صدمة اعتزال فان باستن… طبيب ميلان يكشف السر والندم الأكبر
أعرب رودولفو تافانا، طبيب نادي ميلان الإيطالي المخضرم، عن ندمه العميق على القرار الطبي الذي أنهى المسيرة الكروية للأسطورة ماركو فان باستن في عمر الحادية والثلاثين، حيث يرى أن تدخلًا جراحيًا كان غير مجدٍ أفقده سنوات لعب إضافية، وهو ما يمثل نقطة سوداء في مسيرته المهنية التي شهدت الكثير من التحديات خلف الكواليس.
يُعد النجم الهولندي ماركو فان باستن، الذي قاد منتخب الطواحين وفريق ميلان الإيطالي في ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، أحد أبرز الأمثلة على الاعتزال المبكر بسبب الإصابات التي لم يستطع الأطباء علاجها بشكل فعال وقتها، حيث حصد الكرة الذهبية ثلاث مرات أعوام ١٩٨٨ و١٩٨٩ و١٩٩٢ قبل أن ينهي مسيرته فجأة عام ١٩٩٥ وهو في أوج عطائه بعمر ٣١ عامًا.
الطبيب رودولفو تافانا يكشف تفاصيل اعتزال ماركو فان باستن
أبدى الدكتور رودولفو تافانا اعتراضه الصريح على إجراء أول عملية جراحية لنجم كرة القدم الهولندية ماركو فان باستن، مؤكدًا أنها كانت “غير مجدية” وأن الحفاظ على الغضروف المتبقي كان ليمنحه فرصة ذهبية لمواصلة اللعب ثلاث سنوات إضافية على أعلى مستوى تنافسي، الأمر الذي كان سيغير مجرى تاريخ اللعبة بلا شك.
«الجراح الذي أجرى العملية أراد تنظيف الغضروف المتبقي، لكنني نصحته بعدم إزالة هذا الجزء الحيوي للحماية من التآكل، خشية أن تصبح الركبة ضعيفة وغير قادرة على تحمل اللعب مستقبلاً»، يوضح تافانا، مضيفًا أن هذا الخطأ الطبي يمثل «أكبر ندم في مسيرته المهنية الطويلة»، وهو ما يؤكد حساسية القرارات الطبية في الرياضة.
يؤكد رودولفو تافانا أن كرة القدم تتجاوز مجرد الألقاب والأهداف، لتصبح مجموعة من القصص الإنسانية التي تدور خلف الكواليس وتتطلب قرارات مصيرية معقدة، فكثيرًا ما تُخاض معارك حقيقية وواقعية بعيدًا عن أضواء الملاعب، سواء في المستشفيات أو غرف العلاج أو حتى في غرفة تبديل الملابس، وهو ما يجعلها أعمق من مجرد لعبة.
تجدر الإشارة إلى أن ماركو فان باستن لم يتمكن من المشاركة في أي مباراة خلال موسمي ١٩٩٣-١٩٩٤ و١٩٩٤-١٩٩٥، بسبب تدهور حالته الصحية والإصابات المتكررة التي أنهت مشواره الكروي اللامع مبكرًا جدًا، وهو ما يبرز قسوة الإصابات على مسيرة أساطير اللعبة.
عند تتويجه بالكرة الذهبية للمرة الثالثة عام ١٩٩٢، أصبح الدولي الهولندي ثالث لاعب فقط يحقق هذا الإنجاز التاريخي بعد مواطنه يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني، لكن بالنظر إلى حجم إنجازات ماركو فان باستن، يظهر جليًا أنها لا تعبر عن مسيرة لاعب اضطر لتعليق حذائه وهو في نهاية عقده الثاني، مما يجعله رمزًا للموهبة الضائعة بسبب الإصابات والاعتزال المبكر.