السبب الحقيقي.. التعليم تكشف سر استبعاد فئات من المناوبة والإشراف المدرسي
أثار الدليل التنظيمي الجديد لمدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية نقاشًا واسعًا بعد أن تضمن إعفاء فئات محددة من شاغلي الوظائف التعليمية من مهام المناوبة والإشراف اليومي، وهو ما يهدف إلى إعادة توزيع المسؤوليات بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطوير جودة التعليم. هذه التعديلات تهدف إلى تحقيق توازن بين الأدوار القيادية والتربوية، مع ضمان استمرارية الانضباط وسلامة الطلاب في البيئة المدرسية.
إعفاءات جديدة تحدد مهام بعض قيادات المدارس
نص الدليل التنظيمي على إعفاء ثلاث فئات رئيسية من مهام المناوبة والإشراف، مراعاة لطبيعة أدوارهم الإدارية والصحية. هؤلاء لا تشملهم مهام المناوبة بعد خروج الطلاب ظهرًا، ولا الإشراف اليومي خلال أوقات الفسحة، ولا حتى المناوبة عند غياب المعلمين والمعلمات. وتضمنت هذه الفئات:
- مديرو المدارس
- وكلاء المدارس
- الموجهون الصحيون
يرى مختصون أن هذا القرار جاء ليمكن هذه الفئات من التركيز على مهامهم الإدارية والصحية الأساسية التي تتطلب منهم تركيزًا يوميًا، مما يضمن جودة أدائهم وعدم تشتيت جهودهم بين أعباء متعددة.
توضيح أدوار الفئات المساعدة في العملية التعليمية
كما أوضح الدليل التنظيمي الجديد أن بعض الفئات المساعدة تم إعفاؤها من مهام محددة دون غيرها. فقد أُعفي من حصص الانتظار فقط كل من:
- مساعد المعلم في فصول التعليم العام وفصول ذوي الإعاقة
- المساعد الإداري
- مسجل المعلومات
في المقابل، ألزم الدليل هذه الفئات بالقيام بمهام المناوبة والإشراف اليومي، أسوة ببقية أعضاء الهيئة التعليمية، وذلك لضمان استمرار العمل التنظيمي الفعال داخل المدارس وسلامة الطلاب.
الفئات المسؤولة عن مهام المناوبة والإشراف كاملة
حددت التعديلات الفئات التي تقع على عاتقها جميع مهام المناوبة والإشراف اليومي، تأكيدًا على دورهم المحوري في الحفاظ على بيئة مدرسية آمنة ومنضبطة. هذه الفئات هي:
- المعلمون في التعليم العام
- معلمو التربية الخاصة
- معلمو الموهوبين
- معلمات رياض الأطفال
- رائد النشاط
- الموجه الطلابي (المرشد الطلابي)
- أمين مصادر التعلم
- محضر المختبر
يؤكد التربويون أن تحميل هذه الفئات مهام المناوبة والإشراف يعزز من انضباط العملية التعليمية ويضمن توزيع المسؤوليات بشكل عادل داخل البيئة المدرسية.
أهمية الإشراف اليومي ودوره في سلامة الطلاب
يؤكد خبراء التعليم أن الإشراف اليومي والمناوبة تعتبر من الأدوات الأساسية للحفاظ على سلامة الطلاب وانضباطهم داخل المدرسة. وجود المعلمين وغيرهم من الكوادر التعليمية في مواقع الإشراف يسهم بشكل مباشر في تعزيز روح المسؤولية لديهم ويقدم قدوة إيجابية للطلاب، مما يعكس صورة إيجابية عن الانضباط في الحرم المدرسي. يرى مراقبون أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.
الدليل التنظيمي الجديد: رؤية 2030 وتطوير بيئة العمل
يأتي هذا الدليل التنظيمي ضمن جهود وزارة التعليم لتطوير بيئة العمل التعليمية، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030، التي تركز بشكل كبير على رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته. تهدف إعادة توزيع المهام بين الفئات المختلفة إلى تخفيف الضغط عن بعض الإدارات وضمان استمرار الرقابة الفاعلة على الطلاب في الوقت ذاته. يوضح القرار الجديد حدود المسؤوليات بدقة، مما يمنع أي لبس قد يحدث في توزيع الأدوار بين العاملين داخل المدرسة.
ردود الفعل والتوقعات المستقبلية للانضباط المدرسي
لقي القرار ردود فعل متباينة في الميدان التعليمي، حيث رحب به البعض معتبرين أنه يخفف الأعباء عن فئات معينة، بينما رأى آخرون أنه قد يضاعف المسؤوليات على فئات أخرى. يتوقع خبراء التعليم أن تسهم هذه الإجراءات في تعزيز الانضباط المدرسي بشكل ملحوظ، خصوصًا مع وضوح المهام وتحديد المسؤوليات المنوطة بكل فرد. هذه التغييرات التنظيمية تعد جزءًا من مساعي وزارة التعليم المستمرة لتطوير أنظمتها الداخلية ومواكبة التحديات الحديثة في قطاع التعليم، لضمان بيئة تعليمية أكثر أمانًا وانضباطًا للطلاب.