شراكة استراتيجية جديدة.. معهد البحوث الفلكية يستقبل وزير المعادن السوداني لتعزيز التعاون المشترك
شهدت القاهرة طرح مبادرة استراتيجية لإنشاء تحالف علمي مشترك بين مصر والسودان، يهدف إلى تعظيم استخدام التقنيات الحديثة في المسوح الجيوفيزيقية واستكشاف المعادن. جاء ذلك خلال زيارة رفيعة المستوى لوزير المعادن السوداني، نور الدائم طه، إلى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، مؤكدًا عمق التعاون العلمي بين البلدين الشقيقين.
تحالف استراتيجي لتعظيم التقنيات الحديثة
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن مبادرة طموحة لإنشاء تحالف استراتيجي مصري سوداني مشترك يهدف إلى الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة والمتطورة. سيركز هذا التحالف على مجالات حيوية مثل المسوح الجيوفيزيقية والتخريط الجيولوجي والاستشعار من البعد واستكشاف المعادن، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدين. هذه المبادرة هي ثمرة نقاشات مكثفة خلال زيارة وفد سوداني رفيع المستوى، وتؤكد التزام البلدين بتعزيز التعاون العلمي والتقني.
دعم مصري ثابت لاستقرار السودان الشقيق
تأتي هذه الزيارة في مرحلة دقيقة يمر بها السودان، مما يعكس التزام مصر الثابت بدعم الشعب السوداني الشقيق في جهوده لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز قدراته العلمية والبحثية. أكد الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن استقرار السودان وتقدمه يُعد ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة بأسرها. وقد وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح الضحايا في الانزلاق الأرضي بمنطقة جبل مرة بوسط دارفور، في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات. تأتي هذه الزوجة بتوجيهات من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لتعزيز أواصر التعاون العلمي والبحثي بين المؤسسات المصرية ونظيراتها بالدول الشقيقة.
مسيرة تعاون ناجحة وآفاق مستقبلية واعدة
خلال اللقاء، استعرض القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إنجازات التعاون المشترك السابق، والذي أثمر عن مشروعات بارزة مثل إنشاء الشبكة السودانية لرصد الزلازل وتنفيذ دراسات مشتركة في مجال المخاطر الجيولوجية والمسوح الجيوفيزيقية. من جانبه، أشار الدكتور إسلام أبو المجد، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، إلى حرص الهيئة على التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية لتحقيق مردود اقتصادي واجتماعي يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمواطنين. وأعرب وزير المعادن السوداني عن تقديره العميق للدور المصري في دعم السودان، مؤكدًا أهمية الاعتماد على العلم والمعرفة في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتأهيل الكوادر البشرية السودانية لاستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية. كما أكد الجيولوجي أحمد هارون التوم، رئيس الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية السودانية، استمرار التعاون الناجح رغم التحديات، بما في ذلك خلال فترة الحرب، داعيًا إلى تعزيز هذا الزخم في المرحلة المقبلة.
الجهات المشاركة في التحالف الاستراتيجي وأهدافه الطموحة
يهدف التحالف الاستراتيجي المقترح إلى وضع خارطة طريق متكاملة لتنفيذ مشاريع مشتركة طموحة، تسهم بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية المستدامة في البلدين الشقيقين، وتعزيز مكانتهما الريادية على المستويين الإقليمي والقاري. يضم هذا التحالف نخبة من المؤسسات البحثية والشركات المتخصصة:
- من الجانب المصري:
- المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
- الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء.
- مركز بحوث وتطوير الفلزات.
- من الجانب السوداني:
- الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية.
- شركة سودامين.
- ممثلين عن وزارة المعادن.
أنشطة الزيارة وتكريم الكوادر السودانية
تضمنت الزيارة مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي بدأت بعقد اجتماع تنسيقي موسع ناقش آفاق التعاون المستقبلي وتفعيل المشاريع المشتركة، استكمالًا لمسيرة التعاون الناجحة بين الجانبين. كما زار الوفد المركز الإفريقي للحد من آثار الكوارث التابع للمعهد، وهو مركز تميز بالاتحاد الإفريقي، حيث استمع الوفد لعرض قدمه الدكتور محمد الجابري، مدير المركز، حول أنشطة المركز وإسهاماته في التنمية المستدامة والحد من المخاطر الطبيعية وبناء القدرات الإفريقية، ومن ضمنها تدريب الكوادر السودانية. وشهدت الزيارة أيضًا تكريم مجموعة من منسوبي الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية السودانية، الذين اجتازوا بنجاح برامج تدريبية متخصصة بالمعهد، مما يؤكد عمليًا أهمية بناء القدرات وتبادل المعرفة والخبرات العلمية بين البلدين.