أرقام قياسية من أوروبا.. أورس فيشر هل يكون مدرب الأهلي المنتظر؟ مفاجأة بشأن المرشح الجديد لمقعد الأهلي الفني
يبرز اسم المدرب السويسري أورس فيشر بقوة على طاولة إدارة النادي الأهلي، ليصبح المرشح الأبرز لتولي القيادة الفنية للفريق خلفًا للمدرب الإسباني خوسيه ريفيرو الذي تمت إقالته مؤخرًا. يأتي هذا التحرك بعد تراجع نتائج الفريق بشكل ملحوظ في بطولة الدوري الممتاز، حيث لم يحقق الأهلي سوى فوز وحيد من أصل سبع مباريات رسمية قادها ريفيرو، مما دفع الإدارة للبحث عن مدرب جديد قادر على إعادة الانضباط والروح التنافسية.
إقالة ريفيرو: ضرورة ملحة لاستعادة الأهلي
لم يكن رحيل المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو مفاجئًا لجماهير النادي الأهلي، خاصة مع الأداء المتذبذب الذي قدمه الفريق تحت قيادته. فبعد أربع جولات في الدوري الممتاز، لم يتمكن الأهلي من تحقيق سوى فوز وحيد، وهو ما يعد بداية مخيبة للآمال لفريق بحجم طموحات النادي الأهلي. دفع هذا التراجع إدارة النادي لاتخاذ قرار سريع بإقالة ريفيرو قبل فترة التوقف الدولي، في خطوة تهدف إلى تصحيح المسار والبحث عن مدرب لديه القدرة على استعادة بريق الفريق. تجدر الإشارة إلى أن اسم المدرب البرتغالي باولو بينتو كان قد طرح بقوة في المفاوضات الأولية، قبل أن يظهر اسم المدرب السويسري أورس فيشر كخيار جاد، خصوصًا مع ارتباطه بوكيل اللاعبين دينو لامبرتي، وهو نفس وكيل المدرب السابق مارسيل كولر الذي حقق نجاحات كبيرة مع النادي الأهلي.
مسيرة أورس فيشر: خبرة أوروبية واسعة
يُعد أورس فيشر، البالغ من العمر 58 عامًا، واحدًا من أبرز المدربين السويسريين بفضل خبرته الطويلة وتجاربه المميزة في الملاعب الأوروبية. بدأ فيشر مسيرته التدريبية مع أندية سويسرية مثل زيوريخ وتون، قبل أن يتولى قيادة فريق بازل حيث حقق معه نجاحات لافتة، من أبرزها:
- التتويج بلقب الدوري السويسري في موسم 2016-2017.
- الفوز بلقب كأس سويسرا في نفس الموسم.
بعد تلك النجاحات، انطلق فيشر نحو تحدٍ جديد ومحطة فارقة في مسيرته التدريبية، عندما تولى تدريب فريق يونيون برلين الألماني عام 2018.
نجاحات أورس فيشر مع يونيون برلين وصعود تاريخي
مع يونيون برلين، صنع أورس فيشر تاريخًا استثنائيًا، حيث قاد الفريق لتحقيق إنجازات لم يكن يحلم بها عشاقه. أبرز هذه الإنجازات تشمل:
- الصعود بالفريق إلى الدوري الألماني الممتاز (البوندسليغا) لأول مرة في تاريخ النادي عام 2019، وهو ما اعتُبر إنجازًا غير مسبوق.
- إنهاء الموسم الأول في البوندسليغا في المركز الحادي عشر، مؤكدًا قدرة الفريق على المنافسة بين الكبار.
- تأهيل يونيون برلين للمشاركة في الدوري الأوروبي عام 2021 بعد احتلال المركز الخامس في البوندسليغا.
- تحقيق الإنجاز الأضخم بقيادة الفريق للمشاركة في دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه خلال موسم 2022-2023.
هذه النجاحات المتتالية جعلت من فيشر أحد أبرز المدربين في القارة الأوروبية، وقادرًا على بناء فرق قوية ومنافسة.
تحديات موسم 2023-2024 ورحيل فيشر من يونيون برلين
على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها، شهد موسم 2023-2024 تراجعًا حادًا في أداء يونيون برلين تحت قيادة أورس فيشر. فشل الفريق في تحقيق أي فوز على مدار 14 مباراة متتالية، مما أثر سلبًا على نتائج الفريق في الدوري الألماني والمسابقات الأوروبية. دفعت هذه الظروف فيشر لإنهاء رحلته مع النادي بعد خمس سنوات حافلة، ليترك وراءه إرثًا كرويًا صعب تكراره.
فلسفة أورس فيشر التدريبية وأسلوب قيادته
يُعرف المدرب السويسري أورس فيشر باعتماده على التنظيم الدفاعي الصارم، وقدرته على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم. يؤمن فيشر بضرورة التدرج التكتيكي الذي يتناسب مع إمكانيات اللاعبين المتاحة، ويدرك أهمية بناء فريق متوازن وقوي على الصعيدين الدفاعي والهجومي. تكشف تصريحاته عن شخصية هادئة لا تسعى للأضواء، حيث أكد في إحدى المقابلات أن “المشروع يجب أن يكون جذابًا، هذا هو الأهم بالنسبة لي، أما المكان فليس فارقًا”.
يُشتهر فيشر أيضًا بعلاقته القوية والخاصة مع لاعبيه. وصفه كريستوفر تريميل، قائد يونيون برلين السابق، بأنه “حوّل الأجواء داخل النادي إلى عائلة واحدة”. كما اعتبر المهاجم النيجيري تايو أونيي أن فيشر لعب دور الأب في مسيرته الكروية، مما يدل على قدرته على بناء علاقات إيجابية ومحفزة مع اللاعبين. بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يجد فيشر في هواية صيد الأسماس متنفساً له من ضغوط كرة القدم. كما يُعجب بمدربه السابق لوسيان فافر، الذي يعتبره “مهووسًا بالتفاصيل” ويستشهد به كنموذج مؤثر في مسيرته التدريبية.
أورس فيشر: الخيار الأمثل لقيادة الأهلي نحو الألقاب؟
اليوم، يجد النادي الأهلي نفسه أمام خيار مدرب يمتلك خبرة أوروبية كبيرة، ولديه القدرة على إدارة غرفة ملابس مليئة بالنجوم، وإعادة الانضباط التكتيكي للفريق الذي يبحث عن استعادة قوته القارية والمحلية. يمتلك أورس فيشر سجلًا حافلًا بالإنجازات والقدرة على بناء الفرق من الصفر، مما يجعله اسمًا مناسبًا لمشروع الأهلي الجديد إذا ما تم الاتفاق على كافة التفاصيل قريبًا.