قفزة جديدة.. أسعار النفط ترتفع عند الإغلاق وتتحدى التوقعات | التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط تفرض كلمتها

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل اليوم الأربعاء، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، بالإضافة إلى خطط أمريكية لفرض عقوبات جديدة على النفط الروسي. ومع ذلك، حدت زيادة المعروض في الأسواق العالمية من مكاسب الأسعار، مما يشير إلى حالة من عدم اليقين تسيطر على السوق.

ارتفاع أسعار النفط: برنت والخام الأمريكي يسجلان صعوداً

شهدت العقود الآجلة للنفط ارتفاعاً ملحوظاً عند تسوية تعاملات اليوم الأربعاء، حيث عززت التوترات العالمية والمخاوف بشأن الإمدادات من معنويات السوق. وقد جاء هذا الصعود بعد مكاسب طفيفة في التعاملات السابقة، قبل أن تتقلص بعض المكاسب الأولية.

وقد ارتفع الخامان القياسيان بنحو 2% في أعقاب الهجوم على قيادات حماس في الدوحة، لكنهما فقدا جزءاً كبيراً من هذه المكاسب في وقت لاحق من الجلسة.

توترات جيوسياسية متعددة تدعم صعود النفط

تلقى سوق النفط دعماً من سلسلة من الأحداث الجيوسياسية التي زادت من المخاوف بشأن استقرار الإمدادات، على الرغم من عدم وجود تهديد وشيك بقطعها في الوقت الحالي.

* أسهم الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة في تأجيج التوترات الإقليمية بالشرق الأوسط.
* تزايدت المخاوف الجيوسياسية مع إعلان بولندا، العضو في حلف الناتو، إسقاط طائرات مسيرة خلال هجوم روسي واسع النطاق في غرب أوكرانيا، ما يمثل أول إطلاق نار من دولة عضو بالناتو ضمن هذا الصراع.
* تخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على مستوردي النفط الروسي، في خطوة تهدف إلى تشديد الخناق على موسكو وتقليص إيراداتها النفطية.

وفي سياق متصل، أشارت مصادر لوكالة رويترز إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعا الاتحاد الأوروبي لفرض تعرفات جمركية بنسبة 100% على الصين والهند. يأتي هذا ضمن استراتيجية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، حيث تعتبر الصين والهند من أبرز مستوردي النفط الروسي، وهو ما دعم الخزائن الحكومية لموسكو منذ بدء الحرب الأوكرانية عام 2022.

مخاوف تخمة المعروض تحد من المكاسب وتهدد استقرار الأسعار

على الرغم من العوامل الداعمة، واجه صعود أسعار النفط تحدياً كبيراً بسبب تخمة المعروض في السوق العالمية. علق محللون بشركة “إس.إي.بي” على أداء السوق، مؤكدين أن “تخمة المعروض تخيم على السوق”. وأضافوا أنه “نادراً ما تستمر علاوات المخاطر الجيوسياسية في النفط طويلاً، إلا في حالة حدوث انقطاع فعلي للإمدادات”، وذلك بحسب وكالة رويترز.

وحذرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من احتمالية تعرض أسعار النفط العالمية لضغوط كبيرة خلال الأشهر القادمة، مشيرة إلى زيادة المخزونات مع ارتفاع إنتاج مجموعة أوبك بلس.

كما أعلنت الإدارة عن زيادة ملحوظة في مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة بذلك توقعات المحللين:

• ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الخامس من سبتمبر، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى تراجعها بمليون برميل.
• زادت مخزونات البنزين الأمريكية بحوالي 1.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بتراجعها 200 ألف برميل.
• ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة، بواقع 4.7 مليون برميل، وهو ما فاق التوقعات التي كانت تشير إلى زيادتها 35 ألف برميل فقط.

تأثير التوقعات الاقتصادية على الطلب العالمي

من ناحية أخرى، يترقب المتعاملون في الأسواق المالية باهتمام اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأمريكي هذا الشهر، مع توقعات واسعة بخفض معدلات الفائدة. قد يسهم هذا التوجه في تعزيز النشاط الاقتصادي ودعم الطلب على النفط عالمياً، حيث عادة ما يرتبط النمو الاقتصادي بزيادة استهلاك الطاقة.