تصريحات غير متوقعة.. سمير فرج يكشف أسرار تشكيل “قوة عربية بقيادة مصر”

أعاد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، إحياء فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة بقيادة مصرية، وذلك في تصريحات جاءت مباشرة عقب التصعيد الإسرائيلي الأخير داخل الأراضي القطرية. أكد فرج أن الظروف الراهنة تستدعي تحركًا عربيًا جماعيًا لحماية الأمن القومي، مشددًا على أن القاهرة تمتلك القدرة والشرعية اللازمتين لقيادة هذا التشكيل الحيوي.

رؤية مصرية لقيادة الدفاع العربي المشترك

يُجدد اللواء سمير فرج طرح المبادرة التي سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي أن قدمها عام 2015، لكنها لم تُفعّل حينها نتيجة تباين المواقف السياسية بين الدول العربية. وفقًا للتصور الجديد، ستتألف القوة العربية المشتركة من تشكيلات متنوعة من الأسلحة، تحت قيادة مركزية مصرية. من المتوقع أن تشارك مصر بفرقة عسكرية قوامها لا يقل عن 20 ألف جندي، لتكون المساهمة الأكبر بين الدول الأعضاء. وأشار فرج إلى أن المملكة العربية السعودية ستتولى منصب نائب القيادة، مع وجود مجلس عسكري يضم ممثلين عن الدول المشاركة. تهدف هذه القوة إلى الاستعداد للتحرك الفوري في حال تعرض أي دولة عربية لعدوان خارجي أو تهديد إرهابي، ما يعيد تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي ظلت لسنوات عديدة حبرًا على ورق.

اقرأ أيضًا: رقم قياسي جديد.. طلعت مصطفى تتصدر مبيعات العقارات بـ211 مليار جنيه في 6 أشهر

التحرك الجماعي في مواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة

على الصعيد السياسي، يمثل هذا الطرح اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول العربية على تجاوز خلافاتها وتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة. فالتصعيد الإسرائيلي الأخير، سواء في قطاع غزة أو الأحداث التي طالت قطر، كشف بوضوح عن هشاشة المواقف الفردية وأكد ضرورة التحرك العربي الجماعي. شدد اللواء فرج على أن إسرائيل تدرك تمامًا قوة الردع المصرية، مؤكدًا أن ما حدث في قطر “مستحيل أن يتكرر داخل مصر”، في إشارة واضحة إلى جاهزية القاهرة للرد بقوة على أي محاولة لاختراق سيادتها أو تهديد أمنها القومي.

عقبات أمام تشكيل القوة العربية المشتركة

رغم الحاجة الملحة، يواجه تشكيل قوة دفاع عربية موحدة عددًا من التحديات الجوهرية التي يجب التغلب عليها:

اقرأ أيضًا: عاجل.. تراجع الدولار أمام الجنيه ببداية تعاملات الخميس في البنكين

  • اختلاف الأولويات السياسية بين الدول العربية.
  • غياب الثقة المتبادلة بين بعض الأنظمة الحاكمة.
  • الحاجة إلى توفير تمويل ضخم وهيكل قانوني واضح ومنظم.
  • الخوف من تسييس القوة العسكرية أو استخدامها خارج الأهداف المعلنة.

توقيت مثالي لعودة المبادرة ومستقبل “الناتو العربي”

يُعد توقيت إعادة طرح مبادرة القوة العربية المشتركة مثاليًا للغاية، خاصة مع اقتراب انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر، والتي قد تشهد نقاشًا جادًا ومستفيضًا حول آليات تفعيل هذا المشروع الاستراتيجي. إن تصريحات اللواء سمير فرج حول ضرورة تشكيل قوة عربية بقيادة مصر لا تُمثل مجرد رؤية عسكرية، بل تعكس تحولًا عميقًا في التفكير الاستراتيجي العربي، من الاعتماد على ردود الفعل الفردية إلى التوجه نحو التحرك الجماعي المنظم. وبين التهديدات الإقليمية المتصاعدة والفرصة التاريخية لتوحيد الصفوف، يبقى السؤال الأكثر أهمية: هل نشهد ولادة “ناتو عربي” حقيقي وفعّال، أم أن هذه الفكرة ستظل حبيسة التصريحات والنقاشات الدبلوماسية؟

اقرأ أيضًا: 5 جنيهات للبيضة الواحدة.. سعر كرتونة البيض اليوم السبت 9 أغسطس 2025