ظهور نادر.. كسوف الشمس 2025 يقترب ويشغل اهتمام المتابعين عالميًا
يستعد العالم لاستقبال ظاهرة فلكية مثيرة في سبتمبر 2025، حيث يشهد كسوف شمسي جزئي يستمر لأكثر من أربع ساعات متواصلة. هذا الحدث الكوني، الذي ينجم عن مرور القمر بين الأرض والشمس، سيُرى بوضوح في مناطق محددة من العالم كنيوزيلندا وشرق أستراليا، بينما يثير اهتمامًا علميًا وجمهوريًا واسعًا بفضل ندرته وقيمته البحثية.
توقيت كسوف الشمس الجزئي في سبتمبر 2025
وفقًا لموقع “تايمز أوف إنديا”، يبدأ كسوف الشمس المنتظر في تمام الساعة 10:59 مساءً بتوقيت الهند يوم 21 سبتمبر 2025. ومن المتوقع أن يصل الكسوف إلى ذروته في الساعة 1:11 صباحًا يوم 22 سبتمبر، ليختتم مشاهده في الساعة 3:23 صباحًا. وبذلك، تبلغ مدة الظاهرة الإجمالية نحو 4 ساعات و24 دقيقة، مما يوفر فرصة ممتازة للمراقبة والرصد في الأماكن التي سيمكن رؤيته منها.
أماكن مشاهدة كسوف الشمس في سبتمبر 2025
توضح التقديرات الفلكية أن هذا الكسوف سيكون جزئيًا، ما يعني أن جزءًا من قرص الشمس سيُحجب وليس كله. وتختلف نسبة التغطية الشمسية من منطقة لأخرى، حيث سيُمكن رصده بوضوح في:
- نيوزيلندا، وخاصة في مدينة دنيدن، حيث سيصل حجم التغطية إلى ما يقارب 72% من قرص الشمس.
- شرق أستراليا، سيظهر الكسوف الجزئي متزامنًا مع شروق الشمس.
- جزر جنوب المحيط الهادئ، حيث سيكون مرئيًا بوضوح ككسوف جزئي.
- القارة القطبية الجنوبية، ستشهد تغطية كبيرة لقرص الشمس.
في المقابل، لن يتمكن سكان مناطق واسعة من رؤية هذا الكسوف، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، الهند، باكستان، نيبال، سريلانكا، أفغانستان، بالإضافة إلى قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية.
لماذا يُعد كسوف الشمس ظاهرة فلكية نادرة؟
تعتبر ظاهرة كسوف الشمس نادرة الحدوث لأنها تتطلب محاذاة دقيقة ومثالية بين كوكب الأرض والقمر والشمس. هذا الترتيب الكوني لا يتكرر كثيرًا في نفس الموقع الجغرافي. لذلك، قد لا تتسنى فرصة مشاهدة كسوف شمسي من منطقة معينة إلا بعد مرور سنوات طويلة، مما يضيف إلى قيمته العلمية والفلكية ويزيد من ترقب العلماء والهواة لمثل هذه الأحداث الفلكية الكبرى.
إرشادات أمان لمشاهدة كسوف الشمس بأمان
على الرغم من جاذبية مشهد كسوف الشمس، إلا أن النظر المباشر نحو الشمس دون حماية مناسبة قد يسبب أضرارًا خطيرة ودائمة للعين. لذا ينصح الخبراء بضرورة اتباع الإرشادات التالية لضمان مشاهدة آمنة:
- استخدام نظارات متخصصة ومعتمدة لمتابعة الكسوف الشمسي.
- تجنب النظر بالعين المجردة بشكل قطعي أو استخدام النظارات الشمسية التقليدية التي لا توفر حماية كافية.
- عدم الاعتماد على أي فلاتر منزلية الصنع أو أدوات غير مخصصة للرصد الفلكي المباشر.
من الجدير بالذكر أن بعض المعتقدات الشعبية القديمة كانت تربط الكسوف بعادات وسلوكيات معينة كتجنب الأكل أو قص الشعر والأظافر خلال الحدث، وهي موروثات لا تستند إلى أي أساس علمي.
خسوف القمر الدموي 2025: حدث فلكي سابق مهم
لم يقتصر اهتمام سبتمبر 2025 على كسوف الشمس فقط، بل شهد الشهر ذاته ظاهرة فلكية أخرى لا تقل إثارة، وهي خسوف القمر الدموي الذي وقع في السابع من سبتمبر 2025. استمر هذا الخسوف لأكثر من خمس ساعات، تضمنت مرحلة كلية امتدت لـ 82 دقيقة، مما جعله الأطول منذ عام 2018. وقد اعتبر العلماء هذا الحدث فرصة استثنائية لدراسة الغلاف الجوي للأرض ومراقبة انعكاساته على سطح القمر.
أهمية رصد الظواهر الفلكية للبحث العلمي وفضول الإنسان
تقدم الظواهر الفلكية مثل كسوف الشمس وخسوف القمر فرصًا لا تقدر بثمن للعلماء لإجراء أبحاث دقيقة حول طبيعة الأرض والفضاء والكواكب. كما تثير هذه الأحداث الكونية الفضول والإعجاب لدى الناس في مختلف أنحاء العالم. إن مشاهدة الشمس وهي تُحجب تدريجيًا أو القمر وهو يتلون بلون الدم ليست مجرد مشاهد بصرية مبهرة، بل هي دروس حية وعميقة في علم الفلك تؤكد على دقة وإعجاز هذا الكون وتنظيمه المدهش.