رؤية جديدة لزيادة الإنتاجية.. وزيرة التخطيط تكشف تفاصيل دور “السردية الوطنية” في تمكين المحافظات

وزيرة التخطيط رانيا المشاط تؤكد خلال زيارتها لقنا على الأهمية الكبيرة للشراكة الفاعلة مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتعددة، لدفع عجلة التنمية الشاملة في صعيد مصر. تأتي هذه الزيارة ضمن احتفالات الأمم المتحدة بمرور ثمانين عامًا على تأسيسها، حيث استعرضت المشروعات التنموية الكبرى التي تتحقق في المحافظة بفضل التعاون المشترك مع الجهات الوطنية وشركاء التنمية الدوليين.

الشراكة الأممية تدعم التنمية المستدامة في صعيد مصر

أشارت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى أن زيارتها لمحافظة قنا كشفت عن حجم المجهودات المبذولة بالتعاون بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية في إقليم الصعيد، الذي يحظى بأولوية قصوى لدى الدولة. وأوضحت أن العديد من الشركاء الدوليين ساهموا في مشروعات قنا التنموية، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبرنامج الأغذية العالمي، بالإضافة إلى الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي وإيطاليا وسويسرا.

طفرة تنموية وبنية تحتية متطورة في قنا

لفتت الوزيرة المشاط إلى الطفرة التنموية التي تتحقق بمحافظة قنا، والتطور الملحوظ في مشروعات البنية التحتية، مؤكدة أن الدولة تسعى حاليًا لجني ثمار هذا الاستثمار عبر تعزيز مشاركة القطاع الخاص وجذب الاستثمارات لمختلف المحافظات. وشددت على أهمية استغلال المزايا التنافسية للمحافظات المصرية وتعزيز التوجه نحو التصدير. كما أشادت بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الدكتورة هبة حندوسة من خلال مؤسسة النداء للتنمية المتكاملة، والتي تدعم تمكين المرأة وتوفير فرص عمل متنوعة.

“السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” ودورها في تعزيز النمو

استعرضت الدكتورة رانيا المشاط إطلاق الحكومة المصرية مؤخرًا “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية”، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد المصري نحو نموذج يعتمد على القطاعات ذات الإنتاجية العالية والقيمة المضافة المرتفعة. وأكدت أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي من خلال تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي تم تدشينها خلال العقد الماضي. وأوضحت أن كل وزارة ومحافظة وجهة في مصر لها دور محوري في هذا المسار لتحقيق زيادة في الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة، ودفع نمو اقتصادي مستدام يقوده القطاع الخاص.

قطاعات واعدة بفرص عمل: السياحة والزراعة والتكنولوجيا

أفادت الوزيرة أن “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” تركز على قطاعات حيوية مثل السياحة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة. تُعد هذه القطاعات من أكبر مولدات فرص العمل في البلاد، مما يعني أن الاستثمار فيها يترجم مباشرة إلى خلق وظائف مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. كما أشارت إلى تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة التي تصدرها الوزارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج “نُوفّي” محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، بهدف التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

قنا مركز تنموي واعد: رؤية المحافظة للمستقبل

من جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، أن المحافظة تشهد حاليًا طفرة تنموية شاملة تتسق مع رؤية الدولة المصرية لتحقيق التنمية المتوازنة. وسلط الضوء على استفادة قنا الكبيرة من المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي غطت خمسة مراكز من أصل تسعة، مما عاد بالنفع على أكثر من نصف سكان الريف باستثمارات كبيرة. وأضاف أن قنا كانت من أوائل المحافظات التي شملها برنامج تنمية صعيد مصر بتمويل من البنك الدولي، والذي ساهم بفعالية في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المناطق الصناعية، وتنفيذ مشروعات استراتيجية كبرى.

قنا محافظة خضراء ومحور لوجستي

أوضح محافظ قنا أن الرؤية المستقبلية للمحافظة تتمحور حول تحويل قنا إلى مركز تنموي واعد يتمتع بقدرات تنافسية عالية. وأشار إلى أن موقع قنا الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة يؤهلانها لتكون محورًا لوجستيًا وخدميًا مهمًا لصعيد مصر. وأكد على التركيز على جعل قنا محافظة خضراء من خلال تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والزراعة العضوية والاقتصاد الدائري، إضافة إلى التوجه نحو السياحة الريفية والبيئية، الأمر الذي يفتح آفاقًا جديدة أمام فرص استثمارية تعزز التنمية المستدامة بالمحافظة.

وكالات الأمم المتحدة تضاعف جهودها لدعم قنا

صرحت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، بأن المنظمة تفتخر بشراكتها العميقة مع الحكومة المصرية. وأشارت إلى أن الاحتفال بمرور ثمانين عامًا على تأسيس الأمم المتحدة يتضمن زيارة لعدد من المحافظات لتفقد المشروعات المشتركة. وأكدت أن عشر وكالات أممية تعمل في محافظة قنا، مما يعكس مستوى التنسيق والتكامل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضافت أن التعاون يشمل مجالات حيوية مثل تمكين الشباب والصحة، من خلال دعم النظام الصحي بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وتطوير وحدات الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب دعم الزراعة والنظم الغذائية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، والمساهمة في مبادرة “حياة كريمة”.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعزز التنمية المحلية المستدامة

من جانبها، قالت تشيتوسي نوجوتشي، الممثلة المقيمة الجديدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، إن البرنامج يفخر بالبناء على أكثر من عقد من النهج المتكاملة للتنمية المحلية. وأكدت أن الشراكة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والأمم المتحدة ومحافظة قنا تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية والسياحة الريفية المستدامة. ويسعى البرنامج لتنويع سبل كسب العيش والحفاظ على الأصول الثقافية والبيئية لمصر، مع التركيز على إبراز قصص المجتمعات وبناء هوية وطنية مميزة لقنا، وتعزيز نظام متوازن يربط بين الريف والحضر.