حصاد غير مسبوق في 8 سنوات.. كيف نجح الخطيب في قيادة الأهلي نحو البطولات والتطوير المؤسسي؟
شهدت فترة رئاسة الكابتن محمود الخطيب للنادي الأهلي، منذ أواخر عام 2017، طفرة غير مسبوقة على المستويين الرياضي والإداري، أعادت القلعة الحمراء إلى منصات التتويج محليًا وقاريًا وعالميًا. ورغم التحديات، نجح “بيبو” في بناء أسس قوية للتطوير المؤسسي والاقتصادي لنادي القرن الأفريقي، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز قادة النادي قبل اعتذاره عن الترشح مجددًا.
إنجازات الأهلي الرياضية في عهد الخطيب: أرقام قياسية تاريخية
على الصعيد الكروي، قاد الكابتن محمود الخطيب الأهلي لتحقيق سلسلة من الألقاب الكبرى، ليرسخ مكانة النادي كأكثر الأندية الأفريقية تتويجًا. فقد توج الأهلي بدوري أبطال أفريقيا أربع مرات تحت قيادته، ليصل إجمالي ألقابه في البطولة إلى رقم قياسي تاريخي بلغ 12 لقبًا. كما هيمن الفريق على البطولات المحلية، وحقق إنجازات عالمية غير مسبوقة.
البطولة | عدد الألقاب في عهد الخطيب |
دوري أبطال أفريقيا | 4 ألقاب (2020، 2021، 2023، 2024) |
الدوري المصري الممتاز | 6 ألقاب (منها 2018/2019، 2023/2024) |
كأس مصر | 3 ألقاب |
كأس السوبر المصري | 6 ألقاب |
كأس السوبر الأفريقي | 2 لقب |
كأس العالم للأندية | 3 ميداليات برونزية |
كأس القارات (إنتر كونتيننتال) | 1 لقب |
ولم تقتصر الإنجازات على فريق كرة القدم الأول، بل امتدت لتشمل الألعاب الأخرى، حيث حقق الأهلي سيطرة لافتة على بطولات السلة والطائرة واليد على المستويين المحلي والأفريقي. هذا التفوق الرياضي الشامل يعكس نجاح الإدارة في توفير الدعم المالي والفني اللازم، وتطوير البنية التحتية لجميع فرق النادي.
القلعة الحمراء تحضر عالمياً وتنجح أوروبياً
من أبرز ملامح فترة الكابتن الخطيب هو الحضور العالمي المتزايد للأهلي، حيث شارك في كأس العالم للأندية ثلاث مرات متتالية بين عامي 2020 و 2022، محققًا الميدالية البرونزية في ثلاث مناسبات متتالية. هذا الإنجاز غير المسبوق رسخ صورة النادي كأحد أبرز ممثلي القارة الأفريقية في المحافل الدولية. كما ارتبط اسم الأهلي بمدربين كبار خلال هذه الفترة، مثل بيتسو موسيماني الذي قاد الفريق لتحقيق إنجازات قارية وعالمية، ومارسيل كولر الذي حقق الثنائية المحلية والقارية في موسم واحد.
تطوير شامل للبنية التحتية والمؤسسية للنادي الأهلي
تجاوز عمل الكابتن الخطيب الجانب الرياضي ليشمل تطويرًا مؤسسيًا شاملًا. فقد شهدت فترته إنشاء وتطوير العديد من المنشآت العملاقة، كان أبرزها الفرع الجديد للنادي في مدينة الأقصر، والتوسع في فرع الشيخ زايد، إلى جانب تطوير المقر التاريخي بالجزيرة. هذه المشروعات لم تقتصر على تحسين صورة النادي فحسب، بل فتحت آفاقًا استثمارية جديدة ساهمت في تعزيز موارده المالية.
ولمواكبة أساليب الإدارة الحديثة عالميًا، أسس الخطيب شركة الأهلي لكرة القدم لتكون الذراع الاستثماري للنادي في إدارة فريق الكرة باحترافية. كما تم تأسيس شركات أخرى مثل شركة المنشآت الرياضية وشركة الخدمات الإعلامية، بهدف تحديث الهيكل الإداري للنادي وتعزيز استدامته.
تعزيز الاستقرار المالي والإعلامي للأهلي
حرص الكابتن محمود الخطيب ومجلس إدارته على تعزيز الموارد المالية للنادي من خلال التعاقد مع رعاة كبار وتحقيق عوائد مالية ضخمة من حقوق المتابعة والإعلانات. كما أولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير المنظومة الإعلامية للنادي، عبر قناة الأهلي والمنصات الرقمية المختلفة، وذلك بهدف تلبية تطلعات الجماهير وتوسيع قاعدة الانتشار الجماهيري للنادي.
تحديات واجهت رئاسة الخطيب في الأهلي
على الرغم من هذه النجاحات الباهرة، لم تخلُ فترة رئاسة الخطيب من التحديات. فقد واجه انتقادات في بعض الأحيان بسبب تراجع نتائج الفريق في مواسم معينة، وشهدت علاقته مع بعض المنافسين توترات حادة داخل الوسط الرياضي. لكن في المجمل، نجح الكابتن الخطيب في الحفاظ على استقرار النادي الأهلي وتثبيت صورته ككيان رائد يقود الرياضة المصرية والأفريقية.
إرث محمود الخطيب: بصمة لا تُمحى في تاريخ الأهلي
بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على توليه الرئاسة، ترك الكابتن محمود الخطيب بصمة لا تُمحى داخل القلعة الحمراء. فقد جمع بين الإنجازات الرياضية الملموسة والتطوير الإداري طويل الأمد، ليؤكد أن الأهلي ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل مؤسسة رياضية واجتماعية واقتصادية متكاملة. وبينما يترقب الجميع مستقبل النادي بعد قراره الأخير بالاعتذار عن الترشح في الانتخابات المقبلة، فإن إنجازاته ستبقى شاهدة على فترة ذهبية في تاريخ أكبر أندية القارة السمراء، عززت من مكانته كأكبر أندية أفريقيا والشرق الأوسط.