في تصريح خاص.. مايا واكد تكشف رسالتها للمغتربين من خلال موسيقاها
تستعد الفنانة اللبنانية الكندية مايا واكد لإحياء حفل غنائي مميز في مسرح زعبيل بدبي خلال شهر نوفمبر 2025. اشتهرت واكد، التي حملت بصوتها وجع المغتربين اللبنانيين، بتحديها للأنماط الموسيقية التقليدية وتقديم فن عابر للأنواع، معيدةً إحياء كلاسيكيات زياد الرحباني بلمسة عصرية تعبر عن الهوية والانتماء.
مايا واكد: رحلة فنية تتجاوز الأنماط التقليدية
تصف الفنانة مايا واكد مسيرتها الفنية بأنها رحلة تطور مستمر بدأت بإحياء أغانٍ من ثمانينيات القرن الماضي في ألبومها الأول “حلم مجنون”. رأت في هذه التجربة فرصة لتقديم الكلاسيكيات القديمة لجمهور شاب بتوزيع عصري يحافظ على روحها الأصلية. هذه البداية قادتها تدريجيًا نحو تبني “الموسيقى العابرة للأنواع” التي تحررها من القوالب المألوفة وتسمح لها باستعارة الألحان العالمية والفلكلور الغربي لكتابة كلمات تعبر عن واقع اللبنانيين حول العالم. تعبر هذه الطريقة عن تجربتها وهويتها المزدوجة التي تعيشها في الخارج. مؤخرًا، قدمت مايا واكد أغنية “شو عدا ما بدا” للعبقري زياد الرحباني، معربة عن امتنانها لهذه الفرصة الفريدة.
الموسيقى العابرة للأنواع: حرية لا محدودة في التعبير
تؤكد مايا واكد أن تبنيها لمفهوم “الموسيقى العابرة للأنواع” هو بمثابة تحرر من القوالب الموسيقية السائدة. يتيح لها هذا النهج الاستفادة من ثقافات وأنماط موسيقية مختلفة دون القيود التي تفرضها المسارات الفنية التقليدية. بالنسبة لها، إنتاج هذا النمط من الموسيقى يعني الحرية المطلقة واستكشاف إمكانيات لا حصر لها من الأصوات والموضوعات المتنوعة، حيث يصبح كل شيء ممكنًا والجميع مدعوون للمشاركة في هذه التجربة الفنية.
موسيقى مايا واكد: جسر للهوية والانتماء لدى المغتربين
تتمحور مواضيع أغاني مايا واكد حول الهوية والانتماء، خاصة وأن مسيرتها الفنية بدأت مع استقرارها خارج لبنان. شعرت الفنانة دائمًا بأن المغتربين بحاجة إلى صوت يعبر عن تجاربهم ومشاعرهم. من الأمثلة البارزة على ذلك أغنية “انسى اسمك” التي كتبتها على لحن روسي فلكلوري، وتصف بكلمات لبنانية حنين المغترب لوطنه. كما لاقت أغنية “حلمي غنيلك ببيروت” تفاعلاً كبيرًا، حيث يرى كل مغترب فيها تعبيرًا صادقًا عن قصته الشخصية مع الشوق للوطن. تسعى مايا واكد لنقل مشاعر الحب والشوق والأمل من خلال منظور التعددية الثقافية، وتؤكد أن جزءًا كبيرًا من جمهورها يعيش بين عوالم مختلفة ويبحث عن هوية تتناسب مع تجاربه خارج الأوطان.
قوة الموسيقى: أداة للتواصل والتغيير في رؤية مايا واكد
ترى مايا واكد الموسيقى أداة تواصل قوية بين الناس والمشاعر، ولها القدرة على التأثير في الحالة المزاجية وتشكيل العقليات والسلوكيات. تؤمن بأن نصًا غنائيًا واحدًا يمكن أن يلقى صدى عميقًا لدى الأفراد، ويغير وجهات نظرهم، ويساهم في تحولات ثقافية أوسع. تعتبر الموسيقى مرآة للمجتمع، ومهمة الفنان هي التعبير عن هواجس الناس. تطمح مايا واكد أن تكون موسيقاها وطنًا للمغتربين وجسرًا يربط بين التجارب والهويات المختلفة، وأن تفتح آفاقًا جديدة تثبت غنى الثقافة اللبنانية وذوقها المتنوع.
