تحذير هام للسائقين.. هذه “المخالفات المرورية” التي تتجاهلها قد تضع رخصتك في خطر وتدخلك أخطر قائمة مرورية.
سلط العضو السابق بالجمعية السعودية للسلامة المرورية، بندر الجابري، الضوء على تصنيفات المخالفات المرورية في المملكة، مفرقًا بين المخالفات العادية وتلك ذات الخطورة العالية. جاء ذلك بهدف رفع الوعي العام وتعزيز ثقافة السلامة على الطرق، في إطار الجهود الوطنية لتقليل الحوادث وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
تصنيف المخالفات المرورية: خطر يحدق وتهديد عادي
أوضح بندر الجابري، خلال مداخلة إذاعية عبر أثير إذاعة الإخبارية، أن فهم تصنيف المخالفات المرورية يسهم بشكل كبير في رفع الوعي وتعزيز ثقافة القيادة الآمنة على الطرق. يأتي هذا التمييز بين المخالفات في صميم أهداف الجهات المختصة لضمان سلامة مستخدمي الطريق في المملكة، والحد من الحوادث المرورية التي تشكل تحديًا كبيرًا.
الفرق بين المخالفات العادية والخطرة
نوع المخالفة | وصفها | أمثلة عليها |
المخالفات العادية | هي سلوكيات غير نظامية لا تؤدي بالضرورة إلى تهديد مباشر لحياة الآخرين، لكنها تظل ممارسات خاطئة وتستوجب المحاسبة القانونية. |
|
المخالفات الخطرة | تلك التي تترتب عليها احتمالات عالية لوقوع الحوادث، وإحداث إصابات خطيرة أو وفيات لا قدر الله، مما يجعل التعامل معها أكثر صرامة. |
|
عواقب المخالفات المرورية عالية الخطورة
شدد الجابري على أن المخالفات الخطرة هي تلك التي تحمل في طياتها احتمالات عالية لوقوع الحوادث المروعة، والتي قد تؤدي إلى إصابات خطيرة أو وفيات لا قدر الله. هذه السلوكيات تستوجب تعاملاً بالغ الصرامة من قبل الجهات المختصة، نظرًا لتهديدها المباشر لأرواح مستخدمي الطريق.
وتأتي في مقدمة هذه المخالفات تجاوز السرعة المحددة، الذي يقلل من زمن رد فعل السائق ويزيد من شدة الحوادث بشكل كبير عند وقوعها. كذلك، يُعد قطع الإشارة الضوئية الحمراء سلوكًا متهورًا يسبب تقاطعات خطيرة، وغالبًا ما يكون سببًا رئيسيًا في الحوادث المميتة داخل المدن والطرق السريعة. ولا يقل خطر القيادة عكس اتجاه السير، فهي تسبب تصادمات مباشرة غالبًا ما تكون نتائجها جسيمة، وتهدد سلامة سالكي الطريق بشكل مباشر.
كما حذر الجابري من خطورة القيادة تحت تأثير المسكرات أو المواد المخدرة، فمثل هذه الحالات تغيب التركيز وتفقد السيطرة على المركبة، مما يزيد من احتمالات التهور وسوء التقدير بشكل مضاعف. ويضاف إليها القيادة تحت تأثير عقاقير طبية تضعف التركيز، مما يستدعي استشارة الأطباء بشأن تأثير الأدوية على قدرة السائقين على القيادة بأمان.
ولم يغفل الجابري الإشارة إلى التحميل الزائد للمركبات، خصوصًا الشاحنات، والذي يؤثر سلبًا على توازن المركبة ويزيد من فرص انقلابها أو تدهورها في المنحدرات والمنعطفات الخطرة. كما يشكل التجاوز في المنعطفات خطرًا جسيمًا، لكونه يحدث غالبًا في أماكن منخفضة الرؤية، ما يصعب على السائقين الآخرين تفادي الاصطدام المفاجئ. علاوة على ذلك، نقل الركاب بطرق غير مخصصة، كالصعود فوق الأسطح أو التكدس في الأماكن غير المهيأة داخل المركبة، يعرضهم لإصابات بالغة الخطورة عند أي توقف مفاجئ أو حادث مروري. وتحميل المركبات بأبعاد تفوق الحد النظامي المسموح به، خاصة للشاحنات، يعرقل القيادة الآمنة ويعرض المركبات الأخرى لمخاطر السقوط أو الاصطدام المباغت.
تعزيز الوعي ودور التقنيات الحديثة في السلامة المرورية
دعا الجابري إلى ضرورة توعية السائقين بهذه التصنيفات الدقيقة للمخالفات المرورية، مؤكدًا أن مجرد الجهل بخطورة السلوك لا يعفي أحدًا من المسؤولية القانونية أو الأخلاقية تجاه سلامة الطريق وحماية الأرواح. تأتي هذه الجهود التوعوية ضمن إطار المبادرات الوطنية المستمرة لتعزيز السلامة المرورية في المملكة، والتي تدعم رؤية السعودية 2030 التي تضع تقليل الحوادث المرورية والإصابات الناتجة عنها ضمن أبرز أولوياتها الاستراتيجية.
ولفت إلى الدور الحيوي للتقنيات الحديثة في هذا المجال، حيث يُستخدم الرصد الآلي والأنظمة الذكية حاليًا في مراقبة العديد من المخالفات الخطرة. وقد ساهم ذلك بشكل ملحوظ في خفض نسب التهور ورفع مستوى الانضباط المروري في بعض المناطق، مما يعكس الأثر الإيجابي للتحول الرقمي في الحفاظ على الأرواح والممتلكات على طرق المملكة.
واختتم بندر الجابري حديثه بتوجيه دعوة صريحة لجميع السائقين بضرورة الالتزام التام بالأنظمة المرورية، وعدم الاستهانة بأي سلوك قد يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، مهما بدا ذلك السلوك بسيطًا أو اعتياديًا في نظر البعض. فسلامة الطريق مسؤولية مشتركة تتطلب يقظة والتزامًا مستمرين من الجميع.