تطور جديد.. الدولار الأمريكي يرتفع اليوم ويخالف التوقعات الهبوطية | مفاجأة في اتجاه العملة
عاد الدولار الأمريكي للارتفاع يوم الجمعة، مدفوعًا بترقب المستثمرين لتخفيض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل بعد توقف استمر تسعة أشهر تقريبًا. جاء هذا الارتفاع بعد يوم من تراجع العملة الخضراء، متأثرة بزيادة طلبات إعانة البطالة وتباطؤ التضخم، مما يشير إلى بيئة اقتصادية معقدة تؤثر على قرارات البنك المركزي.
الدولار الأمريكي يعاود الارتفاع وسط ترقب تخفيض الفائدة
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 147.66 ين، ليضع نفسه على مسار تحقيق أكبر مكاسبه المئوية خلال 10 أيام، بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الارتفاعات. كما تماسك مؤشر الدولار بشكل طفيف، مرتفعًا بنسبة 0.1% إلى 97.69، لكنه ظل متجهًا لتسجيل انخفاض أسبوعي بأقل من 0.1%، وهو التراجع الأسبوعي الثاني له على التوالي. أوضح جون فيليس، الخبير الاستراتيجي في الاقتصاد الكلي الأمريكي لدى BNY في نيويورك، أن ارتفاع يوم الجمعة كان مرتبطًا بشكل أكبر بتسوية المراكز قبل عطلة نهاية الأسبوع.
توقعات الاحتياطي الفيدرالي تحدد مسار الدولار
لا تزال التوقعات العامة للدولار الأمريكي تحمل طابعًا سلبيًا، وفقًا للمحللين، بناءً على عدة مؤشرات رئيسية. يتصدر هذه المؤشرات بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، يشهد السوق سلوكًا تحوّطيًا حيث يشتري المستثمرون الأجانب الأصول الأمريكية ويبيعون الدولار للتحوّط من المخاطر، مما يبقي الضغط على الدولار منخفضًا.
يرى المحللون أن البيانات الاقتصادية المتباينة قد تضيف بعض التعقيدات إلى مداولات الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، إلا أن المستثمرين يركزون بشكل رئيسي على احتمالات خفض أسعار الفائدة. صرح دومينيك بونينج، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في نومورا، بأن العائق أمام تسريع التخفيضات هو ضعف سوق العمل طالما ظل التضخم تحت السيطرة. وأشار إلى أن خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل لا يزال احتمالًا مرتفعًا للغاية.
تشير تسعيرة العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى أن السوق يتوقع خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس في 17 سبتمبر. مع ذلك، خفّض المتداولون من رهاناتهم على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل، مشيرين إلى مسار تخفيف أبطأ قبل نهاية العام مما كان متوقعًا سابقًا، وذلك وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.
بيانات اقتصادية متباينة وتأثيرها على الأسواق
تأثرت ثقة المستهلك الأمريكي بالظروف الاقتصادية، حيث أظهرت بيانات حديثة تراجعها للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر.
مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي | سبتمبر | أغسطس | التوقعات |
قراءة المؤشر | 55.4 | 58.2 | 58.0 |
وقد أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس أكبر زيادة أسبوعية في طلبات إعانة البطالة الأمريكية خلال أربع سنوات، مما يعكس ضعفًا في سوق العمل. طغت هذه البيانات على تقارير تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر أغسطس، التي أظهرت ارتفاع الأسعار بأسرع وتيرة في سبعة أشهر، لكن مع زيادات لا تزال معتدلة ومتوافقة بشكل عام مع التوقعات.
أداء سندات الخزانة والعملات العالمية الأخرى
ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، مما يعكس تحركات في سوق السندات بالتزامن مع توقعات أسعار الفائدة.
عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات | إغلاق الخميس | إغلاق الجمعة | التغير |
النسبة المئوية | 4.011% | 4.062% | +5.1 نقطة أساس |
على صعيد العملات الأخرى، انخفض اليورو بأقل من 0.1% ليصل إلى 1.1724 دولار أمريكي، بعد يوم من ارتفاعه، حيث قلص المتداولون رهاناتهم على خفض آخر لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي هذه الدورة. أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي ثابتًا عند 2% لاجتماعه الثاني على التوالي، وصرحت رئيسته كريستين لاجارد بأن البنك لا يزال في “وضع جيد”، وأن المخاطر على الاقتصاد أصبحت أكثر توازنًا.
لم يطرأ تغير يُذكر على الجنيه الإسترليني عند 1.3565 دولار أمريكي، بعد أن أظهرت البيانات ركود الاقتصاد البريطاني في يوليو. كما انخفض اليوان الصيني في الخارج بنسبة 0.2% ليصل إلى 7.1239 يوان للدولار، بينما تراجع الدولار الأسترالي قليلاً عند 0.6685 دولار أمريكي، رغم بقائه قريبًا من أعلى مستوياته في 10 أشهر. في غضون ذلك، يترقب السوق إصدار وكالة فيتش للتصنيف الائتماني رأيها بشأن المالية العامة الفرنسية بعد إغلاق أسواق يوم الجمعة، عقب اقتراح سحب الثقة في الثامن من سبتمبر.