كشف الستار.. تصريح أخنوش يثير تساؤلات حول أعطاب المدارس | هل يخفي الواقع الحقيقي؟

انتقدت الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) بشدة تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش حول جاهزية قطاع التعليم، واصفة إياها بـ”السياسوية وغير الدقيقة”. أكد الكاتب العام للجامعة، عبد الله غميمط، أن الواقع الميداني للمدرسة العمومية يعاني من أعطاب عميقة ونقص في التجهيزات الأساسية، ما يتناقض مع الصورة الوردية التي قدمتها الحكومة.

انتقادات حادة لتصريحات رئيس الحكومة حول التعليم

في تصريح خص به “تيلكيل عربي”، وصف عبد الله غميمط، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، خطاب رئيس الحكومة عزيز أخنوش بشأن قطاع التعليم بأنه “غير موفق وسياسوي ومطبوع بالرضا عن النفس”. وأوضح غميمط أن هذه التصريحات تعطي انطباعًا بأن كل شيء متوفر، بينما الواقع الميداني يكشف عن أعطاب عميقة تعيشها المدرسة العمومية. واعتبر أن الحكومة الحالية “أجهزت على قطاع التعليم” من خلال تراجعات كبيرة شملت المضامين وشروط العمل وحقوق رجال التعليم ومكتسباتهم، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم في المغرب.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. السعودية تُرحّل أبناء هذه الجنسيات.. قرار جديد من الداخلية يشمل النساء

المدرسة العمومية: واقع مغاير لخطاب الحكومة

أوضح غميمط أن محاولة الحكومة إظهار القطاع التعليمي مؤطرًا ومجهزًا لا تتوافق مع ما تظهره الزيارات الميدانية لمؤسسات تعليمية في مدن كبرى كالدار البيضاء والرباط. هذه المدارس، بحسبه، لا تزال تفتقر إلى المقاعد الصالحة وأبسط التجهيزات والوسائل الديداكتيكية. وأشار إلى أن توفير أجهزة العرض الضوئي “الداتاشو” يقتصر على مؤسسات “الريادة” ضمن ما وصفه بـ”الماكياج”، في حين تعاني مؤسسات أخرى، خاصة في المجال التطبيقي، من غياب الوسائل التعليمية الأساسية، مع إشارته إلى أن بعض التجهيزات المتوفرة قد تكون مغشوشة.

وشدد غميمط على الظروف الصعبة التي يواجهها أساتذة العالم القروي، حيث تعمل مؤسسات تعليمية عديدة بدون مرافق صحية أو كهرباء. وأكد أن الصفقات العمومية المرتبطة بالتجهيز تعاني من اختلالات وغش، مما يؤثر سلبًا على جودة التعلم ويضر بمستقبل التلاميذ في المناطق النائية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. افتتاح حساب في بنك الخرطوم أونلاين بالرقم الوطني 2025 | تعرف على الشروط والمتطلبات

تراجعات وتحديات: فشل الحكومة في الوفاء بوعودها التعليمية

لفت الكاتب العام للجامعة إلى أن الشعارات والتصريحات الحكومية تختلف تمامًا عن واقع المدرسة العمومية، مؤكدًا أن الحكومة لم تف بالتزاماتها المذكورة في تصريحها الحكومي ولا في برامجها الانتخابية، بما في ذلك الوعود بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وأضاف أن الاستقرار المالي يعتبر شرطًا أساسيًا لنجاح أي نظام تربوي، مشيرًا إلى أن الأنظمة التعليمية الناجحة عالميًا تولي اهتمامًا كبيرًا لحقوق المدرس والتلميذ معًا.

وأكد غياب البعد التربوي داخل المدرسة العمومية، معتبرًا أن الدخول المدرسي في المغرب تحول إلى “طقس موسمي” يطفو النقاش حوله لأيام معدودة ثم يختفي، رغم أن التعليم قطاع استراتيجي يتطلب نقاشًا عموميًا عميقًا ومستمرًا. وسجل أن تصريحات المسؤولين عن نجاح الدخول المدرسي “مضللة”، في ظل وجود تلاميذ لم يلتحقوا بعد بفصولهم الدراسية بسبب تأخر تعيين الأساتذة الجدد.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. سعر الذهب في السعودية اليوم: عيار 24 و21 يصلان لهذا المبلغ بعد الارتفاع

دعوات لإرادة سياسية حقيقية وحوار وطني شامل لإنقاذ التعليم

يرى غميمط أن قطاع التعليم يتجه نحو التراجع نتيجة لغياب إرادة سياسية وطنية حقيقية، موضحًا أن الإصلاحات ما تزال خاضعة لتوجهات البنك الدولي، وهو ما ينذر بمستقبل أكثر سوءًا للمدرسة المغربية. ودعا إلى اتخاذ قرار سيادي مستقل يضمن مستقبل أبناء الوطن، عبر حوار وطني شفاف يشارك فيه الجميع دون خطوط حمراء أو إقصاء، مع التركيز على المحاسبة الصارمة لمظاهر الفساد في الصفقات العمومية والاختلالات في التدبير.

وأشار غميمط إلى أن النقاش التربوي في المغرب تركز غالبًا على شروط العمل، مؤكدًا أن الأساتذة، خصوصًا في القرى والمناطق الهشة، يواجهون صعوبات جمة بسبب غياب الوسائل الضرورية والمرافق الرياضية والثقافية، مما يعيق أداء رسالتهم التربوية بكفاءة ويؤثر على العملية التعليمية برمتها.

اقرأ أيضًا: قرية اختفت بالكامل.. انهيار أرضي مباغت يبتلعها بدارفور ويعمق المأساة الإنسانية في السودان

رئيس الحكومة يعلق على ظروف الدخول المدرسي

تأتي هذه الانتقادات في أعقاب تصريحات سابقة لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في برنامج مشترك بثته القناتان الأولى والثانية، أكد فيها أن ظروف الدخول المدرسي الحالي “جد ملائمة”. وأشار أخنوش إلى أن وسائل العمل، من سبورات وأجهزة عرض ضوئي “داتاشو”، متوفرة، وأن الأساتذة “انطلقوا منذ أسابيع للإعداد والتكوين”.

وأضاف رئيس الحكومة أن الوضع “شبه عادي في كل مدرسة”، لافتًا إلى أن لجانًا جهوية ووطنية تتابع الوضع وتعمل على معالجة أي خصاص، معتبرًا أن الأسبوعين التاليين كانا كفيلين باستدراك ما تبقى من نواقص لضمان سير العملية التعليمية بسلاسة.

اقرأ أيضًا: قرار تاريخي.. عمال ميناء جنوة يمنعون تفريغ شحنة أسلحة إسرائيلية من سفينة سعودية