بعد تصريحات سلوم حداد.. كاتبة تعيد تعريف التمثيل: هل هو “إبداع” أم “لغة جامدة”؟
الكاتبة الصحفية فاطمة المعدول ترد بقوة على تصريحات الممثل السوري سلوم حداد التي شككت في قدرة الممثلين المصريين على التحدث باللغة العربية الفصحى. أكدت المعدول أن اللهجة المصرية غنية بالفصحى، وأن التمثيل إبداع لا يخضع لقواعد جامدة، مشيرة إلى نجوم كبار مثل عادل إمام ويحيى الفخراني كدليل على تميز الأداء المصري رغم استخدام العامية. وشددت على أن اللغة كائن حي متطور، رافضةً فكرة “إفساد” الفصحى.
فاطمة المعدول ترد على تصريحات سلوم حداد حول الفصحى
تبنت الكاتبة الصحفية فاطمة المعدول موقفًا حاسمًا ردًا على ما جاء على لسان الممثل السوري سلوم حداد، الذي ألمح إلى ضعف الممثلين المصريين في إتقان اللغة العربية الفصحى. في مداخلة لها ببرنامج “حضرة المواطن” على قناة “الحدث اليوم”، صرحت المعدول بأن لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه، لكنها رأت في تصريحات حداد نوعًا من السخرية. وأكدت أن المصريين بارعون في السخرية ولا يمكن لأحد أن ينافسهم في ذلك، حتى أنهم يمارسونها أحيانًا على أنفسهم.
اللهجة المصرية وفصاحة اللغة العربية الأصيلة
أكدت المعدول أن العامية المصرية تتميز باحتوائها على قدر كبير من مفردات اللغة العربية الفصحى. وضربت أمثلة بنجوم الفن المصري، مشيرة إلى الفنان القدير عادل إمام، الذي يحظى بمتابعة واسعة في العالم العربي منذ ستة عقود، حتى أن اسمه يُذكر كرمز لمصر في المطارات الدولية. كما أشادت بالفنان يحيى الفخراني، واصفة إياه بـ”الممثل العظيم”، وأكدت أن صوته وأسلوبه الفريد في الأداء ومخارج ألفاظه تشكل حالة خاصة لا يمكن حصرها في إطار تعليمي تقليدي للفصحى. وأضافت أن الممثل الكبير يمكنه تجاوز القواعد اللغوية ليظل مبدعًا وعظيمًا، مقارنة بالشعر الجيد الذي قد يكسر القواعد ويحافظ على جماله وصحته.
التمثيل فن إبداعي يتجاوز قواعد اللغة الصارمة
أوضحت فاطمة المعدول أن فن التمثيل ليس مجرد لغة جامدة تلتزم بقواعد صارمة، بل هو حالة إبداعية متكاملة. وشددت على أن العامية المصرية، تحديدًا، هي الأكثر غنى باللغة العربية الفصحى مقارنة بلهجات أخرى. واستشهدت ببعض دول المغرب العربي التي تضطر لوضع شرائط ترجمة لأفلامها لضمان فهم الجمهور المصري والخليجي والسوري لها.
اللغة كائن حي متطور ورفض اتهامات إفساد الفصحى
تابعت المعدول حديثها مشيرة إلى أن اللغة العربية كائن حي يتفاعل مع مستخدميه، يعيش ويتأثر بنا ونؤثر فيه. ولفتت إلى أن نطق اللغة بطرق غير تقليدية لا يعني نهايتها أو موتها. واستشهدت بأن السعوديين أنفسهم لا يتحدثون بلهجة قريش القديمة، وهو أمر طبيعي تمامًا. واختتمت تعليقاتها بالاستنكار من الادعاءات التي تزعم أن شخصيات فنية وقيادية مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وجمال عبد الناصر قد أفسدوا اللغة العربية، معتبرة هذا الطرح غير منطقي تمامًا.