مستقبل مصر التكنولوجي: «معلومات الوزراء» يرسم ملامح الفرص الواعدة في “صناعة الشرائح الإلكترونية”

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا استشرافيًا يؤكد الأهمية الاستراتيجية لـ”صناعة الشرائح الإلكترونية” في مصر، مشيرًا إلى فرص واعدة لتوطين هذه الصناعة الحيوية التي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي العالمي. يهدف التقرير إلى تسليط الضوء على الإمكانات المصرية الهائلة في هذا القطاع الذي من المتوقع أن تصل مبيعاته العالمية إلى 687.38 مليار دولار بحلول عام 2025.

نمو سوق الشرائح الإلكترونية العالمي وفرص مصرية واعدة

تشهد صناعة الشرائح الإلكترونية نموًا عالميًا مطردًا، حيث تُعتبر أساس تطوير العديد من الصناعات الحديثة كالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقد أشار التقرير إلى أن مبيعات الشرائح الإلكترونية العالمية من المتوقع أن تلامس 687.38 مليار دولار خلال العام الجاري 2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12.5% مقارنة بـ611.23 مليار دولار في عام 2024. وتوضح البيانات المالية العالمية حجم هذا السوق الاستراتيجي وأهمية توطين الصناعات المرتبطة به.

لماذا تُعد صناعة الرقائق الإلكترونية أولوية استراتيجية لمصر؟

تُعد الرقائق الإلكترونية من أهم مدخلات الإنتاج لعدد كبير من الصناعات الحيوية التي تسعى مصر لتعزيزها وتطويرها. فبالإضافة إلى انتعاش قطاع صناعة الأجهزة الكهربائية والمنزلية في مصر واعتماده الكبير على استيراد هذه الرقائق، تمثل الرقائق مكونًا أساسيًا لعدة قطاعات أخرى تشمل السيارات الكهربائية، والأجهزة الطبية، والصناعات الإلكترونية المتنوعة، وكذلك الألواح الفوتوفولطية اللازمة لمحطات الطاقة المتجددة. هذا الاعتماد الكبير على الاستيراد يبرز ضرورة توطين صناعة الشرائح الإلكترونية لتأمين سلاسل الإمداد ودعم الصناعة المحلية.

الفوائد الاقتصادية لتوطين صناعة الشرائح في مصر

أوضح التقرير أن توطين صناعة الرقائق الإلكترونية سيحقق لمصر فوائد اقتصادية جمة تساهم في تعزيز التنمية المستدامة:

• تنويع مصادر الدخل: سيسهم توطين هذه الصناعة في تنويع مصادر الدخل القومي والحد من الاعتماد على صادرات المواد الخام والمنتجات التقليدية.
• خلق فرص عمل: ستوفر هذه الصناعة الآلاف من فرص العمل الماهرة والمتخصصة في مجالات التصميم والهندسة والإنتاج والبحث والتطوير.
• تعزيز الابتكار: سيشجع توطين هذه الصناعة على الابتكار والتطوير المستمر في مجال التكنولوجيا، مما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للصناعة المصرية ككل.
• جذب الاستثمارات: تجذب صناعة الشرائح استثمارات ضخمة من الشركات العالمية، مما يحفز النمو الاقتصادي ويفتح آفاقًا جديدة للشراكات الدولية.

مقومات مصر لنجاح صناعة الرقائق الإلكترونية

تمتلك مصر العديد من الإمكانات والمقومات التي تؤهلها لنجاح توطين صناعة الشرائح والرقائق الإلكترونية:

• توافر المواد الخام: تتوفر في مصر العديد من المواد الخام الأساسية لهذه الصناعة مثل الرمال البيضاء “السيلكا الخام”، والتنتالوم، والنيوبيوم، ومعدن الولفراميت “أكسيد التنجستين”، ومعظمها في مناطق شرق مصر.
• مدن مؤهلة: يوجد عدد من المدن المؤهلة لاستقبال هذا النوع من الصناعات، وعلى رأسها نويبع ومرسى علم، لتوافر المواد الخام فيها.
• دعم حكومي: أعلن رئيس مجلس الوزراء عن الاستعانة بمكتب استشاري عالمي لوضع الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية، كما صدر قرار بإنشاء المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.
• مشروعات ذات صلة: يوجد العديد من المشروعات ذات الصلة مثل وادي السيليكون ومصنع السيليكون المعدني ومصانع إنتاج السيليكا ومشروع إنتاج الترانزستور العضوي.
• علاقات دولية: تتمتع مصر بعلاقات جيدة مع العديد من الدول التي دخلت صناعة الرقائق الإلكترونية حديثًا، مثل الهند وماليزيا وسنغافورة والإمارات، مما يفتح آفاقًا للتعاون.

خطة عمل مقترحة لتوطين تكنولوجيا الرقائق في مصر

أشار مركز المعلومات إلى أهم المتطلبات اللازمة لنجاح صناعة الشرائح في مصر، مؤكدًا على ضرورة استكمال الخطوات الحكومية الحالية:

• تفعيل المجلس الوطني: استكمال الخطوات التي بدأتها الحكومة من خلال المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية، ووضع رؤية واضحة لمسارات التحرك نحو توطين الصناعة، وذلك بالدخول ضمن سلاسل إنتاج الرقائق الإلكترونية العالمية.
• جذب الاستثمارات الأجنبية: أهمية التواصل مع الشركات الكبرى المنتجة للرقائق الإلكترونية، خاصة تلك التي لها استثمارات في مصر مثل شركة سامسونج، من خلال التفاوض على البدء في إقامة “مسابك” لها داخل مصر.
• دراسة التجارب الدولية والتعاون الإقليمي: أهمية دراسة التجارب الدولية للمنتجين الجدد، مثل ماليزيا والهند وسنغافورة، والتعاون مع دول مثل الإمارات في إنتاج الرقائق الإلكترونية لتبادل الخبرات.
• تطوير التعليم والبحث العلمي: قيام وزارتي التربية والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي بزيادة التركيز على دعم صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال أقسام مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز النانو تكنولوجي بالجامعات المصرية، خاصة صناعة الصمامات الإلكترونية “الترانزستور”، وبالتعاون أيضًا مع وادي التكنولوجيا في محافظة الإسماعيلية ووزارة الدولة للإنتاج الحربي.