إلهامات مايا واكد: من فيروز والأخوين رحباني إلى زياد الرحباني
تنتمي مايا واكد إلى عائلة نشأت على فن الأخوين رحباني وفيروز. حظيت بفرصة رائعة في بداياتها للعمل مع زياد الرحباني كعضو في جوقة السيدة فيروز وفي تسجيلات الاستوديو، وهي تجربة أثرت فيها وعلمتها الكثير. تستلهم مايا، كالكثيرين، من جرأة زياد الرحباني في التأليف، الذي صنع خطًا فنيًا مختلفًا وإبداعًا يدخل كل بيت وقلب. تصف مايا الرحباني بأنه أعطى فرصة لاكتشاف فيروز ثانية مختلفة عن فيروز الأخوين رحباني، وهو ما تعتبره إبداعًا عظيمًا على مستوى الوطن والعالم لا يتكرر.
تفاعل الجمهور: لحظات مؤثرة في حفلات مايا واكد الحية
تؤكد مايا واكد أن كل حفل مباشر يحمل سحرًا خاصًا، حيث يكون الجمهور جزءًا أساسيًا من التجربة. تستذكر مشاعر الحنين السعيد التي غمرت جمهور حفلها “ألو بيروت” في مونتريال مؤخرًا. كما كان لأغنية “من زمان” صدى جميل في حفلات دبي، حيث كتبت كلماتها على لحن فلكلوري أجنبي معروف، مما جعلها تحاكي قصصًا شخصية عن أصدقاء الطفولة لدى الجمهور العربي واللبناني.
كلمات الأغنية التي لاقت تفاعلاً:
- شو كنا من زمان نسهر تننسى ننام
- وتمضى الأيام أعياد وسهريات
- كنا أعز صحاب نحلم نضل قراب
- ما كنا نخاف تسبقنا الذكريات
عبر الجمهور الأجنبي أيضًا عن سعادته لسماع هذا اللحن المعروف ممزوجًا بعذوبة اللغة اللبنانية.
اللغة اللبنانية في موسيقى مايا واكد: صوت الجذور والهوية
ترى مايا واكد أن اللغة اللبنانية، رغم غنائها مقاطع بلغات أجنبية في بعض حفلاتها، تبقى لغة طفولتها وصوت جذورها وعائلتها وذاكرتها. تعتبر كل لغة أخرى مجرد محادثة مع هذا الأصل. لذلك، فإن المزج بين الفرنسية وغيرها من اللغات لا يتعلق بالاندماج من أجل التجديد بقدر ما هو حمل لجذورها اللبنانية إلى عوالم جديدة، والسماح لها بالتكيف والاستجابة دون أن تفقد روحها الأصيلة. تؤمن الفنانة بأن اللغة تعزز التأثير العاطفي للموسيقى بشكل كبير.
التوازن بين الفن والحياة: رؤية مايا واكد لتحديات المرأة العاملة
تواجه جميع النساء العاملات، سواء في مجال الموسيقى أو غيره، تحدي تحقيق التوازن بين متطلبات الأسرة والحياة المهنية. تعبر مايا واكد عن سعادتها وتصالحها مع فكرة التوازن، ولا ترى فيه عائقًا أمام تحقيق طموحاتها في رحلتها الموسيقية. تؤكد أن عائلتها الصغيرة أصبحت اليوم مصدر دعم كبير لها، وأن موسيقاها بدورها أصبحت مصدر إلهام لهم في حياتهم اليومية. ترى أن الحياة تعيد لكل امرأة أضعاف ما قدمته لعائلتها.
رسالة مايا واكد إلى قراء “مانشيت”: القوة الكامنة في النعومة
توجهت الفنانة مايا واكد بكلمة خاصة إلى قراء “مانشيت”، معجبة بالاسم الذي يصف القارئات. تؤكد أن النساء يتميزن بنعومة فريدة تغلف قوة خارقة وقدرة استثنائية على التكيف مع مختلف فصول الحياة. وتتمنى أن تكون كل امرأة على يقين ومؤمنة بهذه القوة الناعمة التي تميزها.