لأول مرة يكشف.. سمير فرج يوضح لماذا ما حدث في قطر لن يتكرر بمصر أبداً
أكد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن استهداف إسرائيل لقيادات حركة حماس داخل الأراضي القطرية يمثل “تجاوزًا خطيرًا”، لكنه شدد بقوة على استحالة تكرار مثل هذا العدوان داخل الأراضي المصرية. جاء هذا التأكيد مدعومًا بقوة الردع المصرية الفائقة وقدرتها العسكرية والسياسية على حماية سيادتها الوطنية وأمنها القومي.
قوة الردع المصرية تفرض سيادتها
أوضح اللواء فرج أن الجيش المصري يتمتع بكفاءة قتالية عالية، وأن إسرائيل والولايات المتحدة تدركان تمامًا حجم وقوة هذه القدرة العسكرية. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي منهك حاليًا جراء ما وصفه بـ”حرب عصابات” مستمرة منذ عامين، مما يجعل أي تفكير في استفزاز مصر أمرًا غير محسوب العواقب وخطيرًا. كما أكد أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة هي مجرد استهلاك داخلي، وأن الواقع العسكري والسياسي يُجبر تل أبيب على احترام الحدود المصرية وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال. تؤكد هذه الرؤية أن الأمن القومي المصري “خط أحمر لا يُمكن تجاوزه”.
رسالة ردع قوية عقب استهداف قيادات حماس في قطر
جاءت تصريحات اللواء فرج في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منزل رئيس وفد حركة حماس التفاوضي في قطر، وأسفر عن استشهاد نجل خليل الحية ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه. ووصفت هذه العملية بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي” و”إعلان حرب على قطر والمنطقة”. ويُعد توقيت تصريح فرج رسالة استباقية واضحة لأي جهة قد تفكر في تكرار هذا السيناريو العدائي داخل دول أخرى، معيدًا التأكيد على أن مصر لن تسمح بتحويل أراضيها إلى ساحة لتصفية الحسابات أو استهداف أي شخص على أراضيها. مصر تتابع التطورات الإقليمية عن كثب وتحافظ على يقظة تامة لحماية حدودها.
المكانة السياسية والدبلوماسية لمصر
تعكس تصريحات اللواء سمير فرج ثقة الدولة المصرية في مكانتها الإقليمية والدولية القوية. فمصر تتمتع بعلاقات متوازنة ومستقرة مع القوى الكبرى، مما يعزز قدرتها على إدارة الملفات الأمنية المعقدة بحكمة وفعالية. وتُبرز هذه الثقة الفرق بين الدول ذات السيادة الصلبة والقدرة على حماية مصالحها، وتلك التي قد تُستخدم كمنصات لتصفية الحسابات الإقليمية. وتُعد مصر من الدول التي تتعامل بحذر مع ملف حركة حماس، وتحافظ على توازن دقيق بين دعم القضية الفلسطينية العادلة وضبط التحركات الأمنية داخل أراضيها، مما يبقيها خارج دائرة الاستهداف المباشر في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
تحمل تصريحات اللواء سمير فرج رسائل استراتيجية متعددة أبرزها تأكيد قوة الردع المصرية العسكرية والسياسية. وهي تحذير ضمني لأي جهة تفكر في تجاوز الخطوط الحمراء المصرية، وتأكيد حاسم على أن مصر ليست ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة. وفي ظل التصعيد الإقليمي والتوترات المستمرة، تظل القاهرة لاعبًا صلبًا وفاعلًا رئيسيًا في معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.