ملف حيوي.. قوات الدفاع الشعبي والعسكري تناقش أبرز التحديات الراهنة للأمن القومي بجامعة الإسكندرية
استضافت كلية التربية بجامعة الإسكندرية محاضرة توعوية مهمة نظمتها قوات الدفاع الشعبي والعسكري، ركزت على رؤية الدولة المصرية لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي. هدفت الفعالية، التي أقيمت برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز قنصوة، إلى تعميق الوعي الوطني لدى طلاب الجامعة بمخاطر التهديدات الداخلية والخارجية وسبل التصدي لها.
أبرز التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري
ألقى المحاضرة العميد دكتور مهندس وائل العبد، مستعرضًا التحديات الجوهرية التي تمس استقرار الأمن القومي المصري. وأشار العميد العبد إلى أن التهديدات العابرة للحدود تشكل الخطر الأكبر، مؤكدًا أن هذه المخاطر تتطلب استجابة شاملة ومتكاملة لحماية مقدرات الدولة وصون مستقبلها. وشدد على ضرورة تبني رؤية استراتيجية تتجاوز الإجراءات التقليدية لتضمن تحقيق الأمن الشامل.
إجراءات الدولة لتعزيز الأمن القومي الشامل
أكد العميد دكتور مهندس وائل العبد أن مواجهة هذه التحديات الأمنية تستلزم مجموعة من الإجراءات العملية المتكاملة لتقوية قدرة الدولة. وتتضمن هذه الإجراءات الضرورية لتعزيز الأمن القومي المصري ما يلي:
- تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية بشكل محكم لمنع التسلل والتهريب.
- التعامل الواعي مع انعكاسات النزاعات الإقليمية المحيطة وتأثيراتها المحتملة على الداخل.
- متابعة دقيقة لسياسات الدول الكبرى ذات التوجهات التوسعية وتحليل آثارها.
- ضبط حركة الهجرة غير الشرعية والتحقق من هويات الوافدين.
- تعزيز التنمية الشاملة والسيطرة على المناطق النائية لمنع تحولها إلى بؤر خارجة عن السيطرة.
- نشر الوعي المجتمعي الفاعل للتصدي للشائعات ومحاولات بث الفتن والوقيعة بين أفراد المجتمع.
- ضمان امتلاك كل مواطن بطاقة هوية رسمية لتسهيل إجراءات الأمن والمتابعة.
- متابعة وتحليل محتوى الإعلام المحلي والدولي لتمييز الحقائق من الأكاذيب والمغالطات.
دور الجامعات في تنمية الوعي الوطني ومواجهة الفكر المتطرف
من جانبه، أكد الدكتور حسن عابدين، عميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية، على الأهمية البالغة لمثل هذه اللقاءات التثقيفية. وأشار إلى أنها تسهم بفاعلية في رفع مستوى وعي الطلاب وترسيخ قيم الانتماء الوطني لديهم، مما يمكنهم من مواجهة الفكر المتطرف وحملات التضليل التي تستهدف عقول الشباب. ولفت إلى أن بناء جيل واعٍ هو خط الدفاع الأول عن مقدرات الوطن.
الأمن القومي يبدأ من صروح العلم
وفي سياق متصل، أوضح العقيد محمد ماهر أن التعاون المستمر بين الجامعة وقوات الدفاع الشعبي والعسكري يهدف بالأساس إلى بناء وعي حقيقي ومستنير لدى الطلاب، وربطهم بشكل وثيق بالقضايا الوطنية المصيرية. وشدد العقيد ماهر على أن مفهوم الأمن القومي الشامل يبدأ من داخل الجامعات، باعتبارها منارات للعلم ومصانع لتشكيل العقول الواعية القادرة على بناء وحماية مستقبل البلاد. وأكد أن هذه المؤسسات الأكاديمية هي الركيزة الأساسية لصناعة جيل قادر على تحمل المسؤولية.
اختتمت الفعالية بالتأكيد على أن الحفاظ على الأمن القومي هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع. ويتطلب ذلك وعيًا مجتمعيًا عميقًا وتكاتفًا قويًا بين كافة المؤسسات، والعمل بروح الفريق الواحد من أجل صون الوطن وحماية مستقبله من أي تهديدات داخلية أو خارجية.