9 سنوات لم تمح ذكراه.. إسماعيل عبد الحافظ “عمدة الدراما المصرية” وكيف صنع الملحمة التلفزيونية
تحل اليوم الذكرى التاسعة لرحيل المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، الذي فارق عالمنا في 13 سبتمبر 2012 بعد أن ترك إرثًا فنيًا خالدًا في تاريخ الدراما المصرية والعربية. يُعد عبد الحافظ رائدًا في تجسيد حياة المصريين البسطاء بواقعية شديدة، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من الوجدان الفني لملايين المشاهدين. أعماله لا تزال محفورة في الذاكرة الجمعية لتشهد على بصمته الفريدة.
إسماعيل عبد الحافظ: مسيرة حافلة بالإبداع
وُلد المخرج إسماعيل عبد الحافظ في 15 مارس 1941، وتخرج في كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1963. بدأ مشواره الفني في التلفزيون كمساعد مخرج، قبل أن يتجه للإخراج بشكل كامل، ليضع بصمته المميزة على الدراما المصرية. قبل أن يحقق نجاحاته الكبرى، لفت عبد الحافظ الأنظار بأعمال مبكرة مثل مسلسل “البر الغربي” و”جمهورية زفتى” و”أكتوبر الآخر”، التي مهدت الطريق لإبداعاته اللاحقة.
ثنائية ذهبية: عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة
شكل تعاون إسماعيل عبد الحافظ مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة ثنائيًا ذهبيًا في تاريخ الفن، حيث قدما معًا روائع درامية خالدة تركت أثرًا عميقًا في المشاهد العربي. كانت الدراما هي المحطة الأهم في رحلة أسامة أنور عكاشة، وبفضل إخراجه المتميز من قِبل عبد الحافظ، خلدت أعمالهما في الوجدان الشعبي وأصبحا جزءًا من النسيج المصري. لقد قدم “عكاشة” مسلسلات تلفزيونية كانت بمثابة مجمع للناس في كل مكان، فوقت عرض مسلسلاتهما الشهيرة ومنها “الشهد والدموع” أو “ليالي الحلمية”، كان مشهد الشوارع الخاوية حينها مألوفًا، فالكل يتابع باهتمام الحلقة الجديدة من أعمالهما المشتركة. لقد تعاطف مانشيت بشكل واسع مع شخصياتهما، كشخصية “زينب” الأم الأرملة في مسلسل “الشهد والدموع” بجزئيه، التي تحمل مسؤولية تربية أولادها وسط قسوة وجشع عمهم “حافظ” الذي أخذ حقهم من الميراث.
روائع خالدة في الدراما المصرية
قدم إسماعيل عبد الحافظ عددًا كبيرًا من المسلسلات التي أثرت المكتبة الدرامية العربية، ومن أبرز هذه الأعمال التي أخرجها:
- ليالي الحلمية (الذي اعتُبر علامة فارقة في الدراما العربية)
- الشهد والدموع
- الوسية
- خالتي صفية والدير
- العائلة
- أهالينا
- امرأة من زمن الحب
- المصراوية
- حدائق الشيطان
إرث لا يمحى: بصمة إسماعيل عبد الحافظ
رحل المخرج إسماعيل عبد الحافظ عن عمر ناهز 71 عامًا بعد صراع قصير مع المرض في أحد مستشفيات باريس، لكن إرثه الفني العظيم ما زال حاضرًا وبقوة. لقد ترك المخرج القدير خلفه كنزًا من الأعمال الفنية التي تعكس نبض الشارع المصري وتوثق جزءًا من تاريخه الاجتماعي والثقافي. يبقى إسماعيل عبد الحافظ رمزًا من رموز الدراما المصرية وأحد أهم صُنّاعها على الإطلاق، وتظل أعماله مرجعًا للإبداع والجودة في عالم التلفزيون.