بعد قمم قياسية.. استقرار العقود الآجلة للأسهم الأمريكية | تطور جديد يشهده وول ستريت

شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية استقرارًا نسبيًا، وذلك بعد تسجيل المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية جديدة، في ظل ترقب المستثمرين لقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. يأتي هذا الاستقرار رغم صدور بيانات تضخم أعلى من التوقعات وإشارات على تباطؤ في سوق العمل، مما يضع البنك المركزي أمام تحديات متزايدة.

مؤشرات الأسهم الأمريكية تسجل ارتفاعات قياسية وسط بيانات اقتصادية متباينة

سجلت مؤشرات داو جونز الصناعي وS&P 500 وناسداك مستويات قياسية خلال جلسة التداول العادية، مدعومة بتوقعات قوية لخفض قريب لأسعار الفائدة الأمريكية. ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.9%، فيما قفز مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.4% ليتجاوز حاجز الـ 46,000 نقطة للمرة الأولى، كما شهد مؤشر ناسداك المركب زيادة بنسبة 0.7%. تأتي هذه المكاسب في أعقاب إعلان بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين الأمريكية بنسبة 0.4% في أغسطس، مسجلة أكبر زيادة شهرية منذ يناير، ووصل المعدل السنوي إلى 2.9%، مما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية. في المقابل، ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 263,000، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2021، ما يعكس تباطؤًا ملحوظًا في سوق العمل بعد تقرير الوظائف غير الزراعية الأضعف من المتوقع.

توقعات خفض الفائدة تثير تحركات قوية في أسهم الشركات الكبرى

على الرغم من الإشارات الاقتصادية المختلطة التي تجمع بين التضخم المرتفع وتباطؤ سوق العمل، لا يزال المتداولون في الأسواق يرجحون بقوة أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في منتصف سبتمبر. يرى محللو مؤسسة ING أن التضخم الذي فاق التوقعات قد يبقي معدلات الفائدة مرتفعة نسبيًا، لكنهم أشاروا إلى أن ضعف سوق العمل قد يكون أولوية قصوى للبنك المركزي في قراراته القادمة. هذا المناخ المترقب ساهم في تحركات قوية لبعض الأسهم الفردية في السوق. فقد ارتفعت أسهم شركة Warner Bros Discovery بنحو 30% بعد تقارير إعلامية عن عرض استحواذ نقدي مقدم من Paramount Skydance. كما شهدت أسهم Adobe Systems زيادة بأكثر من 3% إثر تجاوزها لتقديرات الإيرادات والأرباح الفصلية. وحافظت أسهم Kroger على استقرارها بعد قيامها برفع توقعاتها المالية، بينما قفزت أسهم Centene Corp بأكثر من 10% عقب تأكيد توقعاتها السنوية للأرباح، مما يعكس استجابة السوق المباشرة للأخبار المؤسسية والأداء المالي للشركات.

يظل المستثمرون يراقبون عن كثب تحركات الأسواق المالية الأمريكية في ظل هذه المعطيات الاقتصادية المتضاربة. ومع اقتراب موعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، ستلعب قرارات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات الأسواق خلال الفترة المقبلة، مما يؤكد أهمية التحليل الدقيق للبيانات الاقتصادية وتأثيرها على الأداء العام للأسهم وتوقعات النمو الاقتصادي.