عام كامل مر على وداعه.. هل يظل إرث إيهاب جلال هو البوصلة الحقيقية للكرة المصرية؟
تحل اليوم، الخميس 11 سبتمبر، الذكرى السنوية الأولى لرحيل إيهاب جلال، المدير الفني البارز الذي قاد أندية ومنتخب مصر، بعد صراع قصير مع المرض. ترك جلال خلفه إرثًا تدريبيًا مميزًا ومسيرة حافلة، شهدت بصمات واضحة على الكرة المصرية رغم التحديات الصحية التي واجهته في أيامه الأخيرة.
إيهاب جلال: مسيرة تدريبية حافلة في الكرة المصرية
يُعد إيهاب جلال من أبرز المدربين المصريين خلال العقدين الماضيين، حيث خاض مسيرة تدريبية متنوعة وشغلت مسيرته اهتمام العديد من الأوساط الرياضية. قاد إيهاب جلال خلالها 10 أندية مختلفة، ما بين الفرق الجماهيرية الكبيرة التي تحمل ضغوطًا هائلة، وأخرى من الفئة المتوسطة والصغيرة، مما أكسبه خبرة واسعة في التعامل مع مختلف الظروف والتحديات.
- الزمالك
- بيراميدز
- المصري
- الإسماعيلي
- إنبي
- مصر المقاصة
- فاركو
- أهلي طرابلس (ليبيا)
- كهرباء الإسماعيلية
- تليفونات بني سويف
أرقام مميزة وإنجازات إيهاب جلال
على مدار 335 مباراة في مشواره التدريبي، نجح إيهاب جلال في تحقيق أرقام تعكس قدرته على ترك بصمة واضحة مع مختلف الفرق التي تولى مسؤوليتها، سواء على مستوى تطوير الأداء الفني أو تحقيق النتائج. تبرز هذه الأرقام قدرة جلال على المنافسة وتقديم مستويات جيدة حتى مع الفرق التي لا تمتلك الإمكانيات الكبيرة.
المباريات الكلية | عدد الانتصارات | عدد التعادلات | عدد الهزائم |
335 | 147 | 86 | 102 |
يبقى الإنجاز الأبرز الذي ارتبط باسم إيهاب جلال هو قيادته لفريق مصر المقاصة لاحتلال وصافة الدوري المصري الممتاز، في واحدة من أنجح المغامرات للأندية غير الجماهيرية في تاريخ المسابقة. لم يكتفِ بذلك، بل قادهم أيضًا للمشاركة في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وهو إنجاز وصفه الكثيرون بالمعجزة التدريبية التي أكدت قدراته الفنية الفائقة.
تجربة إيهاب جلال مع المنتخب الوطني
رغم قصرها، تبقى محطة المنتخب الوطني واحدة من أهم محطات إيهاب جلال في مسيرته الكروية. فقد قاد “الفراعنة” في 3 مباريات فقط. حقق خلالها الفوز على غينيا بهدف نظيف، قبل أن يتلقى هزيمتين، الأولى كانت أمام إثيوبيا في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، والثانية أمام كوريا الجنوبية وديًا برباعية مقابل هدف. ورغم الانتقادات التي وُجّهت إليه آنذاك بسبب النتائج، ظل إيهاب جلال محتفظًا بهدوئه واتزانه، ولم يشتكِ يومًا من قلة الوقت أو صعوبة المهمة، مكتفيًا بالصمت والمضي قدمًا، وهو ما يعكس شخصيته المتزنة والمختلفة عن كثير من أبناء جيله من المدربين.
إيهاب جلال
المرض يوقف المسيرة التدريبية للمدرب الراحل
في الأشهر الأخيرة من حياته، قلّ ظهور إيهاب جلال الإعلامي والرياضي بعدما دخل في معركة صعبة مع المرض، خضع خلالها لثلاث عمليات جراحية دقيقة في محاولة لإنقاذ حالته الصحية. لكن المرض لم يُمهله طويلًا، ليرحل سريعًا تاركًا حزنًا كبيرًا في قلوب لاعبيه وزملائه والجماهير التي طالما احترمته وقدرت مسيرته الكروية الحافلة.
إرث كروي خالد للمدرب إيهاب جلال
إيهاب جلال لم يكن مجرد مدرب يبحث عن البطولات والألقاب فحسب، بل كان مدرسة فكرية وفنية مختلفة في عالم التدريب. ربما لم تحفل خزائنه بالكؤوس والألقاب الكثيرة، لكن ما تركه من أثر فني واحترام متبادل مع اللاعبين والجماهير يكفي ليجعل اسمه حاضرًا في ذاكرة الكرة المصرية لسنوات طويلة قادمة. لقد كان رجلًا واجه العواصف بصمت، وعاش حياته بتواضع جم، ورحل تاركًا خلفه احترامًا وتقديرًا يصعب أن يناله الكثيرون في الوسط الرياضي، ليبقى إرثه محفورًا في سجلات المدربين المصريين.