توصية هامة.. خبير تربوي يوضح: هكذا تحمي التربية الدينية أبناءنا من التطرف والأفكار الشاذة
أقرت وزارة التربية والتعليم مادة التربية الدينية كمادة أساسية ضمن المناهج الدراسية، مشترطة نسبة نجاح تبلغ 70%. هذا القرار الجديد أثار اهتمامًا واسعًا بين أولياء الأمور والمعلمين، الذين يرون فيه خطوة مهمة لتقويم سلوك الطلاب وتعزيز القيم الأخلاقية الفاضلة داخل المنظومة التعليمية، مؤكدين على دورها في بناء جيل واعٍ ومحصن.
التربية الدينية: ركيزة أساسية لبناء الشخصية المتكاملة للطلاب
يُعد الاهتمام بتدريس مادة التربية الدينية خطوة حيوية نحو بناء شخصية متوازنة ومتكاملة للطلاب. أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، أن السلوك الأخلاقي القويم يستند إلى ثلاثة أبعاد أساسية هي الجانب المعرفي والوجداني والسلوكي. وأوضح أن الطالب لا يمكن أن يتبنى سلوكًا أخلاقيًا سليمًا ما لم يكن على دراية تامة بأهمية الأفعال الإيجابية، وأن تتشكل لديه اتجاهات ومشاعر إيجابية نحوها. وهنا يأتي دور مادة التربية الدينية في إكساب الطلاب هذه المعارف والقيم التي تنعكس إيجابًا على تصرفاتهم اليومية وسلوكياتهم.
وأضاف الدكتور حجازي في تصريحاته لموقع “مانشيت”، أن مادة التربية الدينية تحقق عدة أهداف حيوية للطلاب:
* توفير إطار مرجعي عام وموحد، يقلل من النزعة نحو الأحكام الشخصية عند مواجهة الخلافات.
* منحهم معايير موضوعية يستطيعون الاحتكام إليها في شتى المواقف.
* عرض نماذج حسنة وقدوات صالحة في السلوك يمكنهم الاقتداء بها وتطبيقها.
* غرس قيم إيجابية تساعدهم على التفاعل البناء والمثمر مع مجتمعهم المحيط.
تحصين الشباب من التطرف: دور مادة التربية الدينية في حماية الطلاب
يتمثل أحد الجوانب الأكثر أهمية لتدريس التربية الدينية في تحصين الطلاب وحمايتهم من الوقوع في فخ التطرف أو تبني الأفكار المنحرفة والشاذة. فالأستاذ حجازي يشير إلى أن الحاجة إلى الدين هي غريزة فطرية ومتأصلة في الإنسان. وإذا لم يجد الطالب سبيلًا لإشباع هذه الحاجة من خلال مصادر موثوقة وصحيحة تقدمها له المدرسة، فقد يلجأ إلى مصادر أخرى قد تكون حاملة لأفكار متشددة أو غير سوية تهدد استقراره النفسي والمجتمعي.
من هنا تبرز الأهمية البالغة لدور وزارة التربية والتعليم في تقديم المعلومات الدينية الصحيحة والمنضبطة. هذا الدور يضمن بناء شخصية طلابية متوازنة وقادرة على التمييز الواعي بين تعاليم الاعتدال السمحة التي يدعو إليها الدين، وبين دعوات الغلو والتطرف. هذا الجانب يعزز قدرة الطلاب على فهم الدين بشكل صحيح، مما يحميهم من الانجراف نحو المسارات الخاطئة ويساهم في تشكيل جيل واعٍ ومدرك لقيم مجتمعه.