توجيهات حاسمة من عالم بالأوقاف.. مسؤولية الزوجين هي الركيزة الأولى لاستقرار الأسرة والمجتمع
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، على الدور المحوري للزوج والزوجة في بناء أسرة قوية ومترابطة، مشدداً على أن البيت هو خط الدفاع الأول للمجتمع، والأساس الذي يرتكز عليه استقرار الأمم وتماسكها. جاء ذلك خلال حواره في برنامج “منبر الجمعة” على قناة الناس، حيث بيّن أن تحمل المسؤولية المشتركة يغرس القيم الإيجابية في الأبناء ويصنع جيلاً صالحاً.
دور الزوجين المحوري في بناء الأسرة المستقرة
أوضح الدكتور أيمن أبو عمر أن الأسرة تشبه سفينة تحتاج إلى تضافر جهود جميع أفرادها، بدءاً من الزوجين، للوصول بها إلى بر الأمان. شدد على أن القدوة الحسنة داخل البيت أمر أساسي، فالزوجان ينبغي أن يكونا نموذجاً يحتذى به في التعامل الراقي والصبر وحسن الأخلاق. وأضاف أن التكامل في تحمل المسؤوليات هو السبيل الأمثل، لا الصدام، بحيث يديران أي خلافات بحكمة أمام أبنائهما لترسيخ قيم الحوار والاحترام في نفوسهم.
تربية الأبناء على المسؤولية: أسس بناء جيل صالح
بيّن أبو عمر أن تربية الأبناء على تحمل المسؤولية تعني غرس قيم نبيلة فيهم، تمكنهم من أن ينشأوا على:
- حب الآخرين واحترامهم.
- الإسهام الفعال في إعمار الأرض وتنميتها.
- الابتعاد عن التنمر أو السخرية أو الانتقاص من الآخرين.
وأكد أن هذه التربية المتوازنة هي التي تصنع جيلاً صالحاً يعيش في طمأنينة وأمان، ويسهم بفاعلية في بناء مجتمعه.
القدوة النبوية في تحمل مسؤولية الأسرة
قدم الدكتور أبو عمر مثالاً خالداً من بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام، ليبرز كيف تحملت الأسرة بأكملها مسؤوليتها في موقف عظيم. فعندما رأى الخليل في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل، شارك الابن في تحمل هذه المسؤولية قائلاً: «يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين». كما أظهرت السيدة هاجر ثباتاً وإيماناً راسخاً عندما أيقنت أن الأمر من عند الله. كانت هذه الأسرة نموذجاً متكاملاً جسدت أروع معاني المسؤولية ابتغاء مرضاة الله تعالى.
أثر مسؤولية الأسرة على تماسك المجتمع
شدد الدكتور أيمن أبو عمر على أن أي تقصير من الأب والأم في أداء مسؤولياتهما تجاه بعضهما وتجاه أبنائهما، سيؤثر سلباً على جودة الجيل الجديد الذي ينشأ. وأشار إلى أن مقدار تحمل الزوجين لمسؤولياتهما ينعكس أثره الطيب والإيجابي على المجتمع كله، مؤكداً أن الأسرة الواعية بمسؤولياتها هي اللبنة الأساسية في بناء مجتمع قوي ومترابط وقادر على مواجهة التحديات.