيحاتها الخمسة منذ انطلاق الجائزة، تُظهر سعاد بشناق قدرتها الاستثنائية على مواصلة إبداع موسيقى رائعة وتميزها البارز في عالم موسيقى الشاشة.