أولى علامات النزوح الجماعي: عائلات فلسطينية تبدأ النزوح من غزة بسبب قصف الاحتلال المكثف
تواجه العائلات الفلسطينية النازحة من مدينة غزة تحديات جسيمة، حيث تشهد المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع اكتظاظًا شديدًا ونقصًا في البنية التحتية. تأتي هذه التطورات في ظل سيطرة إسرائيل على 84% من مساحة القطاع، ما يجعل المساحات المتبقية غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان الباحثين عن الأمان في ظل الظروف الراهنة.
نزوح محدود واكتظاظ متزايد في وسط وجنوب قطاع غزة
كشف بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية من مدينة دير البلح، أن أعداد العائلات الفلسطينية التي نزحت مؤخرًا من مدينة غزة نحو المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع لا تزال ضئيلة نسبيًا. ويأتي هذا في الوقت الذي يصر فيه عدد كبير من سكان مدينة غزة على البقاء في أحيائهم ومنازلهم، رغم المخاطر الجسيمة التي تفرضها الأوضاع الراهنة. وأشار جبر في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية إلى أن مدنًا مثل دير البلح وخان يونس تشهد حاليًا اكتظاظًا سكانيًا غير مسبوق نتيجة تراكم أعداد كبيرة من النازحين في مساحات محدودة.
تحديات استيعاب النازحين ونقص البنية التحتية
تتفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة مع تزايد أعداد النازحين، حيث أصبحت هذه المناطق غير قادرة على استيعاب مزيد من السكان. ويعود ذلك إلى محدودية المساحات المتوفرة، بالإضافة إلى النقص الحاد في البنية التحتية اللازمة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الوافدين. هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على قدرة المنظمات الإغاثية على تقديم الدعم اللازم، ويزيد من معاناة السكان في الحصول على الخدمات الأساسية والمأوى.
الاحتلال يسيطر على 84% من قطاع غزة ويحد من المساحات الآمنة
أوضح مراسل القاهرة الإخبارية أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرة فعلية على ما يقارب 84% من إجمالي مساحة قطاع غزة. هذه السيطرة الواسعة تقلص بشكل كبير المساحات المتبقية التي تتجمع فيها العائلات الفلسطينية النازحة، مما يجعلها غير مؤهلة لاحتضان الأعداد المتزايدة من السكان الباحثين عن ملاذ آمن. ولفت إلى أن المناطق التي سبق أن وصفها الاحتلال الإسرائيلي بأنها “مناطق آمنة” لا تعد كذلك في الواقع، وذلك لقربها الشديد من تمركز قوات الاحتلال، ما يعرض النازحين لخطر دائم.
مناطق “آمنة” لا تستوعب الوافدين الجدد
تشكل منطقة المواصي، التي تصفها إسرائيل بأنها منطقة إنسانية، مثالًا صارخًا على التحديات الراهنة. فوفقًا لمصادر إعلامية، لم تعد المواصي قادرة على استيعاب المزيد من النازحين الجدد. هذا العجز لا يقتصر على المساحة الجغرافية فحسب، بل يمتد ليشمل الافتقار إلى التجهيزات الضرورية لاستقبالهم، وحتى عدم توفر العدد الكافي من الخيام التي يفترض إقامتها لتوفير المأوى. هذا الوضع يثير تساؤلات جدية حول مدى فعالية وجدية إعلان الاحتلال عن مناطق آمنة في ظل هذا الواقع.