تطور غير متوقع بعد عودته.. اقتحام منزل فضل شاكر في عين الحلوة يوقظ أزمات الماضي ويُشعل أزمة جديدة

شهد مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا اللبنانية توترًا أمنيًا كبيرًا إثر محاولة استهداف منزل الفنان فضل شاكر، وذلك على خلفية اعتراض مجموعات مسلحة على عودته للغناء. كادت الحادثة أن تتطور إلى اشتباكات، مما أعاد الجدل حول رحلة شاكر من النجومية الفنية إلى الانتماء لجماعات متشددة ثم عودته التدريجية إلى الساحة الغنائية.

تفاصيل محاولة استهداف منزل فضل شاكر في عين الحلوة

أفادت وسائل إعلام لبنانية بتجمع عدد من الشبان أمام منزل الفنان فضل شاكر، الواقع في حي المنشية داخل مخيم عين الحلوة، في محاولة لإحراقه. قاد الهجوم شخصان يُدعيان محمود منصور ومحمد جمال حمد، ويُعتقد أنهما ينتميان إلى جماعة “الشباب المسلم”. برر المهاجمون فعلتهم بأن ممارسة الغناء والفن داخل المخيم أمر مرفوض من وجهة نظرهم الدشدة. تصاعد التوتر سريعًا، لكن تدخل الجيران حال دون تفاقم الوضع ومنعوا المهاجمين من اقتحام المنزل وإضرام النيران فيه. تدخلت وساطات محلية لاحقًا لاحتواء الأزمة، كان أبرزها دور هيثم الشعبي، وهو شخصية بارزة ومطلوبة داخل المخيم، الذي عمل كوسيط لتهدئة الموقف بشكل مؤقت. يُتوقع أن يوقف فضل شاكر نشاطه الغنائي داخل المخيم بعد طرح ألبومه الجديد لتجنب المزيد من المشاكل.

اقرأ أيضًا: تردد جديد لقناة صدى البلد.. اضبط الآن بجودة SD و HD لأفضل إشارة

فضل شاكر: رحلة من النجومية الفنية إلى التشدد

لم يكن اسم فضل شاكر مجرد فنان عادي في العالم العربي، بل كان صوتًا مميزًا حقق نجاحًا باهرًا في مطلع الألفية الجديدة. وُلد شاكر في مدينة صيدا عام 1969، وبدأ مسيرته الفنية مبكرًا ليصبح نجمًا عربيًا محبوبًا بفضل أغانيه الرومانسية التي انتشرت على نطاق واسع. إلا أن حياته انقلبت تمامًا في عام 2013 عندما انضم إلى التيار المتشدد بقيادة الشيخ أحمد الأسير. شارك شاكر في مواقف علنية مؤيدة للأسير، مما أدخله في مواجهة مباشرة مع الدولة اللبنانية. بعد معارك عبرا الشهيرة بين جماعة الأسير والجيش اللبناني، صدر بحقه حكم غيابي بالسجن 22 عامًا بتهم دعم وتمويل مجموعات مسلحة.

الملف القضائي لفضل شاكر: أحكام وعودة للساحة الفنية

على الرغم من إسقاط بعض الأحكام القضائية الصادرة بحق فضل شاكر لاحقًا، إلا أن ملفه القضائي لا يزال يثير جدلاً واسعًا في لبنان. خلال فترة وجوده داخل مخيم عين الحلوة، ظل بعيدًا عن الأضواء، محاصرًا بقيود قانونية ونظرة المجتمع وذكريات نجومية فقدها فجأة. في عام 2018، أصدرت محكمة لبنانية حكمًا بسجنه 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، قبل أن يتم تخفيف هذا الحكم لاحقًا. ورغم عودته التدريجية للساحة الفنية من خلال إطلاق أغنيات جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن السؤال يظل مطروحًا: هل يمكن أن يستعيد فضل شاكر مكانته السابقة بعد كل هذه الأحداث؟

اقرأ أيضًا: عاجل.. نتنياهو ورئيس الأركان على شفا الصدام: تهديد بالاستقالة على خلفية خلافات حادة

عودة فضل شاكر للغناء: الفن في مواجهة أحكام الماضي

لم تمر عودة فضل شاكر إلى الغناء مرور الكرام. فقد وقع مؤخرًا عقدًا مع إحدى شركات الإنتاج لإصدار ألبوم جديد، وهو ما اعتبره البعض إشارة واضحة لرغبته في طي صفحة الماضي. لكن هذه العودة لم تلقَ قبولًا لدى الجماعات المتشددة داخل المخيم، التي رأت في الغناء خروجًا عن “التوبة” التي أعلنها سابقًا. بالنسبة لكثير من جمهوره، يظل صوت فضل شاكر جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية العربية التي لا تُمحى. لكن على الجانب الآخر، يرى منتقدوه أن عودته للغناء ما هي إلا محاولة لتلميع صورته بعد ماضيه المليء بالقضايا الأمنية والقضائية.

مخيم عين الحلوة: ساحة صراع بين الفن والتشدد الديني

مخيم عين الحلوة، الذي يقيم فيه فضل شاكر، ليس مجرد مكان للسكن، بل هو بيئة معقدة تتداخل فيها الأبعاد السياسية والأمنية والدينية بشكل كبير. عودة شاكر للغناء داخل هذا المخيم بالتحديد تفتح بابًا لصدام مباشر مع الجماعات التي تفرض رؤيتها الصارمة على سكانه. يؤكد الحادث الأخير أن قضية فضل شاكر أكبر من مجرد عودة فنان إلى الساحة الفنية، بل تتعلق بصراع رمزي بين مانشيت الشخصية في ممارسة الفن وبين التشدد الذي يسعى لفرض قيود على الحياة اليومية داخل المخيم.

اقرأ أيضًا: يوم مناسب لك.. توقعات حظ برج العذراء اليوم الإثنين 11 أغسطس