السر وراء أسعد الأسر.. خبيرة العلاقات سماح عبد الفتاح تكشف فن اختيار التوقيت أساساً للاستقرار وتجنب الطلاق الصامت
أكدت الاستشارية الأسرية سماح عبد الفتاح أن التوقيت السليم هو حجر الزاوية في استقرار العلاقات الأسرية، مشيرة إلى أن اختيار الوقت المناسب لإظهار الاهتمام أو حل الخلافات يمكن أن يعزز قيمة الموقف بشكل كبير أو يفقده معناه بالكامل. وشددت عبد الفتاح على أن إهمال هذا الجانب الحيوي يؤدي إلى تراكم الفجوات الصغيرة التي تهدد ديمومة العلاقة الزوجية، محذرة من الوصول إلى ما يسمى “الطلاق الصامت”.
أهمية التوقيت في بناء العلاقات الزوجية المستقرة
تؤثر التوقيتات بشكل مباشر على قيمة المواقف الإنسانية داخل الأسرة. فأي فعل مهما كان عظيماً قد يفقد بريقه إذا لم يتم في وقته الصحيح، مثل تقديم هدية بعد المناسبة أو محاولة حل خلاف في وقت متأخر جداً. هذه التفاصيل الصغيرة تتراكم لتحدث فجوات قد تتحول مع مرور الوقت إلى مشكلات كبيرة تهدد استقرار الأسرة وتهدم جسور المودة بين الزوجين.
الحوار المفتوح يمنع سوء الفهم في الأزمات
غياب الكلمة الطيبة أو الموقف الداعم في لحظات الأزمة قد يرسل رسائل خاطئة تُفهم على أنها قلة اهتمام أو عدم تقدير، حتى لو كان لدى الطرف الآخر مبررات قوية كضغوط مادية أو صحية. هنا يبرز دور الحوار المفتوح والصريح الذي يعد صمام أمان يمنع سوء التفاهم ويفتح المجال للتسامح والاحتواء. إنه يتيح للطرفين فهم ظروف بعضهما البعض وتقديم الدعم في الوقت المناسب.
فن إدارة الخلافات الزوجية بالتوقيت الصحيح
تُعدّ إدارة الخلافات بذكاء هو ما يميز العلاقات الزوجية الناجحة عن غيرها. اختيار التوقيت المناسب للنقاش هو “نجم التعاملات” في الخلافات الزوجية. تأجيل النقاش عند احتدام الانفعالات والغضب يمنع تصعيد المشكلة ويفتح المجال لمعالجتها بهدوء ورزانة. حتى الابتسامة البسيطة أو التعليق اللطيف يمكن أن يخفف حدة النقاش إذا جاء في وقته الصحيح، لكنه قد يُفهم كاستهزاء أو تقليل من شأن المشكلة إذا قيل في ذروة الغضب.
نصائح لتعزيز الروابط الأسرية وفهم التوقيتات
لتقوية العلاقات الزوجية وتجاوز الأزمات بفعالية، تقدم الاستشارية الأسرية مجموعة من النصائح الهامة:
- استثمار السنوات الأولى من الزواج لدراسة طباع بعضكما البعض والتعرف على التوقيتات التي تساعد على تجاوز الخلافات.
- مراعاة الحالة الجسدية والذهنية للطرفين قبل الدخول في أي نقاش، فالحوار بعد يوم طويل من التعب لا يحقق نتائج إيجابية.
- استقبال الشريك بابتسامة ودعم عاطفي لحظة عودته للمنزل يساهم في تقوية المشاعر الإيجابية وتعزيز المودة.
- تجنب إهمال التفاصيل الصغيرة، فهي تتراكم لتُحدث فجوات كبيرة يصعب ردمها لاحقاً.
خطر الطلاق الصامت ودور التوقيت في تجنبه
حذرت سماح عبد الفتاح من ظاهرة “الطلاق الصامت” الذي ينشأ نتيجة تراكم الإهمال المستمر في التفاصيل الحياتية الصغيرة. وأكدت أن ضبط التوقيت في العلاقات الزوجية ليس مجرد إدارة للوقت اليومي، بل هو إدارة عميقة لقيمة العلاقة ومشاعر الحب والرحمة المتبادلة بين الزوجين. فالتوقيت السليم هو مفتاح الحفاظ على الجسور العاطفية ومنع تآكلها، مما يضمن استمرار الحياة الزوجية في بيئة من التفاهم والتقدير المتبادل.