ركيزة جديدة للمحافظات.. المشاط توضح كيف تدفع ‘السردية الوطنية’ عجلة الإنتاج وتخلق فرص عمل

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة والجهات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني لدفع عجلة التنمية في إقليم الصعيد، وخاصة بمحافظة قنا. جاء ذلك خلال زيارتها للمحافظة ضمن فعاليات الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، حيث استعرضت المشروعات التنموية الكبيرة والخطط الاستثمارية التي تهدف إلى تحقيق طفرة اقتصادية واجتماعية شاملة.

تعزيز التنمية الشاملة في صعيد مصر

شددت وزيرة التخطيط، الدكتورة رانيا المشاط، على أن زيارتها لمحافظة قنا كشفت عن جهود تنموية واسعة النطاق تنفذ بالتعاون بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة وكيانات المجتمع المدني. وأكدت أن إقليم الصعيد يحظى بأولوية قصوى ضمن أجندة الحكومة لتحقيق تنمية متوازنة، مشيرة إلى أن الدولة تستهدف جني ثمار مشروعات البنية التحتية من خلال تعزيز مشاركة القطاع الخاص وجذب استثمارات جديدة للاستفادة من المزايا التنافسية وتعزيز الصادرات. وأفادت بأن الاستثمارات الحكومية الموجهة للصعيد بلغت 65.7 مليار جنيه في خطة العام المالي 2025/2026.

شراكات دولية لدعم مشروعات قنا

تضمنت زيارة الوزيرة المشاط تفقد العديد من المشروعات الحيوية في قنا التي تحظى بدعم وتمويل من شركاء دوليين ومنظمات أممية متعددة. هذه الشراكات تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي.
تتضمن قائمة الشركاء الرئيسيين:

• منظمة الأمم المتحدة
• برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)
• برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)
• برنامج الأغذية العالمي (WFP)
• الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي
• إيطاليا
• سويسرا

كما أشارت الوزيرة إلى جهود الدكتورة هبة حندوسة من خلال مؤسسة النداء للتنمية المتكاملة، والتي تركز على مشروعات متنوعة لتمكين المرأة وفتح مجالات جديدة لفرص العمل في المحافظة.

إطلاق “السردية الوطنية” وتحقيق نمو مستدام

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط عن إطلاق “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” الأحد الماضي، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد المصري نحو نموذج يعتمد على القطاعات ذات الإنتاجية العالية والقيمة المضافة المرتفعة. هذا النموذج يركز على استقرار الاقتصاد الكلي، وينفذ من خلال البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية التي تم تطويرها خلال العقد الماضي. وشددت الوزيرة على أن جميع الوزارات والمحافظات والجهات في مصر تلعب دورًا محوريًا في هذا المسار لتحقيق زيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة، ودعم نمو يعتمد على القطاع الخاص.
وتتناول السردية الوطنية قطاعات حيوية تعد الأكثر توليدًا لفرص العمل، مما يضمن تحويل الاستثمارات مباشرة إلى فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. تشمل هذه القطاعات:

• السياحة
• الزراعة
• الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
• الطاقة

كما استعرضت المشاط إصدار تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج “نُوفّي” محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، الذي يهدف إلى التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

قنا: مركز تنموي واعد برؤية خضراء

من جانبه، أكد الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، أن المحافظة تشهد طفرة تنموية شاملة تماشيًا مع توجه الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المتوازنة. وأشار إلى استفادة قنا الكبيرة من المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي غطت 5 مراكز من أصل 9، وخدمت أكثر من نصف سكان الريف باستثمارات ضخمة. كما كانت قنا من أوائل المحافظات التي شملها برنامج تنمية صعيد مصر بتمويل من البنك الدولي، والذي دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وطور المناطق الصناعية، ونفذ مشروعات استراتيجية كبرى.
وأضاف المحافظ أن الرؤية الجديدة لقنا تهدف إلى تحويلها إلى مركز تنموي واعد يتمتع بقدرات تنافسية عالية، مستفيدًا من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة لتصبح محورًا لوجستيًا وخدميًا لصعيد مصر. ولفت إلى التركيز على جعل قنا محافظة خضراء من خلال مشروعات الطاقة المتجددة، والزراعة العضوية، والاقتصاد الدائري، إضافة إلى التوجه نحو السياحة الريفية والبيئية، مما يفتح آفاقًا استثمارية جديدة تعزز التنمية المستدامة.

دور الأمم المتحدة في دعم التحول التنموي بقنا

أعربت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، عن فخر الأمم المتحدة بشراكتها مع الحكومة المصرية. وأكدت أن الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة يشمل زيارات لعدد من المحافظات لتفقد المشروعات المشتركة، مشيرة إلى وجود 10 وكالات أممية تعمل بفاعلية في محافظة قنا، ما يعكس التنسيق والتكامل لتحقيق التنمية.
وسلطت بانوفا الضوء على المجالات الرئيسية للتعاون، منها:

• تمكين الشباب
• دعم النظام الصحي وتطوير وحدات الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية
• الزراعة والنظم الغذائية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي
• التدخلات ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”

وأكدت أن حجم العمل التنموي في قنا كبير، مما يدفع الشركاء إلى بذل المزيد من الجهد لتنفيذ مشروعات إضافية.
كما أفادت تشيتوسي نوجوتشي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، بأن البرنامج يفخر بالبناء على أكثر من عقد من النهج المتكاملة للتنمية المحلية. وأكدت أن التعاون مع وزارة التخطيط ومحافظة قنا يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية والسياحة الريفية المستدامة عبر تنويع سبل كسب العيش والحفاظ على الأصول الثقافية والبيئية. وأوضحت أن إبراز قصص المجتمعات وبناء هوية وطنية مميزة لقنا، وتعزيز نظام متوازن يربط بين الريف والحضر، يمثل عنصرًا محوريًا في هذا العمل المشترك.