ترقب عالمي.. توقعات قوية بتخفيض الفائدة الأمريكية الأربعاء المقبل: ما السيناريو المنتظر للأسواق؟

تترقب الأسواق العالمية بترقب شديد إعلان البنك الفيدرالي الأمريكي عن قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل، 17 سبتمبر. تتجه الأنظار نحو توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في خطوة ستكون الأولى من نوعها منذ ديسمبر الماضي والأدنى منذ نوفمبر 2022. سيراقب المستثمرون عن كثب المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لاستشراف مسار السياسة النقدية وتأثيرها على الاقتصاد.

توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة

تتوقع الغالبية العظمى من الأسواق أن تُقدم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على تخفيض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس. هذا التخفيض سيجعل النطاق المستهدف لأسعار الفائدة الفيدرالية بين 4.00% و4.25%. بينما يرى بعض المستثمرين فرصة لخفض أكثر حدة قد يصل إلى 50 نقطة أساس، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي.

مؤشرات اقتصادية تدعم قرار الاحتياطي الفيدرالي

تأتي هذه التوقعات وسط بيانات اقتصادية حديثة تشير إلى تباطؤ سوق العمل الأمريكي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا. كما أن ضغوط الأسعار الناتجة عن الرسوم الجمركية لم تُحدث تأثيرًا كبيرًا على معدلات التضخم حتى الآن، مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة للتحرك وتخفيف السياسة النقدية لدعم النمو.

بيانات متضاربة وتقرير مبيعات التجزئة

على الجانب الآخر، تظهر بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية صورة متباينة. فمن المتوقع أن تكون مبيعات التجزئة الأمريكية قد ارتفعت بنسبة 0.3% خلال شهر أغسطس الماضي، مسجلة بذلك ثالث زيادة شهرية على التوالي. في المقابل، يُرجّح أن يكون الإنتاج الصناعي قد شهد ركودًا، مما يعكس عدم التجانس في أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة.

مؤشرات اقتصادية أمريكية رئيسية أخرى مرتقبة هذا الأسبوع

بالإضافة إلى قرار سعر الفائدة، ستراقب الأسواق عن كثب العديد من الإصدارات الاقتصادية الأمريكية الأخرى الهامة هذا الأسبوع، والتي قد توفر رؤى إضافية حول صحة الاقتصاد الأمريكي:

• أسعار التجارة الخارجية.
• بيانات بدء بناء المساكن وتصاريح البناء.
• مخزونات الشركات.
• مؤشر سوق الإسكان التابع للجمعية الوطنية لبناة المنازل (NAHB).
• صافي تدفقات رأس المال الاستثماري طويل الأجل.
• مسوحات التصنيع الإقليمية من نيويورك وفيلادلفيا.

تأثير خفض الفائدة على الأسواق العالمية والدولار

يحمل قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة أهمية بالغة للأسواق المالية العالمية. ففي حال تم الإقدام على خفض أسعار الفائدة، فقد ينجم عن ذلك ارتفاع في أسعار الأسهم والعملات الأجنبية الرئيسية، بينما قد يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا في قيمته، مما يؤثر على حركة التجارة والاستثمار عالميًا.

المؤتمر الصحفي لجيروم باول: نافذة على السياسة النقدية المستقبلية

يُعد المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حدثًا لا يقل أهمية عن قرار الفائدة نفسه. سيقدم باول خلال المؤتمر رؤية أعمق لتوقعات البنك الفيدرالي بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية المستقبلية، مما سيساعد المستثمرين في تشكيل استراتيجياتهم الاستثمارية والتعرف على خطط البنك الفيدرالي.

قرارات البنوك المركزية الأخرى: كندا والبرازيل

في سياق متصل بقرارات البنوك المركزية العالمية، يُتوقع أن يُعلن بنك كندا عن تخفيض في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بسبب استمرار ضعف أسواق العمل والاستثمار والنمو والدخل هناك. أما في البرازيل، فمن المرجح أن يُبقي صناع السياسات النقدية تكاليف الاقتراض دون تغيير للمرة الثانية على التوالي، بعد دورة تشديد شهدت رفعًا بواقع 450 نقطة أساس بدأت في سبتمبر 2024.

مؤشرات اقتصادية عالمية يجب مراقبتها

بالإضافة إلى القرارات المباشرة للبنوك المركزية، هناك مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الكلية الدولية التي ستكون محط أنظار المحللين والمتداولين:

• معدلات التضخم العالمية.
• مبيعات التجزئة في كندا.
• بدء بناء المساكن في كندا.
• معدل البطالة في البرازيل.
• الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين.