تفاصيل مثيرة.. خلاف توم هانكس وترامب يكشف حقيقة مواجهة الفن للسياسة
تصدر اسم الممثل الأمريكي توم هانكس عناوين الأخبار بعد أن قررت جمعية خريجي الأكاديمية العسكرية الأمريكية “ويست بوينت” إلغاء حفل تكريمه الذي كان من المقرر أن يتسلم فيه جائزة سيلفانوس ثاير لعام 2025 في 25 سبتمبر الجاري. ويأتي هذا الإلغاء المفاجئ عقب هجوم عنيف شنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على هانكس، ما أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء القرار.
إلغاء تكريم توم هانكس في ويست بوينت يثير الجدل
ألغت جمعية خريجي الأكاديمية العسكرية الأمريكية “ويست بوينت” حفل تكريم النجم السينمائي توم هانكس، الذي كان سيُمنح جائزة سيلفانوس ثاير المرموقة لعام 2025. كان من المقرر إقامة الحفل في وقت لاحق من هذا الشهر، وكان هذا التكريم سيأتي تقديرًا لدعم هانكس المستمر للمحاربين القدامى وتجسيده لصورة الجندي الأمريكي في أعماله الفنية، وأبرزها فيلم “إنقاذ الجندي رايان”. يُذكر أن هانكس سبق أن نال وسام الحرية الرئاسي ويُعد عضوًا فخريًا في قاعة مشاهير رينجر التابعة للجيش.
هجوم ترامب الحاد على توم هانكس
جاء قرار إلغاء حفل تكريم توم هانكس بعد هجوم لاذع شنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الممثل عبر صفحته على منصة “تروث سوشيال”. وصف ترامب هانكس بأنه “فنان محبوب ومدمر” في إشارة إلى مواقفه السياسية، وكتب ترامب: “لا نريد أن يحصل متلقون مدمرون وواعون على جوائزنا الأمريكية العزيزة. نأمل أن تراجع جوائز الأوسكار وغيرها من برامج الجوائز الوهمية معاييرها، باسم العدالة والإنصاف”. من جانبه، صرّح العقيد المتقاعد مارك بيجر، المدير التنفيذي لجمعية خريجي ويست بوينت، أن الإلغاء جاء بهدف “التركيز على مهمة إعداد القادة العسكريين” دون تقديم تفاصيل إضافية حول الأسباب المباشرة.
دوافع سياسية وراء قرار إلغاء التكريم
أثار قرار إلغاء حفل توم هانكس اتهامات واسعة بأن الدافع وراءه سياسي بحت. لطالما انتقد هانكس سياسات ترامب في السابق، وشارك في حملات جمع تبرعات لدعم الرئيس جو بايدن. لم تكن الخلافات بين الطرفين وليدة اللحظة، حيث عبر هانكس في عدة مناسبات عن أهمية “الحقيقة والاحترام والمسؤولية الأخلاقية”، ورأى البعض أن هذه الرسائل كانت موجهة بشكل غير مباشر ضد إدارة ترامب. من جهته، يرى ترامب أن شخصيات مثل هانكس تمثل “النخبة الهوليودية المنفصلة عن الواقع الأمريكي”، وقد أعرب عن استيائه من حصول فنانين ينتقدونه على جوائز رسمية أو تكريمات وطنية.
الصراع الأيديولوجي وانعكاساته على المجتمع الأمريكي
يعكس هذا الصراع بين الممثل توم هانكس والرئيس السابق دونالد ترامب انقسامات أعمق داخل المجتمع الأمريكي. يأتي هذا التطور في ظل توجه متزايد من التيار المحافظ في الولايات المتحدة لإلغاء أو تعديل برامج تتعلق بالتنوع والهوية، وهي السياسات التي عارضها ترامب بشدة خلال فترة رئاسته. يمثل هذا التوتر بين ثقافة سياسية محافظة تسعى لإعادة تشكيل الرواية الوطنية، وأصوات فنية وثقافية تدافع عن التنوع والانفتاح، انعكاسًا لخلاف أيديولوجي واسع النطاق.