لأول مرة.. طبيبة بيطرية تكشف حقائق خطيرة عن الكبدة المستوردة وتحذر من تناولها لهذه الأسباب

أكدت الدكتورة سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد بهيئة الخدمات البيطرية، أن الاعتقاد السائد بكون الكبد مخزناً لسموم الجسم هو مفهوم خاطئ تماماً. وشددت على أن الدور الحقيقي للكبد هو العمل كمصفاة حيوية فائقة الكفاءة لتنقية الجسم من هذه المواد الضارة. وفي الوقت نفسه، حذرت الدكتورة نوح فئات معينة من الإفراط في تناول الكبدة، مثل النساء الحوامل ومرضى القلب والنقرس، بالرغم من قيمتها الغذائية العالية ككنز من الفيتامينات والمعادن.

الكبدة ليست مخزناً للسموم: توضيح علمي لوظيفة الكبد

لطالما سادت فكرة خاطئة بين الكثيرين بأن الكبدة تقوم بتخزين السموم في الجسم، وهو ما نفته الدكتورة سماح نوح بشكل قاطع. أوضحت الدكتورة أن وظيفة الكبد الأساسية ليست الاحتفاظ بالمواد الضارة داخل أنسجته، بل هو مصنع كيميائي حيوي يعمل على معالجة هذه السموم وتحويلها إلى مركبات غير مؤذية. يقوم الكبد باستقبال المواد الضارة ويجري عليها تحويلات كيميائية معقدة لتصبح مواد يسهل على الجسم التخلص منها وإخراجها نهائياً عبر مسارات الإخراج الطبيعية كالتعرق أو البول أو البراز. وبهذا يضمن الكبد سلامة الجسم من تراكم المواد السامة أو بقائها داخله.

الفوائد الصحية للكبدة وقيمتها الغذائية العالية

تُعد الكبدة مصدراً غذائياً استثنائياً يزخر بالعديد من العناصر الضرورية لصحة الإنسان بشكل عام. فهي غنية بشكل خاص بفيتامين B12، الذي يلعب دوراً محورياً في بناء خلايا الدم الحمراء السليمة وفي تركيب الحمض النووي (DNA) بالجسم. كما تحتوي الكبدة على مستويات ممتازة من فيتامين A الضروري جداً لدعم صحة العينين وتقوية الإبصار، بالإضافة إلى دوره في تعزيز وظائف العديد من الأعضاء الحيوية كصحة القلب والكلى. ولا ننسى فيتامين B2 (الريبوفلافين) الذي يعتبر حاسماً لعمليات نمو الخلايا وتجديدها في الجسم بشكل مستمر. وتتميز الكبدة أيضاً بمحتواها العالي من البروتين الذي يدعم بناء العضلات والأنسجة، والحديد سهل الامتصاص الذي يعد حليفاً قوياً في مكافحة فقر الدم والوقاية منه. وبالمقارنة مع العديد من أصناف اللحوم الحمراء الأخرى، تقدم الكبدة هذه القيمة الغذائية الكبيرة بعدد سعرات حرارية أقل نسبياً، مما يجعلها خياراً صحياً لتعزيز التغذية المتوازنة.

فئات يجب أن تتجنب الكبدة أو تحد من تناولها بحذر شديد

على الرغم من القيمة الغذائية العالية التي تقدمها الكبدة، إلا أن الدكتورة سماح نوح شددت على ضرورة توخي الحذر الشديد عند تناولها من قبل بعض الفئات المحددة التي قد تتأثر سلباً ببعض مكوناتها.
تُعد النساء الحوامل، خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من الفئات التي يُنصح بتجنب الكبدة أو تقليل تناولها بشكل كبير. وذلك لاحتوائها على نسبة مرتفعة جداً من فيتامين A في صورته النشطة، والتي قد تشكل خطراً محتملاً على تطور الجنين في مراحله الأولى والحساسة.
كما وجهت الدكتورة نوح تحذيراً خاصاً لمرضى القلب، ناصحة إياهم بعدم الإفراط في تناولها بسبب محتواها العالي من الكوليسترول، الذي قد يؤثر سلباً على صحتهم القلبية الوعائية ويزيد من مخاطر الأمراض المرتبطة به.
ولم يغفل التحذير مرضى النقرس، حيث أن الكبدة تحتوي على نسبة عالية من البيورينات التي تتحول في الجسم إلى حمض اليوريك. وبالتالي فإن الإكثار من تناول الكبدة يمكن أن يساهم في زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض النقرس المؤلمة.

نصائح لضمان تناول الكبدة بأمان والاستفادة القصوى منها

للاستمتاع بفوائد الكبدة الغذائية المتعددة وتجنب أي مخاطر صحية محتملة، قدمت الدكتورة سماح نوح مجموعة من الإرشادات الهامة والعملية التي يجب اتباعها بعناية:

• **اختيار مصدر موثوق:** يجب الحرص على شراء الكبدة من مصادر معروفة وموثوقة لضمان جودتها وسلامتها، والتأكد من أنها تبدو طازجة ونظيفة وخالية من أي علامات مرضية واضحة أو تغير في اللون والرائحة.
• **الطهي الكامل والجيد:** من الضروري جداً طهي الكبدة بشكل كامل وجيد حتى نضوجها التام. هذا يضمن القضاء على أي بكتيريا أو مسببات أمراض قد تكون موجودة فيها، مما يحمي من التسمم الغذائي ويضمن سلامة المستهلك.
• **تعزيز القيمة الغذائية والنكهة:** لا تتردد في إضافة الخضروات المتنوعة مثل البصل والفلفل والطماطم عند تحضير الكبدة. هذه الإضافة لا تعزز النكهة الشهية للطبق فحسب، بل ترفع أيضاً من قيمته الغذائية بشكل ملحوظ، كما أن إضافة بعض التوابل كالحبهان يمكن أن يضفي عليها مذاقاً مميزاً.

بتطبيق هذه النصائح الهامة، يمكن الاستمتاع بوجبة الكبدة المغذية واللذيذة بأمان، والاستفادة من جميع عناصرها الغذائية القيمة لصحة الجسم وحيويته.