اتهامات بالتضليل.. أزمة جديدة تهدد مستقبل تسلا وإيلون ماسك بشأن القيادة الذاتية

تواجه شركة تسلا جدلاً واسعاً حول مفهوم “القيادة الذاتية الكاملة” لسياراتها، بعد أن كشفت وثائق رسمية عن تعديل مجلس إدارتها لتعريف هذا النظام. يأتي هذا التعديل، الذي يثير تساؤلات حول مصداقية وعود إيلون ماسك، في سياق خطة تعويضات ضخمة قد تصل إلى تريليون دولار لمؤسس الشركة.

تسلا تعدل تعريف “القيادة الذاتية الكاملة” وسط جدل متصاعد

بدأت الأضواء تتسلط مجدداً على شركة تسلا، ليس بسبب ابتكار تقني جديد، بل جراء خلافات واسعة النطاق أثارتها وثائق رسمية قدمتها الشركة لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. تكشف هذه الوثائق عن تغيير مجلس إدارة تسلا لتعريف نظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD) الخاص بها. فقد تخلت الشركة عن المعايير الدولية المعتمدة، مثل تلك التي وضعتها جمعية مهندسي السيارات، لتقدم توصيفاً فضفاضاً يصف النظام بأنه “تقنية متقدمة قادرة على أداء مهام القيادة في ظروف معينة” دون التزام بمستويات الأتمتة المتعارف عليها عالمياً.

اقرأ أيضًا: هام.. الإرشاد الزراعي: تجنبوا التمر المصاب بالعفن الأسود

وعود إيلون ماسك ومكافآت المليار دولار في مرمى الشك

يجد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، نفسه أمام تساؤلات صعبة بشأن مصداقية وعوده المتكررة بأن سيارات الشركة على وشك تحقيق الاستقلالية الكاملة في القيادة. يأتي تعديل تعريف نظام FSD في إطار خطة تعويضات ضخمة لماسك قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، مما يربط بشكل مباشر بين هذا التغيير وأهدافه المالية. هذا التغيير في التوصيف يتيح لشركة تسلا احتساب أي تطوير بسيط في نظامها كخطوة نحو تحقيق هدف القيادة الذاتية الكاملة، وبالتالي تعزيز إنجازاتها على الورق وربطها بمكافآت ماسك المستحقة.

تصنيف “المستوى الثاني” يصبح “قيادة ذاتية كاملة” بمفهوم تسلا الجديد

بموجب التعريف الجديد الذي اعتمدته تسلا، أصبحت حزمة القيادة الحالية لسياراتها، والتي لا تزال مصنفة ضمن المستوى الثاني من مستويات الأتمتة وتتطلب مراقبة كاملة من السائق وتدخله المستمر، تندرج ضمن نطاق “القيادة الذاتية الكاملة”. هذا التفسير الواسع للمصطلح يثير القلق، حيث يمكن أن يضلل المستهلكين ويخلق توقعات غير واقعية حول قدرات النظام الحالية.

اقرأ أيضًا: لم يتمالك دموعه.. شهاب يفاجئ جمهور مهرجان العلمين بموقف مؤثر على المسرح

ملاحقات قضائية وتغييرات في أسماء أنظمة تسلا للقيادة

أثارت هذه الخطوة موجة واسعة من الانتقادات، خاصة وأن استخدام مصطلح “القيادة الذاتية الكاملة” قد يكون مضللاً للمستهلكين. في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تواصل جهات تنظيمية مثل إدارة المركبات الآلية معركتها القانونية ضد تسلا بشأن استخدام هذا التعبير. هذه الضغوط المتزايدة دفعت الشركة إلى تغيير اسم النظام في أسواق مختلفة. ففي الولايات المتحدة، أصبح يسمى “القيادة الذاتية الكاملة (مع إشراف)”، بينما في الصين يُعرف باسم “القيادة الذكية المساعدة”، في محاولة لتبديد بعض سوء الفهم حول قدراته الحقيقية.

اقرأ أيضًا: هام.. البنك الأهلي يحذر عملاءه من عمليات احتيال جديدة