تباين ملحوظ.. سعر الذهب المحلي لا يواكب الصعود العالمي | خبراء يكشفون سر الظاهرة وتوقعات عيار 21

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزات تاريخية، لتسجل الأوقية مستويات قياسية بلغت 3646 دولارًا، لكن السوق المحلي في مصر لم يواكب هذا الصعود بنفس الحدة. فبينما ارتفعت الأسعار عالميًا بشكل ملحوظ، جاءت الزيادة في سعر الجرام محليًا محدودة، مدفوعة بعوامل داخلية أبرزها تراجع سعر الدولار وزيادة المعروض من المعدن الأصفر.

الذهب العالمي يحلق وارتفاع محدود في الأسعار المحلية

تخطت أسعار الذهب في البورصات العالمية حاجز 3600 دولار للأوقية لأول مرة، مسجلة 3646 دولارًا وفقًا لآخر بيانات وكالة بلومبرج. هذا الارتفاع الكبير جاء بعد أن سجلت الأوقية 3531 دولارًا في الثالث من سبتمبر، بزيادة قدرها 115 دولارًا خلال أيام قليلة. وعلى النقيض، لم يشهد السوق المحلي في مصر ارتفاعًا بنفس القيمة، حيث زاد سعر جرام الذهب عيار 24 بنحو 128 جنيهًا فقط ليصل إلى 5600 جنيه، بينما كان من المتوقع أن يرتفع عالميًا بما يعادل 178 جنيهًا للجرام.

أسباب تفاوت أسعار الذهب بين السوقين العالمي والمحلي

أرجع خبراء في سوق الذهب هذا التباين الواضح بين الأسعار العالمية والمحلية إلى عدة عوامل أساسية ساهمت في كبح جماح ارتفاع أسعار الذهب في مصر. هذه العوامل تضمنت تراجع سعر الدولار محليًا، وزيادة المعروض من الذهب في السوق نتيجة لتوجه المواطنين نحو البيع أكثر من الشراء، بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية بشكل عام.

تراجع سعر الدولار يحد من صعود الذهب في مصر

يعد انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري أحد أهم الأسباب التي حالت دون ارتفاع الذهب محليًا بنفس قوة صعوده عالميًا. وأوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن تسعير الذهب في السوق المصري يعتمد على عاملين رئيسيين ينعكس أي تحرك فيهما مباشرة على الأسعار المحلية.

• سعر الأوقية في البورصات العالمية.
• سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري.

وأشار ميلاد إلى أن سعر الدولار شهد تراجعًا مفاجئًا أمام الجنيه، ليصل إلى 47.95 جنيه للشراء أمس، قبل أن يعاود الارتفاع الطفيف اليوم مسجلًا 48.08 جنيه للشراء. واتفق سيد زكريا، أمين اللجنة النقابية لصياغ مصر، مع هذا الرأي، مؤكدًا أن تراجع الدولار ساهم بشكل كبير في استقرار أسعار الذهب محليًا.

زيادة المعروض وضعف القوة الشرائية يضبطان سوق الذهب المحلي

بالإضافة إلى تراجع سعر الدولار، ساهم عامل آخر في تهدئة أسعار الذهب في السوق المحلي وهو زيادة المعروض. أفاد سيد زكريا بأن إقبال المواطنين على بيع الذهب تجاوز عمليات الشراء، مما أدى إلى وفرة في المعروض مقابل تراجع في الطلب، وهو ما قلل من تأثير الارتفاعات العالمية. من جانبه، أضاف نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، أن ضعف القوة الشرائية للمستهلكين ونقص السيولة لديهم يُعدان من العوامل الرئيسية التي تمنع الأسعار من الارتفاع بشكل كبير في السوق المحلي.