تطور جديد يُنهي عبء الفواتير: الطاقات المتجددة.. خبير يكشف استثمارًا ناجحًا ينقذ المصانع من تكاليف الكهرباء الباهظة.

يشهد القطاع الصناعي تحولاً كبيراً نحو مصادر الطاقة المتجددة، مدفوعاً بارتفاع تكاليف الطاقة التقليدية ووعياً متزايداً بالاستدامة البيئية. يؤكد خبراء الطاقة الشمسية أن هذا الانتقال ليس مجرد التزام بيئي، بل هو استثمار مجدٍ يضمن استقرار التكاليف وتحقيق عوائد مالية على المدى الطويل للمصانع والشركات.

فوائد التحول إلى الطاقة الشمسية للمصانع والشركات

أوضح المهندس أيمن عزام، خبير الطاقة الشمسية، في لقائه ببرنامج “صناع الفرصة” على قناة “المحور” مع الإعلامية منال السعيد، أن تثبيت سعر الكهرباء يُعد الميزة الأولى والأكثر أهمية لاستخدام الطاقة الشمسية. ففي الوقت الذي تشهد فيه أسعار الكهرباء التقليدية ارتفاعاً وتقلبات مستمرة، توفر محطات الطاقة الشمسية للمنشآت الصناعية استهلاكاً ذاتياً للكهرباء بشكل شبه مجاني، مما يسهم في خفض كبير لفواتير الكهرباء الشهرية. على سبيل المثال، المصنع الذي يدفع 50 ألف جنيه شهرياً مقابل استهلاك الكهرباء يمكنه، عبر تركيب محطة طاقة شمسية، أن يصل إلى “صفر فاتورة كهرباء”.

نظام التبادل مع الشبكة: كيف تحقق المصانع الاكتفاء الذاتي؟

يتم تحقيق هذا الوفر المالي من خلال نظام “التبادل مع الشبكة”، الذي يعتمد على تركيب عداد خاص يُعرف بـ”العداد الثنائي”. يقوم هذا العداد بحساب كمية الكهرباء المستهلكة من الشبكة العامة، وفي الوقت نفسه يحسب الفائض من الطاقة التي تنتجها المحطة الشمسية ولا يستخدمها المصنع، كما يحدث في أيام العطلات. يتم ضخ هذا الفائض إلى الشبكة، وتُخصم قيمته من إجمالي استهلاك المصنع في باقي أيام الأسبوع. لا يقتصر الأمر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل يمكن للمصنع أيضاً أن يحول فاتورة الكهرباء من عبء مالي إلى مصدر دخل إضافي من خلال بيع الفائض لشركة الكهرباء.

تكلفة محطة الطاقة الشمسية للمصانع الكبيرة: استثمار مضمون

على الرغم من أن التكلفة الأولية لتركيب محطة طاقة شمسية قد تبدو كبيرة، إلا أنها تُعد استثماراً طويل الأمد يوفر للمصنع استدامة في الإنتاج ويؤمنه ضد تقلبات أسعار الطاقة المستقبلية.

ويوضح المهندس عزام أن المصنع يدفع هذا المبلغ لمرة واحدة فقط، بينما كان سيدفعه كفواتير كهرباء خلال أربع أو خمس سنوات. كما أن العمر الافتراضي لألواح الطاقة الشمسية يصل إلى 30 عاماً مع ضمان أداء لهذه المدة، مما يجعل مشروع الطاقة الشمسية استثماراً مضموناً يضيف قيمة حقيقية للمصنع ويضمن استمرارية أعماله بكفاءة.