بعد 20 عامًا من النجاح.. جنات: ردود فعل “ألوم على مين” فاقت كل توقعاتي.. وهذا سر “النص اللي يخص”
أكدت المطربة جنات نجاح ألبومها الجديد “ألوم على مين” الذي يضم 9 أغنيات صيفية متنوعة، مشيرة إلى أن الجمهور تفاعل بشكل لافت مع أغنية “النص اللي يخص” التي اعتبرتها امتدادًا طبيعيًا لمسيرتها. وتحدثت جنات عن أهمية الألبوم كرهان حقيقي للفنان، ودور الملحن الراحل محمد رحيم في اكتشاف هويتها الفنية، ومواجهتها للتحديات بين حياتها كأم وفنانة.
تفاصيل ألبوم “ألوم على مين” وكواليس الاختيار
كشفت المطربة جنات عن كواليس إعداد ألبومها الأخير “ألوم على مين”، مؤكدة أنه يضم تسع أغنيات متنوعة، أغلبها ذات طابع سريع ومبهج وصيفي، اختيرت بعناية كبيرة لتعكس روح الموسيقى المعاصرة. وأشارت إلى أن أغنية “النص اللي يخص” لم تكن محور تركيزها الأول، لكن تفاعل أصدقائها الشديد معها غيّر هذه النظرة، معتبرة إياها جسرًا يربط بين حاضرها وأغنيتها الشهيرة “بحبك يا حبيبي” التي طرحتها قبل عقدين من الزمان. وأضافت أن قرار اختيار “النص اللي يخص” كأول أغنية جاء بناءً على رأي الأغلبية من المحيطين بها، حيث وجدوا فيها بساطة وعمقًا إنسانيًا سهل الحفظ والتفاعل. وعن مدة العمل، ذكرت جنات أن الألبوم استغرق حوالي عام من التحضير المتقطع، حيث سجلت في البداية أربع أو خمس أغنيات، ثم عادت لتكمل الباقي لتتمكن من طرح الألبوم كاملاً خلال شهر واحد، واصفة التجربة بالمجهدة والممتعة في آن واحد.
جنات: الألبوم هو الرهان الحقيقي والمنافسة صحية
وفي سياق حديثها عن رؤيتها الفنية، شددت جنات على أن الألبوم هو الملعب والرهان الحقيقي لأي مطرب، بخلاف أغاني السنجل التي كانت تُفرض عليها وعلى الفنانين من قِبل الشركات في فترات سابقة. وأوضحت أن جمهورها اعتاد على تقديمها لألبومات كاملة تضم عددًا كبيرًا من الأغاني بعد جهد وعمل مكثف، مما يجعل عودة فكرة الألبوم مصدر سعادة كبيرة لها. وعن طرح الألبوم وسط زحام الإصدارات، أكدت جنات أنها ترى المنافسة أمرًا صحيًا وضروريًا للغاية، فهي تدفع الفنان نحو التطور المستمر والبحث عن التميز. بل إنها استفادت من تأخر ألبومها في رؤية ما قدمه زملاؤها، مما أضاف لها خبرة وقيمة. وأعربت عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية التي فاقت توقعاتها، وتصدر أغاني الألبوم للتريند على منصات مثل يوتيوب وتويتر، والأهم هو ارتباط الجمهور بالأغاني وحفظهم لها.
تترات المسلسلات: تمثيل بالصوت وبوابة للجمهور
ولم يقتصر نجاح جنات على الألبومات الغنائية، بل امتد ليشمل تترات المسلسلات، والتي وصفتها بأن لها طبيعة خاصة جدًا. وقالت إنها ترى فيها “تمثيلاً بالصوت”، حيث يتوجب على المطرب أن ينقل إحساس القصة والشخصيات وكأنه جزء منها. وأضافت أن تجاربها الناجحة في تترات مسلسلات مثل “حكايات وبنعشها” و”زهرة وأزواجها الخمسة” رسخت مكانتها كمطربة تترات متميزة، وساهمت في وصولها لشريحة أوسع من الجمهور العربي. وأشارت إلى أن الغناء لهذه التترات قرّبها من فكرة التمثيل وقلل من خوفها السابق، وجعلها تعيش التجربة من زاوية مختلفة. ومع ذلك، فهي لا تتعجل خطوة التمثيل الأولى، مؤكدة أنها تبحث عن عمل متكامل يضمن لها النجاح من حيث السيناريو والإنتاج وجميع العناصر الفنية.
الملحن الراحل محمد رحيم: مدرسة فنية وصانع هوية
وفي لفتة مؤثرة، تحدثت جنات عن علاقتها بالملحن الراحل محمد رحيم، واصفة إياه بـ “المدرسة الفنية الكاملة” وفنان استثنائي سابق لعصره. وأكدت أنه كان له الفضل الأكبر في اكتشاف الشكل الموسيقي الذي يناسبها، وفي تغيير مسارها الفني بالكامل من الميل للطرب الصرف إلى تجربة ألوان جديدة. وأوضحت أن رحيم هو من قدّمها للجمهور في أغنيات خالدة مثل “بحبك يا حبيبي” و”تمنني” و”اللي بيني وبينك”، وهو الذي صاغ شخصيتها الفنية المعروفة اليوم. وعبرت عن حزنها العميق لرحيله، مؤكدة أنها تشعر بالامتنان والديْن له طوال حياتها، وأن غيابه يمثل خسارة فادحة للوسط الفني بأكمله.
جنات الأم والمطربة: وجهان لشخصية واحدة
واختتمت جنات حوارها بالحديث عن التناقض بين شخصيتها كأم وشخصيتها كمطربة، قائلة إن جنات الأم إنسانة حساسة وضعيفة أحيانًا، قد تشعر بالهزيمة أمام تحديات بسيطة نظرًا لثقل مسؤولية الأمومة. في المقابل، تظهر جنات المطربة على المسرح قوية ولا تخاف، تواجه الصعوبات بطاقة كبيرة وحضور لافت. وأبدت دهشتها من قدرتها على تجسيد شخصيتين مختلفتين تمامًا، معتبرة أن هذا التوازن ربما هو ما يمنحها القوة للاستمرار في مسيرتها الفنية والحياتية.